رئيس المؤتمر السوداني بوحدةكرري شمال.. هذه رؤيتنا لإدارة البلاد

0

د. قاسم مبارك.. هذا الأمر لايعفي الحكومة الانتقالية من التقصير

تداعيات سياسية كبيرة مصحوبة بتعقيدات جمة جعلت المشهد السياسي برمته على حافة الإنفجار لينزر بواقع مرير ربما ساق البلاد إلى منزلق يصعب التعامل معه، إسفير نيوز جلس إلى السياسي المحنك ورئيس حزب المؤتمر السوداني بكرري دكتور أبو القاسم مبارك عباس كواحد من الشباب الطموحين الذين يحملون رؤى وأفكار بناءة العمل بها سيقود البلاد الى بر الامان، حوار أوضح فيه د. قاسم أن البلاد يمكنها العبور إن إتحد ساستها وشعبها على رؤية واحدة، فإلى مضابط الحوار

حوار ” إسفير نيوز

هل انتم راضون عن آداء الحكومة الانتقالية السابقة والحالية؟

بالتأكيد الفترة الانتقالية تمر بتعقيدات كبيرة جدا وهذا نتاج اي تغييير شعبي للحكومات الديكتاتورية ويتبع ذلك شح في القرارات السليمة وتنفيذها لما تجده هذه القرارات من عراقيل مفتعلة تقف حائلا وسدا منيعا لتنفيذها، وهذا لايعفي حكومة الفترة الانتقالية من التقصير في الكثير من القضايا والامور التي من شأنها تيسير الحياة وتنفيذ اهداف ومطالب الثورة.

فشلتم كتحالف في إدارة المشهد السياسي بالبلاد.

قوى الحرية والتغيير بطبيعة الحال تتأثر بالاوضاع السياسية والاقتصادية الداخلية والخارجية وشركاءها في الحكم ضف الى ذلك ان المشهد السياسي في السودان يمر بمرحلة تحول قصوى من الصعب السيطرة عليها كليا واعتقد أن بعض مكونات قوى الحرية والتغيير مرت بظروف خاصة دعتها للانسحاب من المشهد وهذا ماترك فراغا أثر بشكل او بآخر على الشكل التراتيبي للعمل السياسي المشترك بين مكونات قوى الحرية نفسها لكن بمجمل الاداء ارى أن النسبة المحققة في ادارة المشهد السياسي مقدرة جدا ونالت احترام الكثيرين.

فشكلم هذا يعني أنكم تمهيدي سياسة!

ذكرت لك مسبقا أن البلاد تمر بتحول سياسي واقتصادي واجتماعي كبير وكل هذه التغييرات تحتاج الى بناء مؤسس قد يكلف الكثير من الجهد فهنالك الكثير من الامور التي كانت تدار بعشوائية كبيرة تعمل قوى الحرية والتغيير وشركاءها على اعادة ترتيبها وضبطها وصياغتها بمايتماشى مع التغيير ومن اجل تحقيق اهداف ثورة ديسمبر المجيدة والتأسيس لمبدأ العدالة النزيهة والمواطنة الحرة كما أن بناء اقتصاد قوي معافى من الالاعيب والهمجية ايضا يحتاج لوقت حتى تجني الدولة ثمار هذا العمل وهنا لابد ان أشير الى أن الاقتصاد الطفيلي غير المتزن والذي كانت تسير عليه البلاد هو ماجعل الحمل ثقيلا على قوى الحرية والتغيير وشركاءها في الحكم.

أين أنتم من قضايا المواطن؟

هذا ماورثناه من الحكومة السابقة ونعمل جاهدين على توفير السلع الضرورية ونواجه بعراقيل كبيرة جدا وبدأ العمل جديا على تقليل هذه العراقيل بتطبيق القانون والذي ايضا يواجه تطبيقه تدني واضح من بعض الجهات العدلية والنظامية والتي مازالت لم تتعايش مع الانتقال لكن العمل لم ولن يتوقف

وعقبة توفير الدولار كانت كبيرة جدا والان بالتخطيط السليم تم حلها تماما وهذا مايعين الموردين والحكومة على توفير قدر كبير من السلع الاساسية والضرورية وستشهد الفترة القادمة انفراجا كبيرا إن شاءالله

كحزب سعيتم للمحاصصة وفزتم بأكثر من وزارة!

لا لم نكن مع المحاصصة لكن عندما ينادي الوطن لا تأني ولا جدال رأينا أن الفترة القادمة تحتاج لكل أبناء الوطن ولتعلية مصلحة الوطن على مصلحة الحزب رأينا أن ندفع بقيادة الحزب للمساهمة في بناء الوطن.

حمدوك فرضت عليه أسماء ومن بينها إبراهيم الشيخ!

