بعد القرض التجسيري.. السودان على خطى النهضة التنموية الشاملة

0

تقرير: سونا : إسفير نيوز

حققت الحكومة الانتقالية خلال الايام القليلة الفائتة ،عدة خطوات راسخة وثابتة، على طريق العودة الى المجتمع الدولي ،كعضو فاعل ومؤسس لعدة مؤسسات تنموية ونقدية هامة، بعد أن تم تغيبه عن أداء هذا الدور المشهود على المستوى العالمي، طيلة حقبة الثلاثين عاما الماضية، وهو الدور الذي ظل يلعبه عبر منظمات دولية فاعلة كمنظمة الاقتصاد والتنمية، الذي يعد السودان أحد اعضائها المؤسسين، وذلك في حقبة الستينات من القرن الماضي، ولقد كان لافتا للإنتباه أن ظل المدير القطري للبنك الدولي بالسودان عثمان ديون يردد طيلة المؤتمر الصحفي المشترك له مع وزير المالية والتخطيط الاقتصادي دكتور جبريل أبراهيم بمجلس الوزراء، عقب توقيع الاتفاق مع البنك الدولي، الجمعة ، عبارة ” أن السودان عاد” حتى بلغ ترديده لها 15 مرة ، مما يؤكد أهمية هذه العودة للمجتمع الدولي. وسبقت خطوات العودة منحة قدمها البنك الدولي بلغت 390 مليون دولار، الاربعاء الماضي،في إطار برنامج ثمرات لدعم الاسر،والبالغ في مجمله 820 مليون دولار، سددت قيمتها عبر مؤسسة الاقتصاد والتنمية الدولية.

وفي إطار تدافع المنح والقروض، التي تنامت هذه الايام، شكل القرض الامريكي التجسيري -الميسر البالغ قدره مليار و150 مليون دولارا، الذي وقع اتفاقه بين الطرفين أمس الجمعة ، نقطة تحول في علاقات السودان الامريكية، لما له من صلة مباشرة بتوثيق وترسيخ دفع عملية العودة التدريجية، وتمتين عريها بالمجتمع الدولي، بعد فترة الانقطاع الطويل ، لما للولايات المتحدة من تأثير وحضور دولي غير خافي، وهو النفوذ الذي يشكل رافعة دولية هامة على هذا الصعيد، وهذا ما أقره رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك ، ووزير ماليته دكتور جبريل ، حينما أشادا بدور الولايات الامريكية حكومة وشعباً ، لما لعبت من دور، مهد طريق العودة للمجتمع الدولي ، خاصة وقد اسهم القرض الميسر عبر اتفاقات ضمنية مع البنك الدولي، في تقديم منحة أخرى تبلغ 2 مليار دولار، على مدى عامين الاول يتم تسلمه العام الحالي، فيما الاخر يدخل حيز التنفيذ العام المقبل، ليفتح ذلك الباب كاملا، لإمكانية أن تتم عقد اتفاقات ،يتحصل السودان بموجبها على منح وقروض، عبر المؤسسات النقدية والدولية المانحة.

وفي هذا الإطار جاء صدور البيان المشترك،لصندوق النقد والبنك الدولي السبت ،من مقرهما في واشنطن، أكدا فيه أن تسديد السودان للبنك الدولي مستحقات عليه، سوف يسهم في عودته للمشاركة الكاملة، للتعامل مع مجموعة البنك الدولي ،وتابع البيان أنه بتسديد مستحقات البنك الدولي سوف يكون السودان قطع خطوة رئيسية ،من تحقيق إشتراطات الاعفاء التام، لديونه الخارجية، في إطار مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون.وفي ذات الخصوص،وصف رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس خطوة سداد مستحقات البنك أنها تشكل إختراقا، في وقت يحتاجه السودان، لدعم العالم ،لتحقيق تقدمه التنموي ، وقال أن الخطوات والاجراءات التي قامت الحكومة بتنفيذها، من توحيد سعر الصرف،وعملية تسوية مستحقات البنك ،ستضع البلاد على طريق إعفاء الديون، وإنعاش الاقتصاد ،وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة. وأعلنت الحكومة الجمعة ،أنها تلقت دعما من البنك الدولي بعد أتمام صفقة تسوية المستحقات معه، بمبلغ 635 مليون دولارا.

وفي السياق ذاته أعلنت وزيرة الخزانة الامريكية جانيت بلن ، أن الحكومة الانتقالية تستحق التنويه، لتطبيقها اصلاحات اقتصادية قاسية لكنها ضرورية، لإستعادة العقد الاجتماعي مع الشعب ،وتابعت “بلن” أن التمويل سيقرب البلاد خطوة اضافية ،لتخفيف عبء الديون، التي هي في أمس الحوجة اليها، ولمساعدتها في ألانخراط مجددا ،في المجتمع الدولي المالي . ولخص دكتور عبد الله حمدوك في تغريدة له على موقعه في تويتر الجمعة ، حقيقة ماتم مجملا ، فقال أنه بسداد لمتأخرات البنك الدولي اليوم ، نكون قد أزلنا عبء الديون الخارجية وفوائدها عن كاهل بلادنا، إضافة للحصول على منحة بقيمة 215 مليون دولار للميزانية، و420 مليون دولار لمشروع ثمرات، وفتح التمويل لمشروعات الحكومة التنموية بملياري دولار. هذه الروح التفاؤلية التي ظل يتمتع بها رئيس الوزراء ،منذ مقدمه لتولى مقاليد منصبه، منذ نحو عامين مضيا ،حتى أصبحت ملازمة قوله لكثرة ما رددها ، حتى في اللحظات العسيرة لمسار حكومته الانتقالية مفادها ” أننا سنعبر وسننتصر” هي المقولة الاشهر التي تحفظ عنه، كمأثورة قول تجد لها صدى حتى في القرى النائية ،كرجع صدى لما ظل يرددها دوما وهذا ما اكدت صدقه الايام . في غضون تصاعد معدل هذه الاجواء التفاولية، من أننا سنعبر وسنتصر ، مع ما يخالط الاقوال الفعل عينا ، من تقديم المنح والقروض بيان بالعمل رشح على جوانبها أن الصناديق والمؤسسات المانحة والدول الدائنة بصدد التوصل لاصدار قرارات، تعفى بموجبها كافة الديون الخارجية ، والى حين أن ياتي زمن السعادة هذا،يبقى الامل معلقا بناصية اجتماعات نادي باريس المتوقع عقده خلال مايو القادم

اترك رد