رياض فضل الله .. ساسة السودان .. الكراسي أولا

0

بقلم : رياض

السودان وطن لما يقارب الخمسين مليون نسمة ،به من الموارد الطبيعية والبشرية ما يجعله في مقدمة الدول؛ ولكن تولى أمره على مر الازمان أبناء عاقين لا هم لهم غير أنفسهم … تجدهم وطنيين لأبعد الحدود حينما يكونوا بعيدين عن السلطة وعندما يتولون أي منصب سياسي يتنكرون لهذا الشعب المغلوب على أمره … وهذه لعلمي إنتهازية في صورتها الابشع . أن تتملق قضايا الناس لتصل لمنصب سياسي وعندما تتولاه تُمّكن لنفسك وتضرب بقضايا المواطن عرض الحائط فأنت بكل مقايس الاخلاق منافق … فالكرسي وإن حصلت عليه بتملق اخلاقي وتماهي لن يدوم لك وستفارقه وتجد نفسك أعزل أمام ضميرك أولاً ثم أمام العدالة الثانياً… العفو اخطأت ؛ليس لهؤلاء ضمير !!! هذا الوطن منذ أن نمت اظافرنا فيه كمواطنين لم نجد فيه سياسي قلبه على الوطن … كلهم تحركهم مصالحهم الخاصة وإنتماءاتهم الايدولوجية والعرقية … فسوء إستغلال السلطة كان مصاحب وملازم لكل من تولى أمر هذا الوطن … المواطن يكتوي بنار الغلاء وإنعدام الخدمات الأساسية والساسة لا هم لهم غير تولى الكراسي وكيفية الاستمرار فيها لو على رقاب الناس… في حين إنهم يخرجون من صميم الشعب عاشوا نفس المرارة والبؤس ،ولكن سرعان ما يتنكرون لواقعهم القديم … وكأن الكرسي يحجب عنهم مأسيء الناس ويعزلهم عزل يجردهم من ذاكرتهم حين كانوا بسطاء والغريب ينسون شعاراتهم النضالية التي كانوا يعيبوا فيها من كانوا قبلهم ويلومونهم على سوء إدارتهم والعجيب والمدهش ما أن يصير الامر بيدهم يصبحون اسوى منهم وبمراحل …

وبعد قيام هذه الثورة استبشر الشعب السوداني بها خيرا وظن إنه خرج من ظلمة الثلاثين سنة الموحشة ،لنور العدالة والسلام والحرية …! ولكن ويا للاسف كان محض ظن !! ولو علم الذين فقدوا ارواحهم هذا المصير التعيس الذي تلقاه الشعب من بعدهم لندموا على ذهاب ارواحهم من أجل شلة تافه حقيرة لا هم لها غير السلطة والذين على كراسي السلطة اليوم هم ايقونة الانتهازية وتعريفها الذي يمشي على قدمين!! كان الوضع الاقتصادي رديء ولكنه مقبول بالنسبة للعزلة التي كانت تحيط بالكيزان! وهذه الثورة ارجعت السودان لحضن المجتمع الدولي ومهدت للساسة كل سبل الاصلاح التي يمكن استغلالها في إصلاح الوضع الاقتصادي والمعيشي وغيرها ولكن هؤلاء همهم كان ليس الوطن وإنما تنفيذ الأجندة التي تهيج الناس وتمس عقيدتهم. كأنهم جاءوا فقط لتطبيق ثقافات الغرب في مجتمع مسلم … والمحير كانوا يعيبون على الكيزان سوء إدارتهم وسوء الاوضاع الاقتصادية حينها وها هم أوصلوا هذا الشعب للدرك الاسفل من العذاب المعيشي ومازالوا في غيهم وتكبرهم على مطالب المواطن الغلبان … والواقع الذي نراه يحكي لنا ويقول :هؤلاء جاءوا من أجل زيادة المعاناة على كاهل المواطن وليس العكس… فالامر اشبه بإن تزرع ويحصد غيرك ما زرعت … استشهد من ابناء هذا الشعب شباب كثر نحسبهم شهداء عند الله ،كان همهم أن يروا هذا الوطن في مصافي الدول المتقدمة ولكنهم بعد أن ذهبوا لا يعلمون إن من تولى الأمر بعدهم ذهب بهذه الدولة سنين الى الخلف … يموت أبناء الشعب ويجني هؤلاء ثمرة نضاله ،ويستحقرون من ينادي بالعدالة ويزلونه كما لم يخرج ويقُتل في سبيل الحصول على حياة إنسانية يستحقها … ويظنون أنهم يحسنون صنعا؛ وهم لم يدفنوا حفرة واحدة في طريق مسفلت ناهيك عن رصف طريق جديد …!!!

اترك رد