إبراهيم الشيخ رجل له تأريخه السياسي والوطني كما أنه رجل بدرجة خبير في مجال الاقتصاد والسوق والتجارة وهذا مايؤهله لأن يكون وزيرا للتجارة والصناعة وعمله الآن يشهد على ذلك وحمدوك اقوى من أن تفرض عليه أسماء فهو رجل شجاع وقراراته مستقلة تماما:

تقييمك للحكومة الحالية؟

الحكومة الحالية قدمت اوراق اعتمادها بصورة كبيرة من خلال الجهد الذي تبذله في كثير من القضايا الاساسية والتي تشغل الرأي العام السوداني واولها استقرار سعر الصرف للعملات الاجنبية مقابل الجنيه السوداني ومحاولاتها الجادة لتوفير السلع الاساسية والوقود الذي شهد استقرار كبير في الآونة الاخيرة ضف لذلك عملها الملموس في العلاقات الخارجية وتحقيق السلام والانفتاح على العالم الخارجي وامور كثيرة فهي افضل من سابقتها لانها اكثر خبرة واكثر تجانس فيما بينها لذلك اعطيها 7من 10 واتمنى ان تسير على هذا النسق حتى تحقق كل مايصبوا له الشعب السوداني الذي عاش ثلاثون عاما من الهرجلة السياسية والكبت الاقتصادي والانكماش والعزلة الدولية.

وجود اكثر من قوة عسكرية داخل العاصمة والمدن أمر مقلق؟

الرد بواسطة اتفاقية السلام اعطت حركات الكفاح المسلح احقية التواجد في العاصمة لفترات محدودة لترتيب اوضاعها قبل عملية دمج قواتها في القوات المسلحة ..فالتواجد بررته هذه القوات بالترتيب لعملية الدمج وحتى الان لايوجد مايقلق فالاوضاع هادئة ومستقرة مع التزام كبير من قوات هذه الحركات داخل العاصمة والتزامها بالتواجد في الاماكن المحددة لها

هل لديكم خطة واضحة للإهتمام بالشباب؟

بناء القدرات الشبابية وصقلها بالمعرفة السياسية هو واحد من اهداف الحزب والذي نعتبره هدفا استراتيجيا نستمر في تحقيقه بلا توقف …والشباب هم الفئة التي تحمي الحاضر وتعمل للمستقبل لذلك تجدهم اكثر فئات الحزب عددا وهذا شيئ نعتبره قلادة شرف لنا خاصة وان التدرج التنظيمي يتطلب حضور ذهني ونشاط عالي لنضمن تكدير وتأهيل عضوية الحزب الشابة وعبرها نطمئن لمستقبل الحزب والوطن

تشاكسكم كأحزاب حاكمة أخر اعلان التشريعي.

المجلس التشريعي هو الجهة التي تنظم وتسن وتشرع وتفعل القوانين التي تدير المرحلة الانتقالية وبالتالي هو الضامن الاول لنجاح الثورة وسيرها في الطريق الصحيح وبالتالي الشركاء ليس ببعيدين عن هذا الهم وسسيكون المعيار في الاختيار التأهيل والكفاءة اولا قبل الانتماء الحزبي والأيدولوجي.

حزبكم يمارس الهبوط الناعم أمام المكون العسكري ما تعليقك؟

عبارات الهبوط الناعم استهلكت كثيرا لكن مايهمنا وماتهمنا هي مصلحة الوطن قبل مصالحنا ..اذ ان الوطن يمر بمرحلة تحتاج لكل ابناءه وتحتاج للالتفاف حول قضاياه ونحن نسعى جاهدين للتسامي فوق سفاسف الامور والاختلافات الصغيرة بين الشركاء فنحن لسنا اعداء لأحد طالما أن هنالك قانون وطني عادل يحاسب كل من ارتكب جرما او تعدى على الاخرين

هل البلاد مهيأة للتحول الديمقراطي؟

الانتقال الديموقراطي ظاهريا سهل لكن واقعه اصعب كثير خاصة في دول العالم الثالث العقبات الكؤود التي تواجهه..فهنا في بلدي كثير من الناس الذين لايرضون بالديموقراطية وهم على إستعداد تام لأن يحاربونها بالسيف ..لذلك عنت التحول الديموقراطي سيكون عصيب ويحتاج لبذل مجهود خارق من كل القوى السياسية والشركاء والمواطنين حتى لا نعود للعهود المظلمة التي تحكم بالمغت وتمشي فينا بالخيلاء

ما تعليقك على إتفاق البرهان والحلو؟

اعتقد ان الاتفاق اختراق جديد في مفاوضات السلام المعلقة لفترة وهو اتفاق جيد يخدم قضية السلام والاستقرار الوطني حيث نصت الوثيقة على اتفاق المبادئ و العمل من أجل “تأسيس دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية في السودان تضمن حرية الدين وحرية الممارسات الدينية والعبادات لكل الشعب السوداني وذلك بفصل الهويات الثقافية والإثنية والدينية والجهوية عن الدولة وألا تفرض الدولة دينا على أي شخص ولا تتبنى دينا رسميا وتكون الدولة غير منحازة فيما يخص الشؤون الدينية وشؤون المعتقد كما تكفل وتحمي حرية الدين وممارساته، على أن تضمن هذه المبادئ في الدستور واتفقت الحكومة الانتقالية في السودان والحركة الشعبية شمال، في وثيقة إعلان المبادئ أيضا على ألا تستند قوانين الأحوال الشخصية إلى الدين والعرف والمعتقدات، بطريقة لا تتعارض مع الحقوق الأساسية. كما نصت على أن يكون للسودان جيش قومي مهني واحد، يعمل وفق عقيدة عسكرية موحدة جديدة، ويلتزم بحماية الأمن الوطني وفقا للدستور، على أن تعكس المؤسسات الأمنية التنوع والتعدد السوداني، وأن يكون ولاؤها للوطن وليس لحزب أو جماعة. وهذا الاتفاق يعتبر هو الأساس لدولة المواطنة والحرية والسلام والعدالة ..ونأمل ان ينضم اخوتنا في حركات الكفاح المسلح غير الموقعة الى ركب السلام لتنعم البلاد بالاستقرار التام ونعمل سويا لبناء الوطن.

