Site icon اسفير نيوز

سياسيون تلاشوا في ذواتهم .. بنوا الاتفاق الإطاري على رمال متحركة ..!

نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) مقالاً طويلاً ، جاء فيه ما معناه أن العديد من الدول إنحازت إلى إحدى الجهتين  المتحاربتين في السودان ، إنتهازاً للفرص المتاحة ؛ وكل دولة تتربص لأخذ حصتها من موارد البلد الغني بالموارد الطبيعية والمتميز بموقعه الإستراتيجي..

“” Seeing Opportunities, World Powers Take Sides in Sudan War

As War Rages in Sudan, Countries Angle for Advantage
Even before its two leading generals went to war last week, “everyone wanted a chunk of Sudan,” an expert said of the strategically located country rich in natural resources.””

* يقول المثل السوداني، (أم الكلِب بعشوم) ، ويقول المثل العربي (إن بعضَ الشرُِ خيرٌ من بعضِ) ، ولكن لا مفاضلة بين (الكلِب والبعشوم) ، ولا بين كل الشر وكل الشر .. ولا تفاضل بين حِميدتي والبرهان ، كما لا فضل لمركزية قحت على  الكتلة الديمقراطية ، فكل الشر متوافر في كلا التنظيمين السياسيين..

* وأقدم اعتذاري الشديد لبعض المناضلين المخلصين المنضوين ، مع الأسف ، تحت راية قحت ، مع تأكيدي بأنهم قلة غلبت عليها كثرة المنافقين المهرولين نحو تحقيق مصالح مخدِّميهم في الدول الإقليميّة/ الكبرى..

* وكم ، وكم رأينا أولئك المنافقين يندفعون إلى وسائل  الاعلام ، بمناسبة وغير مناسبة، لتلميع ذواتهم رافعين راية الوطنية ، بلا تبكيت للضمير..

* لا أرى خيراً في المنافقين.. ولا أرى خيراً في البرهان ولا في حميدتي ، بل ولا يوجد أي خير في مركزية قحت ولا في الكتلة الديمقراطية..

* وفي يقيني أن أمر الثورة المجيدة لن يستقيم إلا بعودة شرفاء مركزية قحت إلى الشارع والتعاطي مع لجان المقاومة ، والأخذ ب(ميثاق تأسيس سلطة الشعب) القابلة بعض بنوده للحذف والاضافة.. لأن بقاء هؤلاء الشرفاء في تنظيم سياسي يجمعهم مع عملاء مصر والإمارات خسارة لا تعوَّض ، بالتأكيد..

* خسارة للثوار ، في صالح العملاء الساعين لتحقيق مصالحهم الشخصية/ الحزبية بما لا يتعارض مع مصالح أسيادهم في الإقليم ، بعد أن وضعهم الأسياد في شرك لن يخرجوا منه إلى ساحات الحرية والانعتاق ، وإلى الأبد..

* قال الصحفي الإماراتي حمد المزروعي ، أيام تقدمت الإمارات مبادرتها حول منطقة الفشقة:- ” كل شي موثق بالكاميرا ولدينا الكثير من المقاطع ولن يستطيع أحد الخروج عن أهداف الإمارات وتنفيذ مصالحنا ومن يفكر يخرج عن أهدافنا سيجد المقاطع قد انتشرت في جميع المواقع”! .

* ذاك ابتزاز المزروعي لعملاء الإمارات في السودان..

* أما عملاء مصر فقد سبق ووجَّه رئيسُ المخابرات  المصري ، مصطفى كامل ، تهديدا مبطناً،ً لا لبس فيه ، للبرهان ، آمراً إياه:- حمدوك لازم يمشي”! .

* أيها الناس، إن الصراع الدائر بين الدول في الإقليم وخارج الإقليم ، وتأثيره على الشد والجذب السياسي ، يظهر ، أشد ما يظهر ، في الصراع بين مصر والإمارات ، وهو الصراع الذي بنت فوقه مركزية قحت الاتفاق الإطاري ، وهي لا تدري أنها شيّدت الاتفاق الإطاري فوق رمال متحركة ، رمال تبتلع الإطاري قبل ان يصل النهائي..

* وعلى شرفاء مركزية قحت ان يعلموا أن الاتفاق الإطاري قد إنتهى بعد أن بلغ الأمر بعميلي مصر والإمارات مرحلة اللا عودة في حربهما بالوكالة عن الدولتين ، حرباً لا مصلحة للسودان فيها ، ولا حرية ولا تغيير حقيقي ..

