تتودد لمصر .. تركيا تتخلى عن الأخوان
تقرير إسفير نيوز
كانت تركيا الأردغانية إلى وقت قريب ملاذ الإسلاميين الآمن وحضنهم الدافي بقديمها لهم الخدمات والامن والإقامة والرعاية والحصانة من ملاحقة بلدانهم، حينما إنقلب السيسي على إخوان مصر فتحت تركيا أحضانها لإخوان أرض الكنانة، وحتى حينما سقط نظام البشير ذهب عشرات الإخوان إلا أنقرة حالمين بالطمأنينة والأمن ولكنهم كانوا يغفلون أنه لا ثوابت في اللعبة السياسية هاهي تركيا توجه طعنة قاتلة لحلفائها من الاسلاميين ووتتخلى عنهم من أجل مصالحها في إطار سعيها المتواصل لخطب ود مصر وبالأمس قامت بتحركات عملية لافتة نحو التودد للقاهرة، في محاولة لاستعادة سريعة للعلاقات بين البلدين.
التحركات بدأت بمكالمة هاتفية أجراها وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، مع نظيره المصري سامح شكري، وتواصلت بوقف برنامجين سياسيين لإعلاميين إخوانيين دأبا على التحريض ضد الدولة المصرية.
محاولة لوقف التدهور
واعتبر دبلوماسيون ومحللون سياسيون، في تصريحات منفصلة أن التحركات التركية، الغرض منها تحقيق مكاسب سياسية في ظل تدهور نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اقتصاديا وسياسيا وشعبيا، وفشله في العديد من القضايا الإقليمية سواء في ليبيا أو سوريا.
لكن هؤلاء الخبراء أكدوا في الوقت ذاته على عدم الثقة بشكل كامل في النظام التركي الحالي، لأن جميع خطواته الهدف منها هو تثبيت وضعه الاستراتيجي في المنطقة، بحسب وصفهم.
كما أبرز الخبراء أن تحركات اليوم جاءت بعد أن أدركت أنقرة أن (تنظيم الإخوان الإرهابي أصبح عبئا ثقيلا عليها، وعائقاً أمام طموحاتها).
وأعلن الإعلامي الإخواني معتز مطر وقف برنامجه (مع معتز) على قناة الشرق التي تبث من تركيا، في خطوة قال إنه “لم يكن يتمناها قط”.
كما كتب الإعلامي الإخواني محمد ناصر المذيع بفضائية (مكملين ) الإخوانية التي تبث من تركيا تدوينة، السبت، قال فيها: “جمهوري العزيز.. تعودنا على الشفافية معكم ومشاركتكم معنا في كل كبيرة وصغيرة، واستمرارا لهذا المبدأ أودّ أن أعلمكم بأني في إجازة خلال شهر رمضان آملا في العودة إليكم كما كنت دائما.
تقدم ينقصه الثقة
محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق، قال في حديث مع العين الإخبارية إن وجود اتصال هاتفي على مستوى وزراء الخارجية يشير إلى أن هناك رغبة مشتركة في أن تتقدم الأمور للأمام في مسار عودة العلاقات بين البلدين”، مستدركا :”لكننا لم نصل بعد لمرحلة الأفعال.
وفي هذا الصدد، دعا العرابي إلى عدم الثقة بشكل كبير في النظام التركي الحالي، قائلا: (لا يجب أن نثق بهذا النظام لأن جميع خطواته من أجل تثبيت وضعه الاستراتيجي في المنطقة).
وأضاف، ان وجود اتصال على مستوى وزراء الخارجية يعكس رغبة مشتركة لأن تتقدم الأمور، لكن مطلوب خطوات عملية أكثر من الجانب التركي مثل الانسحاب الفعلي من ليبيا.
تعليمات بوقف البرامج السياسية
من جهته، قال الباحث عمرو فاروق، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، لـ”العين الإخبارية”، إن لديه معلومات تفيد بصدور تعليمات صدرت من الجانب التركي بوقف جميع البرامج التي تتناول الشأن السياسي الداخلي المصري عبر القنوات التابعة للإخوان (الشرق ومكملين) اللتين تبثان من إسطنبول.
وأشار إلى أن (التعليمات تتضمن منع أي شخصيات توجه انتقادات حادة للنظام السياسي المصري، وذلك تمهيدا لغلق تلك القنوات المحرضة بعد رفع قطر رسميا الغطاء المالي عنها).
عبء ثقيل
ونبه الباحث عمرو فاروق إلى أن “التحركات التركية جاءت بعد أن أصبحت الجماعة عبئا ثقيلا على أنقرة، بعدما تحوّل التنظيم إلى كيان هش غير فاعل ومؤثر في خريطة السياسة الدولية، وعائقاً أمام طموحات النظام التركي”.
ورأى الباحث السياسي المصري أن “تركيا من خلال تفاوضها مع الجانب المصري، تعمل على محاولة تحقيق مكاسب سياسية، في ظل تدهور أوضاع نظام أردوغان سياسيًا وشعبيًا واقتصاديًا، وفشله أيضا في العديد من القضايا الإقليمية، سواء على الصعيد السوري أو الليبي”.
رسالة تودد تعقبها خطوات أخرى
وأكد مصدر سياسي تركي رافضا ذكر اسمه، أن “الاتصال الذي جرى اليوم على مستوى وزيري الخارجية ليس مجرد تهنئة باقتراب شهر رمضان، لكن هناك إشارات بأن أنقرة تريد أن تتحرك نحو استعادة العلاقات بشكل كامل مع القاهرة”.
واعتبر المصدر أن وقف تركيا للبرامج السياسية بقنوات الإخوان رسالة تودد واضحة لمصر، تعقبها خطوات عملية أخرى خلال الفترة المقبلة.