هل من الممكن المراهنة على الشباب في إدارة شأن البلاد؟

اعتقد أن شباب السودان أكثر تأهيلا ومعرفة ودراية وفاعلية في الشأن السياسي ولديهم الرغبة الكبيرة في ممارسة العمل السياسي إلا إن ثبات الأقطاب القيادية كانت ومازالت أكبر أمراض السياسة السودانية، و”هناك دول متقدمة تعتمد على قيادات شابة في سن (43 عاما)، وهي السن التي لا تمكن الشاب في السودان لقيادة قطاعات شبابية يتولاها الشيوخ في الغالب ونحن ننظر بكثير من التقدير لثورة الشباب السوداني التي اطاحت بالنظام الديكتاتوري وانتظمت الكثير من الاحزاب السياسية وبصورة مفاجئة حركة شبابية بائنة لتصحو القيادات الحزبية على صوت الشباب الواقف على الرصيف ففي السابق كان الشباب مصابين باليأس من الحركة السياسية و”كثيرون هجروا الأحزاب لعدم وجود طرح سياسي حديث، ما يؤشر إلى صعود أجيال ترضى عنها قيادات الأحزاب وتمارس الوصاية عليها، وهي على ذلك النسق تصبح رهينة الاعتقاد لقيادات غير متصلة بالمشهد السياسي، أو قيادات تمارس احتكارا واضحا، وبعضهم يورث أبناءه …لكن اعتقد أن الكثير من هذه الاشياء قد انتفت تماما بظهور احزاب سياسية شبابية قادرة على دك حصون التبعية السياسية وقدسية الاشخاص فهي تعترف بالذي يعمل فقط بغض النظر عن سنه او كينونته..ومن هنا ادعوا كل الشباب السوداني لأن ينشط في العمل السياسي ويتولى قيادة الوطن في الفترة القادمة فالشباب هم الحاضر وأمل المستقبل

بوصفك رئيس للحزب بكرري ماهي رؤيتكم للإسهام في حل إشكالات المواطن

أعلن السودان الشروع في تطبيق برنامج استثنائي لحل مشكلات الاقتصاد، والتوصل لحلول جذرية للأزمات، بمكافحة الفساد، وزيادة الشفافية، وإصلاح بيئة الاستثمار والأعمال التجارية، ونشر قوائم الشركات المملوكة للدولة، وتلك المملوكة للجيش والأجهزة الأمنية الأخرى. و طبقت الحكومة حزمة من الإجراءات لمعالجة التشوهات في الاقتصاد، ضمن البرنامج الإصلاحي، ومن بينها تشريع قانون جديد لمكافحة الفساد تم إقراره وإنشاء لجنة دائمة فعالة لمكافحة الفساد، وإصلاح بيئة الاستثمار والأعمال التجارية، المحلية والدولية. وكما هو معلوم فإن الاقتصاد السوداني يعاني من أزمات هيكلية نتيجة سوء حكم النظام البائد وإدارته الفاسدة للدولة، التي أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم الذي بلغ في مايو (أيار) الماضي 114 في المائة، وزيادة نسبة الفقر التي وصلت إلى 65 في المائة من جملة السكان، بحسب تقارير رسمية، وعجز في الميزان التجاري بلغ 7 مليارات دولار وكل قضايا المواطن تتم حلحلتها بالاستصلاح الاقتصادي والعمل على زيادة الانتاج والانتاجية ..ويعتبر برنامج ثمرات يسهم اسهاما كبيرا في تحسين المستوى المعيشي للفرد كبرنامج إسعافي يعين نسبة كبيرة من المواطنين وبصورة عادلة حيث يجري حاليا التسجيل له وبدء تنفيذه

تلاشت نجومية حزبكم وأصبحتم بلا مؤيدين ما رأيك؟

لم تتلاشى والنجومية لم تكن يوما هدفا نسعى له وإنما سعينا من أجل مصلحة الوطن العليا مثلنا ومثل الكثيرين من أبناء الوطن الخلص..وإن كانت لنا نجومية فإنها حب الوطن والعمل لأجله وهذا فخر كبير لنا وسنظل جنود أوفياء ماستطعنا من أجل تحقيق اهداف الثورة وغاياتها لنبني سويا مع بقية القوى السياسية والمدنية والشركاء وطن يسع الجميع لاتمايز فيه لعرق ولا

 

 

 

 

اترك رد