لندن: «الشرق الأوسط»
اكتسب الكوليسترول سمعة سيئة ليس فقط بسبب ارتباطه بأمراض القلب ولكن أيضًا لأنه صامت في كيفية تأثيره على أجزاء الجسم المختلفة. لكن ما يحتاج معظمنا إلى معرفته هو أنه ليس كل الكوليسترول سيئًا. فهناك نوعان منه الأول الكوليسترول «الجيد» والثاني «الضار». ويمكن أن يؤدي النوع السيئ منه إلى العديد من الأمراض، بما في ذلك مرض الشريان المحيطي (PAD).
وفي هذا الصدد ولمزيد من التوضيح نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص تقريرا كشف فيه استشاري أمراض القلب جايديب مينون بمستشفى أمريتا بكوتشي كيفية تأثير ارتفاع الكوليسترول في الجسم وارتباطه بـ PAD والأعراض التي يمكن أن تظهر في الساقين.
كيف يؤثر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم على الجسم؟
وفقًا للدكتور مينون، فإن الكوليسترول هو نوع من الدهون ينتجه الكبد بشكل طبيعي ويوجد في بعض الأطعمة. وتتضمن وظائفه إنتاج الهرمونات وفيتامين (د) والأحماض الصفراوية التي تساعد على الهضم. ومع ذلك، فإن زيادة نسبة الكوليسترول في الدم يمكن أن تكون خطيرة وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ويوضح مينون «يُنقل الكوليسترول في الدم عن طريق البروتينات الدهنية والتي تتكون من البروتينات والدهون؛ إذ غالبًا ما يُطلق على البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) الكوليسترول الضار لأنه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي من خلال المساهمة في تراكم الترسبات الدهنية أو اللويحات في الشرايين؛ فببساطة يمكن أن يؤدي إلى انسداده. أما البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) فهو كوليسترول جيد لأنه يساعد على إزالة الكوليسترول الزائد من مجرى الدم. لذا فان وجود الكثير من الكوليسترول الضار في الدم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ومشاكل القلب والأوعية الدموية الأخرى؛ في حين أن ارتفاع مستويات الكوليسترول الحميد قد يكون وقائيًا من هذه الحالات. لذلك، من المهم الحفاظ على المستويات الصحية لكلا النوعين من الكوليسترول».
الارتباط بين ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ومرض الشريان المحيطي (PAD)
مرض الشريان المحيطي (PAD) هو حالة يتم فيها انسداد الشرايين التي تمد الساق والقدم بالدم، ويرجع ذلك أساسًا إلى تراكم الترسبات الدهنية التي تسمى اللويحات.
ويبين مينون «يمكن أن يتراكم كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة في جدران الشرايين، مكونًا لويحات تضيق وتصلب الشرايين. وانه بمرور الوقت، يمكن أن يحد هذا التضيق من تدفق الدم إلى الساقين والقدمين، ما يسبب الألم والأعراض الأخرى المرتبطة بمرض الشريان المحيطي».
علامات اعتلال الشرايين المحيطية بالقدمين
يمكن أن تختلف أعراض داء الشرايين المحيطية في الأشخاص، اعتمادًا على شدة الحالة. وقد تشمل:
– ألم أو تشنج في الساقين أو القدمين، خاصة أثناء النشاط البدني أو التمرين، المعروف أيضًا باسم العرج
– خدر أو ضعف في الساقين
– الإحساس بالبرد أو الوخز في الساقين أو القدمين
– جروح في القدمين أو الساقين لا تلتئم أو تلتئم ببطء شديد
– نبض ضعيف أو غائب في القدمين أو الساقين
– ألم مستمر في الساق أو القدم حتى عندما يكون الشخص مستريحًا
كيف تقلل من مخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم
فيما يلي بعض التغييرات بنمط الحياة يمكن إجراؤها للتقليل من نسبة الكوليسترول في الدم:
– الحفاظ على نظام غذائي صحي: نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومصادر البروتين الخالية من الدهون.
– تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة مثل الأطعمة المقلية واللحوم الدهنية
– ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن يساعد المشي السريع أو الجري أو ركوب الدراجات أو السباحة على زيادة مستويات الكوليسترول الحميد (الجيد) وتقليل مستويات الكوليسترول الضار.
– الحفاظ على وزن صحي
– الإقلاع عن التدخين
– السيطرة على التوتر
– احصل على فحوصات الكوليسترول المنتظمة: توصي جمعية القلب الأميركية (AHA) بأن يقوم جميع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 20 عامًا أو أكثر بفحص الكوليسترول كل أربع إلى ست سنوات طالما أن مخاطرهم لا تزال منخفضة.
يعد ارتفاع الكوليسترول مرضًا صامتًا لا يؤدي عادةً إلى ظهور أي أعراض، ولهذا يصعب غالبًا تتبعه. وان المفتاح هو أن تكون على علم. يجب إعطاء الأولوية لإجراء الفحوصات الصحية المنتظمة واختبار مستويات الكوليسترول لديك وإبقائها في حالة جيدة مع الأطعمة الصحية