* وأؤكد لكم أن  رهان الإمارات المبني على حميدتي ، وعلى (بعض) عملائها في مركزية قحت ، رهان خاسر .. ولن تتحقق أحلامها في تشييد ميناء أبو عمامة إلا ما تحقق من أطماعها في منطقة الفشقة حين قبضت الريح! .

* أما رهان مصر المتكئ على البرهان والكتلة الديمقراطية لإنفاذ استراتيجيتها في بقاء السودان حديقة خلفية لها ، وإلى الأبد ، فهو رهان خاسر ، كذلك ، لن تنال منه إلا ما نالته من رهانها على عدم قيام سد النهضة ، والسد في المراحل  النهائية لإكماله .. ويستحيل تدميره بطائرات تقلع من مطار مروي العسكري بعد ما انكشفت سر المطار! .

* هذا وقد بعث إليَّ أحد الأصدقاء رسالة باللغة الانجليزية يذِّم فيها البرهان وحميدتي ، واختتم الرسالة بقوله:-
” God may forgive them, but I never will!”
قد يغفر الله لهما ، لكنني لست بمغتفرٍ لهما أبداً ! .

* لكن ،

الله في! .
_____________________
حاشية ……. حاشية ……. حاشية ……. حاشية …….

رسالة إلى عمر الدقير من المعز ابراهيم الهادي ، خريج قانون جامعةالخرطوم ، وزوج الاستاذة سهام السنهوري التي شاركت في وضع الوثيقة الدستورية الاولي بعد الثورة ، وهو مغتر في الغرب منذ ثلاثين عاماً ؛ وأقتطف التالي من الرسالة:-

السلام عليكم أخي العزيز عمر  الدقير ..

صديق وقريب ..
راجياً لك الخير ولأسرتك الكريمة ولوطننا الذي يحترق ويتدمر وينزف ويئن ويحزن ويبكي في العواشر والعيد ..

وتعرف يا عمر ما أكنه من ود وإحترام وتقدير وما أحفظه من علاقة .. وأعرفك وطني يغار .. وإنسان يتألم ، وخطيب ذو حجة وبيان .. ورجل له مقدار .. ومحب لخالقه الديّان ووطنه والقرآن ..

الذي يحدث في بلدنا عيب علينا وعار .. وشؤم وخسة وعمل روبيضة ولئام .. لا علم لي بخبايا الأمور وحيثياتها وسر التحالف مع حميدتي ..
لكن ..
من أي منحدر واطٍ هذا الرجل؟ أي قرون هذا الشقي؟
من أي عاهة؟ والذي أرجوه منك شاكراً .. إن كان لي عندك قدر .. التكرم بالمراجعة .. وإعلان موقف ..
ولو كان الموقف يعبر عنك إن كان  موقف حزبك عصي النوال .. لأن ((الذي يحدث لا يشبهك))!!!..

فلحظة صدق وقولة حق أفضل من الدنيا وما فيها ..
فموقفك الآن سوف تحفظه لنفسك ويرتاح ضميرك ..
وسوف يحفظه لك المنصفون .. ويسجله لك التاريخ .. ويكتبه الناس بمداد يجدد المدد وأوعية الوطن ويشحذ في همته ..

والأهم من ذلك كله .. أن يرضى الله سبحانه وتعالى منك الصنيع ويقبل القول ..

فيا عمر ..
العمل لمنع عودة جماعة المؤتمر الوطني لا يعني ركوب السرج مع بائع الحمير .. ولو كان الركوب معه لساعة زمن للوصول .. وكون الجيش مخترق فلا حق لسارق وطن وقاتل نفس ومأجور في ذاته في هيكلة قواته ..

أي هيكلة لهذا السطحي

المارق؟ أي دراية له بأمور الشأن العام المشترك؟ من أوصله هذا؟ من أفتى عليه؟ هل خرج علينا من يأجوج شئ؟ هل دخل علينا من مأجوج شئ؟ الا يجد هو من يهيكله؟ .

يا عمر ..
كما تعرف انا في الغرب لأكثر من 30 سنة في كندا وهولندا وايرلندا .. ومتحرك في الدول .. ولا أعيش في الهامش وأعرف مما علمني ربي سبحانه وتعالى أكثر مما يعرفه العوام والأشباه ..

بلدنا في خطر يا عمر ..
القادم يشيب له الولدان ..

نار العسكر يا عمر ولا جنة حميدتي .. نار العسكر ولا جنة فولكر .. ولا من هم من وراءهم .. ولا من هم من حولهم ..”
* هل يصغي عمر الدقير لهذا النداء وهل تصغي القلة الشريفة المنضوية تحت لواء مركزية قحت؟! .
* أتمنى ذلك! .

Exit mobile version