لواء ركن( م) محمد إبراهيم كباشي يكتب..اللعب بالنار

0

 

لأربعة أيام علي التوالي فوجئ المواطنين بأرتال العربات المسلحة و الجرارات حاملة الدروع و الدبابات يعتليها الجنود يلبسون لاملة الحرب و كامل عتادها كأنا مقبلين علي صد هجوم معادي من دولة أجنبية ،.

و كل ذلك في خطوات غير محسوبة ، ماذا لو قام ما يسمي بالطرف الثالث الذي يقتل المتظاهرين بتفجير أحد العربات بمن فيها ؟ فكيف يكون رد الطرف الآخر ؟ ،.

 

ألا يعتبر ذلك إعلانا لحرب أهلية وسط العاصمة الخرطوم ؟ جميعنا يعلم أن النار بالعودين تزكي فما بال تلك التي تزكي بالرشاشات الرباعي و الثنائي و الدوشكا ؟ و كل ذلك و ضب نار إبراهيم ينفخ علي أفواه البنادق علي طريقة ( المديدة حرقتني) .

 

أصبح مجتمع المدينة ما بين متوجس و مترقب ينتظرون أين تقع الزخات الأولي من الذخائر و ما هي مآلات الأمور بعد أن تتعطل لغة الحوار و يعلو صوت الرشاشات و غاذفات الصواريخ ، فلماذا و لم و من أجل من تسيل الدماء و يتقطع الوطن الي أشلاء .

 

السيد رئيس مجلس السيادة لحكومة الأمر الواقع و القائد العام للقوات المسلحة بوضع اليد ، السيد نائب رئيس مجلس السيادة و قائد الدعم السريع ، ليس هكذا تورد الإبل و ليس هكذا تعاد الي مباركها ، كنا نظن أنكما من الحكمة بمكان و أبعد ما تكونان من اللعب بالنار أليس فيكم من رجل رشيد ؟.

 

ارجو منكما أن تعودا بالذاكرة الي الوراء و مراجعة الطريقة التي تسلمتما فيها سلطة هذا الوطن المنكوب و هنا يبرز السؤال المنطقي هل أن هذه السلطة التي بين أيديكم هي حظكما من الدنيا ؟ أم أن أقدار الله قد جرت بذلك ؟

 

فإن كان ظنكم في الأولي فإن هذا هو الكبر عينه و ثوبوا الي رشدكم حتي يخرج الوطن من هذا النفق المظلم . أما إن كانت الثانية و هي أقدار الله فعليكما أن تتقوا الله فيما استخلفتما فيه الي حين .

 

درسنا المناورة بالقوي في العمليات الجارية علي المستوي العملياتي و كذلك المناورات الإستراتيجية بتحريك الأساطيل البحرية و الغواصات النووية لتحقيق مكسب سياسي أو رعاية مصالح عامة للدولة مع دول أخري أو لتحقيق موقف تفاوضي جيد يخدم المصلحة للدول عند الصراعات الدولية ،.

 

و لكن لم نسمع أو نقرأ علي مدي الحقب التاريخية أن تم تحقيق موقف تفاوضي في داخل الدولة بمناورة بالقوات الي درجة تهديد وجود الدولة نفسها ، إن هذا العمل الخطير يعتبر متاجرة بمصير هذه الدولة التي سلطكم الله عليها .

 

السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي و القائد العام للقوات المسلحة ، السيد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي و قائد الدعم السريع عليكما الرجوع الي مسمي مجلس السيادة أليس ذلك يعني الوطن و سيادته.

 

و أنتما الآن في أعلا هرم السيادة تجلسان علي مكتبين متجاورين بالقصر الجمهوري رمز سيادة السودان و علم السودان يحيط بكما عن ميامنكم و عن شمالكم تستقبلون الوفود الأجنبية بإسم السودان و توقعون علي أخطر القرارات التي تهم البلاد و العباد ،.

 

فإذا كان سعيكم إزكاء الحرب الأهلية فبئس المسعي و كلاكما لا يصلح أن يكون موضع القرار لأنه لا أظن أن حاكما يرغب في أن يهلك شعبه و عليكما التنحي فورا و في قواتنا المسلحة من يسد الفرقة و زيادة و لا خوف علي قوات الدعم السريع إن ذهب منها زيد أو بقي عمرو .

اترك رد