لا عجب إذا وحال البلاد مع مقتبل عيد الفطر المبارك قد بلغ هذا الحد من التوجس والقلق إثر تمرد قائد قوات الدعم السريع علي الجيش السوداني وإجتمعت كل الدنيا بأشباهها وبأضدادها علي شاشات التلفاز لتسمع وتشاهد بشاعة الحرب وموت السودانيين .. وفي إسقاط درامي تحولت قوات الدعم السريع من حارس لمقدرات ومؤسسات الوطن الي آلة دمار وخراب وهي تحارب الجيش الوطني أمام مواطن يبدو عليه البؤس والحزن وهو مصدوم .. لو كنت مكان حميدتي لعصمتي السودان واهله واعلنت ان هذه القوات أنشأت لحماية واستقرار السودان وليست لخرابه ولحفظت دماء السودانيين بدلا السعي الي تحويل البلاد الي قاموس مخيف يحتوي علي تفاصيل صادمة فاذا فعل ذلك لصار بطلا ولكن قصة اطماع السلطة ومأسأة الصراع كانت لها مقدمات إذا اعدنا النظر الي مواقف الذين ظلوا يقتاتون من الدم والدخان ورائحة الجثث وصاروا اليوم الاقرب الي حميدتي (نموذج ياسر عرمان ) وبالعودة قليلا الي الماضي القريب فهو يفسر لنا الحاضر وإذا اردت ان تدرك حقيقة الصراع وشرارة ما يشهد السودان اليوم من تمرد لقوات الدعم السريع فلابد من فتح كتاب الماضي واستدعاء مقولات العمانيين ورغبتهم من الانتقام من الشعب السوداني الذي إنحاز لقيمه وحضارة الاسلام ورفض مشروعهم واستعداد هؤلاء التنازل من اي شئ من اجل التحالف وخديعة اي مؤسسة أو شخص بغض النظر عن من هو أو حجم الدم المسكوب وفي ذلك لا يتورعون من إزالة كل ما من شانه ان يقف في الطريق ويعيق تحقيق مشروعهم ولو بدك السودان كله _ وبهذا إن الاتفاق الإطاري سبب الحرب وتحريك المجنزرات واحدا من محاولاتهم و لمعرفة اعمق لاهداف العمانيين الحقيقية واصرارهم علي تنفيذها بكل السبل.. فلنراجع ماذا يعني حديث المتمرد محمد جلال هاشم بان السودان أما ان يحكم بالعلمانية أو يفكك طوبة طوبة غصبا عن إرادة اهله .. ولان التاريخ يعيد نفسه .. أليس الذي يجري الان هو مقدمات تفكيك السودان .. طوبة .. طوبة .. ؟؟ وفي هذا لسنا احرار من الماضي فهو دائما يجذبنا إليه فقد كانت تجربة الحرية والتغيير الفاشلة في الحكم اكبر مأسأة علي الشعب السوداني بكل المقاييس وهي التي جعلت مثل هذه الحروب ممكنة وذلك عندما تحول قادة الحرية والتغيير ونشطاءهم السياسيين و( بتاعين حقوق الانسان ) من خصوم لحميدتي وقواته الي حلفاء ومستشارين وخلايا نايمة وعملاء وخونة ودعاة فتنة .. تنكروا لكل مواقفهم المعادية لحميدتي خداعا منهم وتراجعوا عن كل الاتهامات وقبلوا به مصلحا ومنقذا للاطاري ليس حبا فيه ولكن لانه ينفذ لهم طموحاتهم ويحقق رغباتهم السياسية ولو كان ذلك علي حساب اشلاء النساء والاطفال والعجزة طالما لديهم خطة التخلص منه في اي مرحلة .. فما اشبه الليلة بالبارحة وإن ما يحدث من حملات عسكرية وتمرد لقوات الدعم السريع وتحويلهم الي ضباع مسعورة ضد الجيش السوداني ماهي إلا تنفيذا محكما للمؤامرة الدولية القديمة المتجددة والتي سبق ان حاربها حميدتي وقواته بقوة وشراسة وكان صدا منيعا مع قوات الشعب المسلحة ضد تمزيق السودان لكن الموجع اليوم هو كيف رخص ( حميدتي ) لنفسه ولقواته أن ينهشوا حلم دولة القانون والسلم وادخال الرعب في نفوس ابناء شعبهم تحت غطاء تنفيذ الاتفاق الإطاري وعودة الحكم المدني الكذوب .. وهي دعوات باطلة وغطاء لسيناريوهات ومؤامرات جرت احداثها في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومن شأنها هتك نسيج المجتمع السوداني .. إن قصة أطماع الحكم التي صنعت مأساة الصراع العسكري الحالي لا يمكن ان تستمر متوافقة مع اجندة القوي العلمانية والدولية التي عطلت مسيرة الشعوب وهاهي اليوم تقتل أحلام السودانيين وتوقف مسيرة احلامهم في الحياة الكريمة وقد حولت قوات الدعم السريع من حارس لمؤسسات الشعب السوداني الي الانقضاض عليها وتدميرها وضياع ثروات وقدرات السودان البشرية والعسكرية بل وتدمير لبنياته التحتية تحت ستار الدعاوي والمطالب الكاذبة وسياتي اليوم الذي يخرجون ( لحميدتي ) كل المستور عنها والانقضاض عليه .. صدقوني كل الخراب والارواح التي تزهق هي سودانية عزيزة يدخرها الوطن لمستقبله وكل الموارد والقدرات العسكرية التي تهلك وتدمر فهي قدرات للوطن .. فلنصغي كثيرا الي ما صنع التاريخ من هلاك حتي لا نعود فنصنعه من جديد في بلادنا .. علينا ان نخرج بالدرس والعبرة من الأيام والا نعود ببلادنا الي المأساة والموت اللئيم ولابد من وقف المواجهة و الرصاص الذي يتطاير من كل إتجاه ..