التجاني عبدالقادر يكتب.. وفجأة رحل الشيخ الزبير
كان الزبير محمد الحسن عليه رحمة الله (1957-2021) من شباب الإسلام الصادقين الواعدين.
كنت أتقدمه بسنوات في جامعة الخرطوم، ولكنه كان يتقدمنا في كل موقف صعب، شامخا حاضرا لا يغيب. أحاط بنا الجنود ذات مرة من عام 1975 في أعقاب الحركة الانقلابية التي قادها المقدم حسن حسين رحمه الله، وطوقوا أسوار الجامعة.
قلت لمن كان بجانبي إن هذا يوم سيكون له ما بعده، فلابد من توثيقه بالصورة. فنادينا الزبير وكان حديث عهد بالجامعة وبالسياسة، قلنا له خذ كاميرا واقترب من هؤلاء الجنود والتقط لهم صورا دون أن يراك أحد منهم فيرديك قتيلا.
فلم يتلجلج ووقف شامخا كعادته والتقط الصورة المطلوبة ولكنهم التقطوه بكل أسف، فدخل السجن يحمل “كاميرا” وخرج منه بعد عامين وهو يحمل “كتاب الله”! وظل منذئذ يتحمل مسئولية بعد أخرى، في ظروف تنظيمية بالغة التعقيد، وانقسامات داخلية شديدة الوطأة،
ولكنه ظل كما هو: ميالا للحسنى، لا يشتط في موقف ولا ينشط في فتنة، ولا يمد يدا بسوء. ولو عرفه الذين اعتقلوه حتى الموت لأحبوه، ولكن الكراهية تعمى الأبصار، والظلم والفجور يطمسان البصيرة.
لقد رحل الشيخ الزبير ولكن فليتذكر الخاطفون للسلطة، الكارهون للإسلام، أن الإسلام لن يرحل، وأن حركته ماضية لا تتوقف، فاذا سقط أمام فسيخلفه الذي يليه ثم الذي يليه، وستظل القبلة ثابتة، والصلاة قائمة، والصفوف ملتحمة.
وليتذكر شباب الإسلام أن السودان للجميع، وأن الأيام دول، فلا يلتفت منكم أحد وأمضوا حيث تؤمرون. ولا غالب الا الله.