المظاهر المسلحة في العاصمة .. من يحمينا من الأشرار؟
اسفير نيوز ” (المستقبل برس)
أفضل ما قامت به الحرية والتغيير بعد فشلها الذريع في كل ملفات الحياة والناس هي أنها أستدرجت حميدتي لميدان السياسة وأقنعته مع الزمن والفرص والتنازلات أن يفكر في المستقبل السياسي وأن يترك الحروب عنوة أو بالوكالة وأن يتفاوض كما السياسيين مع المجتمع والجماهير السودانية بعد أن عاش في دارفور دهرا ضمن توتر عام مشهود خسرنا فيه أرواح وبلد و ورثنا غبائن تنوء بثقلها الجبال
وصعب علي حميدتي أن يعود الي ذلك الزمن وأن يتكئ علي عصاة الدعم السريع علي طريقة الإنقاذ والمخلوع وتلك البيئة الظالمة وحصلت تغييرات مهمة وحتي المقاتل لم يعد هو ذاته
وبتاريخ اليوم هناك فرق كبير بين حميدتي علي أيام المخلوع وحميدتي المتماهي مع ثورة ديسمبر كيفما أتفق ومع الجرد فالبعض يرفض ظهوره ويمنع تماهيه ويطلب من العدالة تقديمه الي محكمة تعود به الي أيامه الأولي في دارفور والبعض يؤيد نشاطه السياسي بكونه الطريق الصحيح والتحول الذي سينفع بقية الساحة في التعافي العام المنشود
قوة النقاش هي دوما المفيدة لجماهير تتشكل للتو بعد شمولية منحوسة وأعتقال كامل لكل قطاعات المجتمع بدولة مختطفة ولذلك لابد من فهم وضع حميدتي الجديد في دروب السياسة , هل هو سبة أم إنجاز للحرية والتغيير
لا أظن أن أعجوبة نجاح ثورة سلمية في بلد هش بقبضة بوليسية ستستمر في النجاح ونحن نعيش هذه الايام ظروف صعبة تنطلق من بؤس الحياة بعد الندرة في كل شئ مع الغلاء والجشع وطلب الفول ب500ج وأحسب علي ذلك الي الإنفلات والتغابن وجنون الكراسي وسيطرة الأنانية والغرباء علي المشهد السياسي
الجانب الخفي مع عجز الحكومة هو الململة وراء صدور الرجال ومحاولة بناء وإختراق كاسح متجاوز كل الفشل الحالي ونحن نسمع إختلاف عميق في الحرية والتغيير وفتنة قادمة مخطط لها بين الجيش والدعم السريع والسيد مناوي يواصل الإبتزاز بطلب 700 مليون دولار وهو لا يعلم أن حكومته المسكينة لا تملك شراء باخرة وقود من تاجر في عرض البحر الأحمر فما الذي يريده مناوي وقد صار حاكما علي عموم دارفور
وحمدوك مستمر في إسلوبه البارد وكأنه يحكم النرويج , وأمامه حريق ربما يمسك بأطراف ملابسه في أول لحظة والذين يحبون السيد البرهان أنتقلوا به بوصفه , رجلأ غامضا , لم يتحول لرجل جيش علي طراز النميري ليحسم فشل الحرية والشيوعيين وبني بعث (بلغتهم) ونحن نقول لهؤلاء أن مستقبل البرهان بات محدودا لا مثال النميري سيتكرر ولا المخلوع , ولكن أمامه فرصة نادرة ليخاطب قوات الدعم السريع بالخروج من العاصمة وتسليم كل المقار الحالية
كما عليه مخاطبة قيادات الجبهة الثورية بلسان الجيش بإخلاء العاصمة والتوجه الي اي معسكرات مناسبة او الي دارفور لحراسة السلام وبناء سيرتها الأولي , وقد باتت قوات بها مأرب وعليها مخاطر , ومقدمات لإفراط سياسي هنا وهناك أصبح يهدد علنا بتخريب الخرطوم
وهذا ما تبقي من أمل في يد البرهان الحسم والعزم والجدية كقائد عام للقوات المسلحة لا يستمع الي حوافز الثورة المضادة كلما أمرته من و وراء حجاب بإعلان الطوارئ وإنتخابات مبكرة سيختلط فيها الحابل بالنابل , ولن تكون مبادرة برئية ونقول له بوضوح أكثر أن الحل ليس في الإمارات كم يتوهم البعض بل هي في حسمه كقائد عام للجيش السوداني لمنع الحرب الأهلية المعلن عنها تحت جمل إعتراضية كثيرة
والفرصة الأخيرة أمام حكومة فبراير بتسريع خطواتها لإعلان تكوين المجلس التشريعي وبحث أزمة خطابها السياسي أو تقديم الإستقالة الفورية فالثالث من يونيو يقترب بسرعة وحجم الإحباط والملل والخناجر في الظلام والتوجس من تحرك الإسلاميين وإهدار الفرص اليومية يحقق للخصوم والاشرار مطالبهم علي وجه السرعة
ستندم الحرية والتغيير طالما قلنا لهم وكان في أذانهم وقرا , نسوا أن مطالب الشارع وصراخ الجماهير هي الأدوات الفعالة لسحب الثقة والحب والرجاء وتغييره كما حصل بالفعل من رصيد الدعم والمؤازرة الي رصيد التنابذ والشكوك والخصومة
الشارع الثوري اليوم نصفه محبط ونصفه الأخر يتأمل المشهد مزهولا من تردئ أوضاع مريع وقليلا منهم يمني نفسه بتفعيل ذات الشارع لإسقاط الحكومة الحالية وفي كل الأحوال بات المغيب عبارة عن حسابات زمن وكذب من قال أن شمس السودان لا تغيب