وسط المعلب

0

المهاجم رقم (9)

حينما أتي به مكتشف المواهب الشهير (حسكو) الي ديار الزعيم عارضا علي الإدارة الفنية موهبة غضة تحتاج للصقل وبعض العناية حتي تصبح إسما بارزا في سماء الكرة السودانية إصطدم بعقلية إدارية لم تعرف يوما الإيمان بالمواهب الشابة ، فكان الإهمال هو المصير الحتمي لسيف الدين مالك مثله مثل غيره من المواهب التي حضرت بأقدامها الي المكتب التنفيذي في صفقات شبه مجانية قبل أن تحفي الأقدام في الركض خلفها بعد أن تحولوا الي نجوم لامعة وأصبحوا محط أنظار الجميع ، ثم الدخول في صراع قاسي ومجهد ماليا وذهنيا في سوق لاعبين يمكن أن تسمع فيه كل الأرقام والمبالغ الطائلة ، ذهب تيري الي الخرطوم الوطني ومن حسن حظه كان علي العارضة الفنية للكوماندوز الخبير الغاني كواسي أبياه وحده القادر آنذاك علي إعطاء الفرصة للشباب والثقة في قدراتهم ، وهو من أرسي قواعد عمل الشباب والمراحل السنية في نادي الخرطوم بشكل سليم والي يومنا هذا ، سيف ومع الغاني كان يجد الفرصة ليتحسس أقدامه في بطولة الدوري الممتاز ثم يكتسب الكثير من توجيهات وإرشادات الخبير العالمي حول كيفية العمل المطلوب أمام مرمي الخصوم ، ولأن الموهبة كانت حاضرة تطور سريعا وقريبا ما أصبح من نجوم البطولة المحلية وأصبحت الأصابع تشير إليه ، وكنت تسمع همس في أنحاء المدينة عن رغبة طرفي القمة في الظفر بخدماته وإستقدامه ، حلقة جديدة من حلقات الصراع الأزلي بين الندين حول كل موهبة وإسم لامع ليس كل ما يلمع ذهبا ، بطولة الشان (2017) كانت محطة مميزة في مسيرة النجم الصاعد حيث قدم أداء مذهلا رفقة صقور الجديان التي وصلت مشارف النهايات علي أرض المغرب وخرجت من نصف النهائي أمام نيجيريا وأحرز تيري ثلاثة أهداف في تلك النسخة فتحت الأعين تجاهه وسمعنا عن عروض إحتراف تلقاها اللاعب لكنها أخبار لم تبارح صفحات الصحف ليواصل اللاعب مشواره مع الكوماندوز ، الإنتقال للزعيم كان مفاجئا سيما وأنه حدث في فترة تنقلات سيئة للأحمر إستأسدت علينا فيها بعض الأندية التي لم تشكل لنا منافسا يوما ما ، وتغولوا علي غرفة تسجيلاتنا حتي تملك اليأس نفوس الصفوة الذي إعتاد في أياما خوالي علي الشعور بالتخمة من كثرة النجوم المستقطبة ، ليأتي الفرج علي يد مجلس الوفاق المكون آنذاك في آخر ايام ميركاتو (2018) الصيفي ، والذي ضم الثنائي سيف الدين مالك وحمزة داؤود إلا صفوفنا ، صفقة مثلت بعضا من بلسم شافي لجراحات الجمهور المكلوم من أداء المجلس الهزيل ، كانت بداية مشوار اللاعب مع المريخ متذبذبة ومرت بالكتير من العقبات وأعترضتها عدد من المشاكل سواء علي الصعيد الشخصي للاعب ، أو علي مستوي علاقته بالنادي منها توقفه عن التدريبات للمطالبة بحقوقه وأيضا سلسلة من الإصابات ، تيري وبعد إنطلاقة نارية أمام الجيش السوري في البطولة العربية تراجع مستواه فكان بين الإجادة والإخفاق ، وقد كنت أسمع بعض الأصوات المنادية بالتخلص منه بالتزامن مع مشاكله الشخصية وتعرضه للسجن والإيقاف تحت طائلة القانون ، سيف عاد بعدها وهو يدرك أن عليه الإجتهاد والقتال حتي يحافظ علي موهبته من الإندثار والضياع ، البداية كانت صعبة وبطيئة مع مشاكل في زيادة الوزن وضعف اللياقة البدنية والكثير مما يعتمل في النفس من الغبن والمشاعر المختلفة داخله تجاه ما عاناه سابقا ، إلا أن اللاعب أثبت أنه يتمتع بشخصية قوية إستطاعت تطويع تلك الظروف في خلق عزيمة وإرادة جبارة ، فأتت العودة مع خواتيم الموسم الماضي حيث كان الفتي يتصاعد أداءه من جولة الي أخري حتي ختم الممتاز بمستوي كفل له الإستدعاء لقائمة المنتخب الوطني والظهور رفقة صقور الجديان مجددا بعد إنقطاع دام طويلا ، العودة من كلية المنتخب والإنضمام الي تحضيرات المريخ الذي يستعد لمواجهة أوتوهو الكونغولي في دوري الأبطال ، ثم قيامه بعمل ضخم في المقدمة الحمراء والنجاح في تطبيق مطلوبات المهاجم المحطة أو المهاجم رقم (9) ، حيث يتمتع سيف تيري ببنية جسمانية مثالية ، فهو قوي وسريع ومهاري وهذه الصفات يندر تواجدها في مهاجم واحد ، بعد احرازه لهدف أمام اوتو دايو الكونغولي وصناعته لهدف عاد اللاعب لإحراز هاتريك في شباك العريق أنيمبا النيجيري ، ونحن نتابع عن كثب التطور المثير في أداء اللاعب وعن كيفية العمل الذي سيقوم به مع توالي الخصوم في المرحلة المقبلة الأكثر شراسة مرحلة المجموعات حال نجح الزعيم في تأكيد تفوق الذهاب وعاد ببطاقة التأهل من أبا معقل أفيال الشعب .

