(حمدوك) … أن تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي أبدا ..!
بقلم : إبراهيم عربي
بالطبع سنجد لك العذر الدكتور عبد الله حمدوك ، لأنك إبن كردفان ورئيس وزراء السودان بحكم منصبك القومي ولكنك لست الأول ، فقد سبقتك قيادات وزعماء ، فطاحلة من الكردافة في العلم والسياسة والإدارة والأدب والقانون ! ولم يتنكروا لها !، علي كل ستطأ اقدامك اليوم أبقبة فحل الديوم وتبيت فيها لأول مرة ، بعد (20) شهرا من تقلدك المنصب الرفيع ، ولذلك نقول لك الدكتور حمدوك لا تثريب عليك وقد تحررت أخيرا من قيودك أو شلتك التي عزلتك عن المواطنين وقضاياهم ، علي كل أهلا بك بين أهلك الكردافة في الأبيض (مديرية اللالوب) والدبيبات (عروس السكة حديد) والدلنج (عروس الجبال) ، وكادقلي (الحجر) ، وأهلا بك في موطنك (كركرة كنانة) التي فيها قطعت (سرتك) وتمت تسميتك عبد الله !.
أهلا بك في حاضرة كردفان الكبري (الأبيض) والتي درست فيها في مدرسة خور طقت الثانوية العريقة حيث تجمعنا معك صلة الإنتماء إليها ، وإنت قد عملت هنا موظفا مرموقا بالمالية عقب تخرجك من جامعة الخرطوم وقد تزاملت مع القائد يوسف كوة مكي وهو عضو بالمجلس الأعلي للإقليم ومنها تمرد الرجل علي سلطان الدولة وإنت شاهد علي الأسباب ، وبالطبع كانت الأبيض أحق بالزيارة سويا مع كاودا عاصمة دولة عبد العزيز الحلو التي إستقبلتك بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة وقد بصمت عليهما بالعشرة علي إتفاق جاءوك به جاهزا من خلف البحار ، ليخطو رفيقك رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لذات الخطوة من وراء البحار ولكن …! ، الدكتور حمدوك ألم تأثرك الأبيض التي يعيش فيها المسلمين والمسيحين واليهود ولكل منهم خصوصيته وحقوقة كما عليه واجبات ومثلها مدن ومحليات جنوب كردفان وبل داخل الأسرة الواحدة دون تفرقة أو غلو أو تطرف ودونكم مسجد هجر والكنيسة الكاثلوكية المواجهان لبعضهما بعضا في أسمي درجات التسامح والتصالح والتعايش الديني وهاهي كردفان !.
الدكتور حمدوك بالطبع وإنت بالأبيض سترجع البصر كرتين وتعود ذاكرتك لسنوات خلت ، وها هنا الأبيض عروس نفير النهضة وليست كالابيض من ذلكم الزمن الماضي ، لقد خبأ لك أخوك أحمد هارون المعتقل في كوبر لأكثر من (عامين) تقريبا (فك الله أسره) ، أعتقد خبأ لك ما يدهشك إبتداء من مدخل الأبيض والي القصر الرئاسي الذي تم تأهيله لإستقبال العظماء وقد إستضاف من قبلك الملكة اليزابيث وعبد الناصر وشاوسسكو ونهرو وعبود والأزهري ونميري وسوار الذهب والبشير وغيرهم لتصبح إنت ضمن هؤلاء العظماء ، وكأن أخوك هارون ارادها مفاجأة لك ، إما قاعة المؤتمرات بأمانة الحكومة ومكتب الوالي والمجلس التشريعي وبيت شيكان يكفي إشادة الأستاذة عائشة موسي والتي أجبرت الوالي خالد مصطفي ورفاقة في الحرية والتغيير (قحت) للإعتراف بالإنجازات مؤخرا لشئ في نفس يعقوب ، ولكننا بالطبع لا نريد أن نفسد عليك الزيارة بقلعة شيكان ومدينة الشباب ومستشفي الضمان والولادة والإصابات ومسرح عروس وبالطبع مسجد الأبيض الكبير الذي يعتبر حدث لا تخطئه العين والكثير الكثير من المشروعات .
ولكنك رئيس وزراء السودان ولأهلك في الأبيض قضايا لا تنفصل عن قضايا محليات الولاية الستة وعلي رأسها مشكلة المياه والتي صرف النفير عليها (2) مليار جنيه حلا إسعافيا والآن المدينة تعاني العطش وربما تجد وقفات إحتجاجية وبالطبع مقصود بها الوالي ولست إنت وربما غيرها ، الحل المستديم لمياه الأبيض والولاية يكمن في مياه النيل من (خور ابوحبل) حلا لمشكلة الولايات الثلاثة (جنوب وشمال كردفان والنيل الأبيض) ومشروع خور أبو حبل ، وبالطبع طريق شركيلا في إنتظارك مثل طريق الدهب وطريق الصادرات الذي أصابته التدخلات السياسية في مقتل ويمكن الحل النهائي له في إقامة (ثلاثة سدود) لحصاد المياه علاوة علي قضايا المعيشة ومشروعات جبرة الشيخ والكهرباء ومشروعات النفير التي يجب أن تري النور ، علاوة علي خدمات الصحة والتعليم والكهرباء وبالطبع جميعها مطلوبات عاجلة وتتطلب منكم رعايتها لتصبح واقعا .
وليس ذلك بعيدا عن مخرجات منتدي الصمغ العربى الأول تحت شعار ( شمال كردفان موطن الصمغ العربي) المأمولة وهو يحتضن (6) من السفراء الاوربيين والأسويين والأمريكي ولفيف من الخبراء والوزراء والمسؤولين وأصحاب المصلحة لأن تصبح الأبيض سوقا عالميا وإنتاجا وصناعة للصمغ العربي وذلك عبر تطوير حزام الصمغ العربى وتشجيع المزارعين على زراعة أشجار الهشاب وغيرها لإنتاجه وتصنيعه ومن ثم تصديره لدول العالم والتي جاءت خصيصا تتسابق لتضمن نصيبها من هذه الصفقة وقد تميزت به كردفان الكبري من دار الريح حتي كرندي ومن كاكا التجارية حتي غبيش ومن ودعشانا حتي الميرم وأبيي .
وليست محلية القوز معقل (الحوازمة) وفي حاضرتها الدبيبات التي درست فيها الأولية وقضيت فيها جزء من زمن الصبا بأقل أهمية من الأبيض وهي تحتضن مؤتمر (الامن والسلام التنمية) ، مع الأسف هذا المؤتمر الذي تم إقصاء نفر منه من أهل الولاية المأزومة وهم أهل الشان وأصحاب المصلحة ، ولكننا بكل تأكيد نامل بان يحقق المؤتمر أهدافه لأجل السلام والتنمية والخدمات والإستقرار .
ولكننا أيضا نأمل بزيارة رد إعتبار لأهلك وفاء ل(كركرة كنانة) التي أنجبتك ولازالت تحتفظ بسرتك علي أرضها ، ومن ثم الدلنج التي درست فيها الوسطي وبالطبع لها عليك حق وكادقلي التي دخلتها وإنت قادم من كاودا وكأنك لم تزرها وبالطبع لأهل جنوب كردفان قضايا مهمة ورسائل لابد أن تحملها معك لأجل السلام والإستقرار والتنمية والخدمات ، كما لأهلك في لقاوة وغرب كردفان ولاية البترول قضايا واهمية سويا مثلما لولايات السودان كافة قضايا وهموم