Site icon اسفير نيوز

حكايات نهب وقتل في الخرطـــــــوم!

تقرير: ياسر الكردي: السوداني

قبل أن تجف المآقي على فراق الطالب بالجامعة الإسلامية (المستوى الثاني مختبرات)، الشهيد عبد العزيز الصادق، والذي قُتل غدراً وهو يُدافع عن جهاز موبايل يستخدمه للتواصل مع أهله وأصدقائه ويساعده في استذكار دروسه، لكن ولأنَّ (البلد فوضى) بدليل هذه الحادثة وغيرها؛ استسهل المجرمون قتله. قبل أن تجف تلكم المآقي لحق بعبد العزيز شهيدٌ آخر قُتل هو الآخر داخل مكتبه في قلب سوقٍ من شِدَّة اكتظاظه نال لقب (الشعبي) بأم درمان، حيث تهجَّم مُجرمون على الشهيد بشير عبد الله؛ فقط للحصول على إيراد (الخميس) أزهقوا روحه البريئة قُبيل صلاة الجمعة.

وفي مدينة (نبتة) بشرق النيل تسلَّق عشرة مُسلحين سور حائط أسرة كانت تنام آمنة بفرضية أن عاصمة البلاد يعُمَّها الأمن والأمان ولو لا لُطف الله لحصدوا أرواح أسرة كاملة، لكنهم (أقلَّ دموية) من سابقيهم فاكتفوا بنهب كل ما كان بالمنزل وخرجوا (آمنين مطمئنين) لأنهم يعلمون جيداً أنهم في مأمنٍ من العقاب الرادع.

وبالتأكيد، نستطيع سرد مائة قصة مأساوية حدثت خلال أقل من شهر ما يؤكد أن (الإشارة الحمراء) لانعدام الأمن قد أنارت بكلِّ قوة.. صحيح أنَّ آخر أوراق التوت التي كان يتدثَّر بها النظام (الإنقاذوي) هو (الأمن)، حيث كانوا يُكرِّرون بمناسبة وبلا مناسبة أن غيابهم عن المشهد لحظة واحدة يعني اختلاط حابل الفوضى بنابل البلطجة، لكنهم كانوا يُكذِّبون ويتحرُّون الكذب بدليل أنه في آخر عهدهم عرف الناس عصابات (النيقرز) بل اكتوى الكثيرون بنارها، ليس ذلك فحسب بل إنَّ (البلطجة) ضد المواطنين العُزَّل كانت تُمارس أحياناً بسيارات النظام وبعض المنتسبين إليه من النظاميين – في آخر عهد الانقاذ- .. مع التأكيد أننا هُنا لا نتحدث عن زُوَّار ليل يتسللَّون المنازل خلسة؛ بل نتناول ظاهرة سلب ونهب و(بلطجة) تتم في وضح النهار وبأشهر شوارع العاصمة الخرطوم عبر (مواتر) و(ركشات) و(تاتشرات)!! المُهم، ذهب ذلكم النظام، واستبشر الناس خيراً بعهدٍ جديد ينعمون فيه بالأمن والأمان، لكن هل حدث ذلك حقاً؟ الإجابة بكل صدق (لا) وألف (لا).. والأدلة سبق ذكر ثلاثة منها على سبيل المثال لا الحصر.

الأسئلة التي ينتظر المواطنون إجابات لها من حكومة الفترة الانتقالية هي: إلى متى (تتفرَّج) جهات الاختصاص وأرواح الأبرياء تُحصد في وضح النهار ولأتفه الأسباب؟ وأين المُشكلة بالضبط هل هي في تراخي الجهات الشرطية، أم في غياب القوانين الرادعة؟؟ أم يا تُرى صار أمن المواطنين في ذيل اهتمام حكومة الثورة المشغولة بـ(شهوة السُّلطة)؟؟ وما الذي يمنع من سنِّ قوانين رادعة وناجزة؛ اليوم وليس غداً، لأنَّ الواضح تماماً أن المجرمين أمِنوا العقوبة فأساءوا الأدب بل قتلوا الأبرياء بلا ذنب؟؟!!..

 

Exit mobile version