باص قوون

▪️قدرته الكبيرة علي كسب كل الكرات المشتركة ضد دفاع أوتوهو وأنيمبا أصحاب البنيان الجسماني الهائل والقوي تجعلنا نثق في مقدرات تيري البدنية الرائعة ومع مهارته العالية في أنتظار خصوم أكثر قوة وإنضباط حتي نتعرف علي مستوي سيف مالك تكتيكيا وتحت الضغط وفي غياب المساحات .
▪️الثلاثية نتيجة مريحة ولكنها يمكن أن تمثل فخا لنجوم الأحمر إن إعتقدوا أن أنيمبا رفع الراية البيضاء لذلك وجب القتال أكثر شدة حتي يظهروا في المجموعات بعد غياب دام ثلاثة سنوات .
▪️كرنقو أسكن صداع الجبهة اليمني ووضع الخطير انايو ايوولا خارج التغطية طوال زمن المباراة وزاد علي ذلك بصناعته لهدفين من الأهداف الثلاثة ، عبدالرحمن ثمرة يانعة نضجت قطفها المريخ فوجدها حمراء من الداخل .
▪️تمبش أيضا ينطبق عليه ما ينطبق علي تيري تفوق بدنيا علي الخصمين الكونغولي والنيجيري وقدم مستوي يصعب معه رؤيته خارج القائمة الأساسية في كل مباراة قادمة وفي إنتظار تأكيد هذه القيمة الفنية الكبيرة مع تصاعد نسق البطولة والتصادم الوشيك مع كبار القارة في دور الستة عشر .
▪️الجناح الأيمن صادق بوبكر أحدث خرقا كبيرا في الناحية اليسري لدفاع المريخ طوال الشوط الأول وجعل بيبو الشاحب فنيا يعاني حيث لم يقدم الإضافة دفاعا أو هجوما .
▪️منجد لعب دور الليبرو بأحسن ما يكون وقدم مباراة جيدة ، كان حازما وحاسما في بعض اللقطات وبعث بالإطمئنان داخل نفوس زملائه اللاعبين والجمهور خلف الشاشات .
▪️خروج جمال سالم سابقا أعطي الفرصه لظهور أبوعشرين والآن خروج أبوعشرين منح شارة العبور لتألق منجد وبالمثل إنتقال الغربال للجزائر منحنا فرصة رؤية سيف مالك قلب هجوم بعد أن اعتاد علي اللعب في الجناح طوال فترة تواجد محمد عبدالرحمن ، فأصبح هداف الأبطال رفقة مهاجم الصفاقسي التونسي فراس شواط بأربعة أهداف .

 

اترك رد