العفاض تنتصر
خارج النص
لو كنت مديرا لتلفزيون السودان لوضعت خبر اجتماعي صغير في شكله كبيرا في مضمونه على صدر نشرة الأخبار الرئيسية وقدمته على اخبار البرهان ومالك عقار وشمس الدين كباشي وعلى أخبار خالد الأعيسر الذي نتوق في عهده كوزير مهني وصحافي يعلم قيمة الأخبار وقداستها
بإصدار قرار يلغي برتوكول مراسمي ظل جاثما على صدر المؤسسات الإعلامية الحكومية مثل التلفزيون والإذاعة بأن أهم الأخبار هي لقاءات الرئيس ونوابه ثم الوزراء والولاة بغض النظر عن طبيعة تلك اللقاءات
وعودة إلى خبر الأمس الذي تجاهلته الإذاعة وتجاهله التلفزيون ولم تنشره الا صحيفة الكرامة وفي آخر صفحاتها بما يشبه الإعلان مدفوع القيمة الخبر هو احتفال أقامه أهالي منطقة العفاض بالولاية الشمالية لطلاب إقليم دارفور الذين تسللوا خلسة من عصابات الجنجويد ووصلوا إلى دنقلا والدبه لأداء امتحانات الشهادة السودانية
بعد أن منعت المليشيا في دارفور وكردفان التعليم وأغلقت الجامعات ونهبتها وإحالة بعضها إلى ثكنات لجندها الاشاوس حماة الديمقراطية وحقوق الإنسان وهرب الناس من إقليم دارفور من فزع وهول مايحدث لهم إلى ليبيا كلاجئين والي تشاد
واحتضنت الولاية الشماليه آلاف الفارين من دارفور واحسنت استقبالهم واقتسم أهل الشماليه عربا واعاجم مع أهلهم القادمين من الفاشر وطويله وكتم وعين سيرو وركرو لقمة الخبز وقراصة الدناقلة وملوحة الشايقيه بالرضا والمحبة لهذا السودان و وشائج الدم والرحم ورافعة الدين والأخلاق هي من جعلة أهل العفاض يحتفلون بطلاب دارفور
وهو احتفال شعبي لاعلاقة له بالوالي وحكومته وبهرج السلطة وصولجانها ولكنه احتفالية خاطبها القائد المجتمعي الأول في العفاض أمام المسجد وخاطبها التربويون من الأستاذة واتسمت الابتسامة في وجوه طلاب دارفور
وهم لايشعرون الا بفراق الأرض والحنين إلى مراتع الطفولة ولكن في أحضان أهلهم الدناقلة وجدوا الكرم والحنين والتقدير والاحترام والمساعدات التي تتطلبها الامتحانات حتى تمضي مسيرة هؤلاء الطلاب في تحدي كبير لمخطط الجنجويد الذي يستهدف إيقاف التعليم وهدم المدارس والجامعات في دارفور
حتى تجد المليشيا ومن ورائها دولة الإمارات موارد خام من البشر لايقراون ولايفقهون الا في تركيب وفك السلاح وإطلاق النار ليستثمرون في جهل هؤلاء ويقودونهم لتخريب السودان
وتسعى المليشيا بخطاب الكراهية هزيمة اخلاق أهل العفاض ودق خلافات عميقة بين أهل السودان بزعم أن العفاض تهمش كتم والفاشر ولكن العفاض تبعث برسالة موجعه للملشيا بأن دارفور في القلب والوجدان وان طلاب الشهادة السودانيه
هم أهل دار ومجتمع الشماليه واجبه إكرام عشيرته من الزغاوة والفور والتنجر والرزيقات والهبانية والتعايشة وعرب ام جلول وان خطاب الكراهية والاحقاد والضغائن باسم التهميش لهو بضاعة كاسدت في دنقلا ومنتقو والبركل والعفاض وحلفا وجزيرة بدين
شكرا العفاض التي علمت الناس كيف يمسح الأخ دموع أخيه بطرف ثوبه من قليل كسبه ويصدق عليه بابتسامة الرضاء الصادقة في زمن الحرب الغاشمة