(بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا على كرام)
ظل المجلس الاعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة يتفاعل مع جميع ما يحدث في بلادنا منذ فجر الثورة، وظل يتخذ المواقف الوطنية الحتمية في ضمير كل سوداني حر يعرف قيمة وطنه، وذلك حماية لتراب وبحر وسواحل السودان، رغم ميل ميزان العدل بخلاف قضايا المجلس وشعب الإقليم طيلة الأعوام الفائتة وعلى مر الحقب الوطنية المتعاقبة، ورغم عدم إلتفات أي قوة مركزية او سياسية لقضية البجا والمجلس التي هي من أهم واخطر قضايا وطننا السودان على الإطلاق. كما ظل المجلس يحذر من مغبة الأسلوب المركزي المنكب على تركيز وإدارة الشأن من مدينة الخرطوم فقط، وعدم تقديم الإعتبار الا للذي يستند على السلاح أو على قضايا الأحزاب المركزية فقط، ولكن المجلس يميز جيداً بين مشكلات الخلاف السياسي بين السودانيين والتي يجب أن تدار سلماً، وبين المشكلات التي تدمر البلاد كافة وتنسف أمنها وإستقرارها وسلامة أراضيها وتهدد مؤسساتها القومية وسيادتها وتعمل على نسف دروعها الوطنية الحارسة، فشتان ببن هذا وذاك .
إن مجلس البجا يرى إن ما يحدث في الخرطوم الآن من إقتتال هو نتاج لخروج قيادة قوة كانت تتبع للقوات المسلحة وفق قانون يلزمها بالعمل تحت إمرة الجيش عن ذلك القانون إنحيازاً لقضايا سياسية لاتندرج تحت مسؤولياتها ولا يجب ان تعنى بها أي قوة ضمن القوات المسلحة، ولم يكن يسند تلك القوة الخارجة أي دستور لتقوم بما قامت به، ولم تكن تلك القضايا تجد التوافق الوطني الشامل ليتم القتال لأجلها، إن لم تكن تمثل إرادة أجنبية لإستعمار يراد له أن يتم بسلاح سوداني لا يخضع لجيش البلاد، بل كان لزاماً على أي وحدة تتبع للجيش ان تلتزم القانون وموقف مؤسستها حتى لو قرر قائدهم غير ذلك، وهذا يعتبر تمرد صريح ضد بلادنا وضد قواتنا المسلحة، وإن ضميرنا الوطني تحتم علينا أن لا يقف مجلس البجا مما يحدث في دور المحايد او دور من ينتظر مآلات الأمور للتكسب السياسي، وسوف نكون بإذن الله عوناً لقواتنا المسلحة ولجميع مؤسساتنا الوطنية.
مجلس البجا كيان مدني وطني يطالب بحقوقه تحت سيادة واستقلال بلادنا، وهي حقوق لن نفرط فيها أبداً ولن يشغلنا عنها شاغل، ولكن لن تتحقق مطالب شعبنا الا باستقلال قرارنا السيادي والسياسي اولاً، ووجود سلطة وطنية حرة، لذا نؤكد وقفتنا المبدئية والصلبة مع جيش بلادنا، واننا سوف نسند قرارنا الوطني متمسكين بحقوقنا التي نعمل على تحقيقها في ظل دولة حرة القرار وحكومة ذات سيادة وطنية. كما نعلن بإننا كمجلس وتعاونا مع قواتنا المسلحة قمنا بتسليم أربعة سيارات دفع رباعي تركتها أطقمها المتمردة ببورتسودان إلى القوات المسلحة، ونؤكد بأن شرق السودان لن يكون أبداً موطئ قدم لأي قوة متمردة .
وعلى ذلك فإننا نؤكد بإن ما تقوم به القوات المسلحة من تصدي ملحمي هو معركة كرامة وطنية ومعركة سيادة، ونحي الشعب السوداني في وقفته الماجدة نصرة لجيشنا العظيم، ونناشد شرفاء بلادنا ضمن قوة الدعم السريع الرجوع فوراً إلى القانون والى مؤسستهم الوطنية ليس تسليماً لأنفسهم فقط إنما انخراطاً في الدفاع عن وطننا وعن سيادتنا وعن استقلال قرار بلادنا عملاً بالقسم الذي أدوه، وندعوا الله أن يجنب بلادنا خطر الإنزلاق إلى هاوية الحرب الشاملة وهو وكيل ذلك ولله عاقبة الأمور .
وعاش سوداننا حراً مستقلاً ولا نامت أعين الخونة والعملاء
المجلس الأعلى لنظارات البجا
الهيئة القيادية
بورتسودان
الاثنين ١٧ ابريل ٢٠٢٣