في أرض العز والكرامة (معسكر سركاب) التي منها بدأت الفتوحات والانتصارات – فقد كان المعسكر أول المواقع التي استعادها جهاز الأمن والمخابرات بعد سويعات قليلة من بداية التمرد ،.
فمن هذا المعسكر بدأت معركة تحرير الوطن ؛ ومنه انطلقت صافرة النصر التي وصلت اليوم إلى مصنع سكر سنار بفضل الله وعونه ..!!
زرنا مقبرة شهداء متحرك (عرين الأسود ) وجدنا لوحة تعرف بهم وتحكي بإيجاز عن سيرة كل واحد منهم الذاتية.
؛ لكن أهم مافي سيرتهم أنهم (شهداء معركة الكرامة من متحرك عرين الأسود ) فجهادهم وشهادتهم هي الأثر الباقي ..!!
وجدنا غالبيتهم من الشباب دون سن الأربعين استشهدوا من أجل أن يحيا الوطن ؛ استشهدوا من أجل أن نعيش كرماء في وطن ننعم فيه بالحرية والسلام والكرامة الإنسانية ؛ .
استشهدوا وتركوا أحلامهم وصغارهم من أجل أن يبقى هذا الوطن شامخا ترفرف فيه راية المجد والشرف عالية خفاقة ..!!
جهاز المخابرات العامة قدم مئات الشهداء ؛ وبعض منسوبي هيئة العمليات الذين فصلوا بعد انقلاب اللجنة الأمنية في العام ٢٠١٩ عادوا مجددا من خارج البلاد للتضحية والفداء ، .
نعم عادوا إلى البلاد وتركوا وظائفهم وكل نعيمهم وتقدموا الصفوف في ظروف وواقع لا أجد له وصفا من حيث التعقيد فقد كانت المليشيا تحتشد كما يحتشد النمل في بيته ؛ .
كانت المليشيا تملأ الطرقات وتضيق بها الشوارع ؛ فقد ملأت كل أسطح المنازل بالقناصين كما ملأت الأرض بالتاتشرات المحملة بالبارود ..!!
في هذا الواقع المكفهر بؤسا وشقاء كان وما يزال يعمل جهاز المخابرات العامة وما تزال عزيمته قوية ؛ وواثقون بأنهم سيحقّقون نصرا يعيد كرامة الشعب ويعيد الناس إلى ديارهم منعمين بالأمن والسلام والطمأنينة..!!
ظل جهاز المخابرات العامة يقاتل كما الجيش والمستنفرين والمشتركة ؛ وقد تجاوز كل المشكلات والمظالم التي تعرض اليها في سنين قحت العجاف ؛ تجاوز ذلك التاريخ وعاد ينشط خدمة للوطن بعيدا عن المن والسلوى ، بعيدا من حظوظ النفس وانتصار الذات ..!!
*صفوة القول*
في زيارتنا لمعسكرات المخابرات العامة في امدرمان بصحبة الزميلين الاستاذ الهندي عزالدين ومحمد جمال قندول ، تعرفنا على سجل حافل من البطولات والتضحيات قدمها هؤلاء الشجعان بقيادة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل مدير الجهاز ، ونائبه المقاتل الصلب الفريق محمد عباس اللبيب ؛ .
وهناك كثير من التفاصيل لم يحن الوقت لكشفها بعد ؛ ولكنها تبقى محفورة على جدران التاريخ تتناقلها الأجيال بعد أن يدونها الكتاب ؛ لاحقا سنقدم مزيدا من الإضاءات حول مشاركة جهاز المخابرات العامة في معركة الكرامة ، باذن الله، والله المستعان.