لواء. م. محمد ابراهيم كباشي ___يكتب (مهلا يا صاحب القراية ام دق)

0

لقد تقيأ صاحب عمود القراية ام دق في صحيفة الغفلة في زمن الارتزاق و الفساد فسكب جزءً من تاريخه ايام الدراسة علما أن ذلك الزمان كانت فيه العصا لمن عصا و لا دق الا بالحق . و قد كان في جلود الاغبياء حق معلوم للمعلم ، بل له نصيب كبير من اللحم الا ما إختلط بعظم ، فإنه لاهل طالب تلك القراية التي عادة ما يطلبها أهله و هو زاهد فيها زهد ابا ذر الغفاري .
لم يتطرق الكاتب في عنوان عموده (القراية ام دق) الي الكتابة ، لان الارتزاق بما يكتب انساه ما يقاسيه أهل البلادة من عنت الزيود و من عمرو و من إعرابه ، سيما عند لحظة التصحيح التي توجف عندها قلوب أمثاله ، و لا اظن ان الشيطان قد انساه ذلك ، و لكن انساه الدرهم و الدينار التي تشتري بها الأقلام الرخيصة بثمن بخس دراهم معدودات يشتري بها الشرف و الضمير .

لقد كتب صاحب القراية ام دق مقاله تحت عنوان سريحة الجيش و فصل (185) طالبا من كلية علوم الشرطة و القانون بعد أن تحدث حديث العارفين ببواطن الأمور بأحداث طلاب كلية الشرطة ، ابتسر صاحب القراية ام دق عنوان مقاله بكلمة سريحة التي توحي بأنه قد استعارها من تجارة العملة التي اشتهر بها أولياء نعمته فكيف يستقيم أن يصف أهل المطالب المشروعة بالسريحة ، و هي تعني الباعة المتجولون ، لقد صدقت في تسمية عمودك بالقراية ام دق ، لان ذلك يعني حالك عندما تقرأ المعاني فما بالك و انت تكتب و احسب ان ملئ الأرض سياطا لا يعلمك كتابة ما يمكن أن يشير إلي الحق و الانصاف اعلم أن المثل السوداني يقول (أن قلم الجور مكسور) . و لا أظنك أكملت قراءة الوثيقة الدستورية التي تسمي هؤلاء بالمفصولين تعسفيا ، كما أنك لا تعترف بالفصل التعسفي و الحرمان من العيش الكريم لان من تم فصلهم تعسفيا تم استبدالهم باصحاب القراية ام دق ، فلذا أنهم لا يعترفون بكلمة الفصل التعسفي و لا يدركون معاناة من تعسف بهم ، و يستنكرون عليهم الوقوف للمطالبة بحقوقهم المشروعة بكل سلمية و إنضباط علما أنهم من القدرة و الشجاعة بمكان مما يمكنهم خوض الألغام بدلا من ما ذكرت من المتاريس التي تروع جانبك .

لقد كتب مقال القراية ام دق بحبر مسموم تفوح منه رائحة الكراهية و الحقد و الظلم و التحريض ، أنه حبر من بقايا مداد تلك الحقبة السوداء التي أهم ما يميزها الفساد و التدجيل و التجديف ، و سخرت اقلامها للنهش في الحقوق و الأعراض و التطبيل .
أن المفصولين تعسفيا من القوات المسلحة قضية بحجم قضايا الوطن التي لا تحتمل التأخير . ليتك علمت عندما تساءلت اين كان هؤلاء عندما فصلهم النظام البائد و قبلوا بذلك برضاء و قبول ؟ و هذا التساؤل كان ستجيب عليه بنفسك إن كنت صحفيا حقا راجع ارشيف صحيفة الغفلة تجده معفرا و فيه بقية من مداد السموم . هؤلاء بعضهم قد تم اعدامهم لمحاكمات صورية بآلة القتل الظلوم و البعض إمتلأت بهم بيوت الاشباح و السجون ، و آخررون اضطرتهم الظروف و الغبن للانضمام الي حركات الكفاح المسلح الذين دخلوا بعد توقيع السلام دخول الفاتحين ، و من بقي منهم يجرون أنفسهم بعصيهم جراء إصابات العمليات و الإعاقة بسببها كانوا يغلقون الكباري في وضح النهار عندما كنت انت و امثالك من الهتيفة و سماسرة الحشود تحوقلون و ترفعون سباباتكم إلي السماء في بلاهة و طيش .

من الغرائب أن ينعق قلمك بالجور و الحيف و التحريض علي الحرمان من الحقوق و الحسم بالقوة و البلاد جميعها تنادي بالديمقراطية و دولة الحقوق و القانون .
هل تعلم أن هؤلاء الذين تحرض عليهم قد كتبوا مطالبهم و حدد لهم موعدا لاستلام هذه المطالب داخل القيادة العامة و كانوا يتوقعون سرادقا كبيرا يجمع الماضي بالحاضر و يخاطبهم القائد العام رفيق السلاح الذين عملوا معه خلال مسيرتهم في حياة الجندية و منهم من كان قائدا له و منهم من كان تحت قيادته ، فأتوا من كل فج عميق لسماع حديث القائد العام و التفاكر معه وفقا للانضباط العسكري و ادب التخاطب المعهود في الجندية ، و تكون المفاجأة تلك المتاريس و الدشم الخرسانية التي ذكرتها في مقالك الذي حبرته بفضلات الزاربان . ماذا تريد منهم أن يفعلوا بعد تلك المتاريس التي تمت مواجهتهم بها مع عربات الدوشكا و أفراد الشرطة العسكرية هل تريد منهم اقتحام زملائهم ، اعلم أن هؤلاء سبق لهم أن واجهة الدبابات و المدفعية و جميع أنواع الأسلحة و لم يرهبهم ذلك لأن قضيتهم كانت الوطن . هل تظن أن زملائهم من من في الخدمة يركنون لما تقول و يصوبون أسلحتهم عليهم .
هؤلاء هم التاريخ الحي للقوات المسلحة التي طالها التخريب حتي اشفقتم عليه علي حد قول( المأفون المقبور) . أن هؤلاء الذين علي السلاح يشفقون علي مصيرهم هل سيكون ذلك جزاء سنمار و هو أن تمشي علي طرف صناعي أو علي خشبتين و تقف علي جانب الطريق تنتظر الاحسان بعد نهاية خدمتك التي كنت تحسبها من أجل الوطن و كنت تظن نفسك انك تحمي وطنا لا يمكن له أن يؤتي من قبلك ذلك الوطن الذي أقسمت أن تموت من أجله و ظللت بارا لما أقسمت عليه مهما عانيت من شظف العيش و ضيق الحال مع أن ظلم ذوي القربي أشد مضاضة خاصة أن سهامهم لا تطيش ابدا و دائما تصيبك في مقتل أن قضية الفصل التعسفي هي قضية تخص المؤسسة العسكرية و ما زالت في مراحل المعالجات الإدارية .

فضلا اتركوا الجيش و أمسكوا عليكم ألسنتكم و أقلامكم ، أنهم يفهمون بعضهم و يحترمون تراتيبية القيادة العسكرية لهم لغة مشتركة يفهمون بها بعضهم بعضاً أنهم يخاطبون قائدهم العام و لا يخرجون عن الطور و هم يعلمون أن أوجب واجباتهم أن لا يخرب الوطن .

اترك رد