هل سيقود تمرد مليشيا قوات الدعم السريع.. إلى حرب أهلية جديدة في السودان!!

0

 

د.حسن حسين قاسم محمد، رئيس قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية ـ جامعة الجزيرة

 

ـ ذهب كثير من المحلليين للربط بما حدث من تمرد لمليشيا قوات الدعم السريع على الجيش ووأنماط الحروب الأهلية، خاصة تمرد 18 أغسطس 1955م، للفرقة الاستوائية في جنوب السودان قبل الاستقلال، والذي ولد الحرب الأهلية الأولي في السودان.

 

أولاً: هنالك فروق جوهرية بين الحروب الأهلية التي أندلعت في 18 أغسطس 1955م، والحرب الأهلية الثانية في 1983م، والحرب الأهلية الثالثة في 2003م في دارفور، كل هذه الحروب أنطلقت من مظالم تاريخية وليست مطامع شخصية،.

 

بالإضافة إلى أن القاعدة الشعبية والمجتمعية المساندة لتلك الحروب كانت جاهزة، النقطة الثالثة أن العناصر التي قادت الحرب والجنود لا يشكل أحد في ولائهم ووطنيتهم، بمعني أخر أنهم لا يواجهون تهمه الانتماء لدولة أخري أو أنهم مرتزقة مستجلبين، وأخيرا المشروع السياسية أو الرؤية التي يساندها المواطنين.

 

ـ هذه العوامل الأربعة عند أسقاطها علي الحرب الدائرة الأن، نجد أن قوات الدعم السريع لا تنطلق من رؤية لمظالم تاريخية وانما من أطماع متجددة، فهي كانت أحد أركان الحرب في دارفور ومارست ما مارست من فظائع في الأقليم، وهذا جعل القاعدة الشعبية التاريخية في دارفور تقف ضد هذه المليشيات، كما يواجه الدعم السريع بأتهامات كبيرة وهي أقرب للواقعية بحشد عناصر من دول مجاورة كتشاد وافريقيا الوسطي ومالي والنيجر وحتي ليبيا في حربة هذه، وهذا سبب أخر يجعل من هذه المليشيات تواجه بمقاومة ورفض شعبي ورسمي، وأخيرا غياب المشروع والرؤية السياسية للحكم، هذا الطموح بدون رؤية هو الذي أورد هذه القوات هذا الدرك.

 

ثانيا: بالتالي أن فرضية أن هذه الحرب ستقود إلى حرب أهلية لا أتوقع أن يحدث ذلك إلا في حالة واحدة، وهي أنتصار قوات الدعم السريع علي الجيش، ولذلك يمكن النظر إلى الاحتمالات الثلاثة لهذه الحرب، على النحو التالي:

 

أولاً: في حالة انتصار الجيش، تتضاءل أحتمالية الحرب الأهلية، لأن الجميع سيتوحد خلف الجيش، وأنما يشكل ذلك مدخلا لدمج جميع الحركات المسلحة وتوحيدها في جيش واحد.

 

ثانيا: في حالة انتصار الدعم السريع، سيزيد ذلك من حالة التمليش القائمة على الأسس المناطقية، ويوفر فرصة أقوي للمليشيات فرض حالة الأمر الواقع، وستتحول المليشيات هي المتحكم في المشهد السياسي، وسيكون الواقع أقرب إلى حالة مليشيات الحشد الشعبي المسيطرة في العراق، وستتطالب مليشيات أخري بحق تقرير المصير.

 

ثالثا: حالة اللا انتصار واللاهزيمة، وهذا يتوقف على طبيعة التسوية السياسية، ومثل هذه الحالة ستعزز من مكانة مليشيات الدعم السريع علي حساب الجيش.

اترك رد