على الصادق البشير يكتب .. شبكات دعارة في مطار الخرطوم

0

علي الصادق البصير

لم تعد ممارسة الدعارة والبغاء والجنس بالخرطوم نوعاً من الرذائل أو الفسوق أو الانحراف فحسب، بل اتخذت شكلاً آخر ينطلق من قواعد منظمة ويُدار بواسطة شبكات دولية، الأمر الذي يشكل مهدداً خطيراً للأمن المجتمعي والقومي معاً.. هذه العبارات تذيلت تقريراً سرياً أعدته جهة أمنية مختصة وحصلت «الإنتباهة» على ملامح مهمة من، وبعد الاطلاع وإعادة القراءة حاولنا تحديد بعض الأماكن، وفكرنا في القيام بجولة ميدانية لبعض المناطق المشبوهة والمشار إليها، فخرجنا بحصيلة مذهلة تطابقت مع ما طالعناه من تفاصيل دقيقة بالتقرير الخطير، ولكم أن تتابعونا وتتفكروا لتنتبهوا. «جمبات» سياحية في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً وفي قلب الخرطوم بل في أحد أحيائها الراقية، تقف بناية فخيمة من أربعة طوابق وبلا لافتة خارجية، توحي لناظرها بأنها أحد منازل الدستوريين أو المغتربين الذين صرفوا حصاد هجرتهم في هذا المعمار.. وأمام الباب الذي يطل على الشارع الشهير تقف حوالي تسع سيارات فارهة تبدأ بالهمر، كاميري، كورلا موديل 2012م، وغيرها.. عند المدخل الرئيس تجد استقبالاً تم ترتيبه بدقة وأتوكيت عالي المستوى من حيث الأثاث وأسماك الزينة والديكور والإضاءة الخافتة..

وأول من يلتقيك فتاة أجنبية تجيد فن الابتسامة والمياعة، ترتدي زياً يخجل الشيطان، وتعمل بتلك الابتسامة الخبيثة على تهيئة الوضع الذي يناسب «الزبون» فقد تحدد له مكاناً من خلال قراءتها السريعة لوضعه، خاصة إن كان من الجدد. جلسنا في ذلك المكان وأدرت عيناي شمالاً ويميناً، فإذا مجموعة من الشباب تتوسطهم إحدى الفاتنات وتتبادل معهم الشيشة والضحكات، بينما تقوم أخرى وهي متكشفة بصب القهوة والشاي.. وبالناحية الأخرى ثلاث فتيات أجنبيات شبه متعريات، تتقارب أعمارهن ما بين «22 ــ30» سنة، وجلسنا نراقب عن كثب فإذا بهمهمات تدور هنا وهناك مع إحداهن وهي أكبرهن سناً، اتضح فيما بعد أنها مديرة المكان، رصدناها وهي تقول جهزوا «جمبة عمك»، فهو في الطريق. وبعد حوالي ربع ساعة «عمك وصل» وهو أشبه برجال المال والأعمال، يرتدي نظارة سوداء رغم سواد الليل، ويلف عمامته بشكل مميز ويرتدي مركوب نمر جديداً، وتبدو عليه سطوة السلطة، فالجميع هنا يعرفونه ومنهم من يناديه بـ «سعاتك»، ويعتقد البعض انه مسؤول كبير.. دخل عمك لناصيته المغلقة وتبعته اثنتان من الفاتنات إحداهن تحمل شيشة صممت خصيصاً للأكابر وعليها علامة وجه فرعوني عند مقبضها، والأخرى تحمل قهوة كاملة وقد فاح بخورها في أرجاء المكان. جمبة شاذة أيضاً رصدنا حركة مريبة لبعض الشباب، فهناك «زوار» لهم خصوصية ولا علاقة لهم بالجنس اللطيف، فهم عادة ما يتجمعون تجمعاً «شاذاً» عند إحدى الجمبات، تعرفهم من خلال سلاسل الذهب والبرمودات التي يرتدونها. «الصورة واضحة»، فهم يحملون هواتف ذكية، ويتبادلون الصور، وتربطهم مجموعة في الواتساب، ويتناجون فيما بينهم بما لا يعرفه غيرهم. الطابق العلوي الطابق العلوي للبناية شبه مظلم.

وحقيقة لم نتمكن من الوصول إليه، ولكن كثيراً من تلك المجموعات ما تجلس قليلاً عند الخدمة بالطابق الأول ثم تتجه للطابق العلوي، ولا تعود، خرجنا قبل خروج «عمك» ولحظنا زيادة عدد الفارهات التي بينها مركبة صالون بيضاء مظللة يبدأ رقم لوحتها بـ «55»، وعند الاستدارة حول البناية وجدنا من الجهة الغربية ميداناً يطل على العمارة به مخرج بالاتجاه الآخر، فعلمنا وقتها أن مرتادي الطابق العلوي يغادرون من الجهة الغربية. الباب الخلفي الباب الخلفي أو الـ (back door) هو اسم لجمبة مشهورة تقع في حي راقٍ بالخرطوم، انتقلنا إليها حوالي الساعة الثانية عشرة مساءً، وتختلف عن سابقتها في أنها بلافتة مميزة وتديرها فتاة سودانية، ولا أعتقد أنها تمتلكها، فقد تكون أكبر من إمكاناتها فالجو هنا أكثر من غريب، والأشكال الموجودة من البشر هنا أشبه بالغرباء عن بلادي، حيث توجد مداخل ومخارج داخل الجمبة التي تعمل ظاهراً باعتبارها مقهى سياحياً، ولكن توجد العديد من الأبواب الخلفية المغطى بعضها بالستائر الملونة كديكور الجدران، وخلفها لا ترى إلا ما تشمئز منه الأنفس.. وبالناحية الشمالية للموقع يوجد مدخل لغرفة جلوس على بوابته شاب يدخن شيشة، وما أن تحاول الدخول في هذه الغرفة إلا ويرسل إشارة لمن هما بالداخل فيعدلان جلستهما الخليعة ويكفان عما يفعلانه، «حارس بوابة» والغرفة سعة شخصين فقط. ملامح من التقرير أشار التقرير إلى أن السلطات الأمنية وضعت يدها على عدد من شبكات الدعارة المنظمة بالخرطوم والتي تقودها مجموعة من النساء القوادات، وكشفت المعلومات عن شبكة خطيرة تعمل في تجارة الدعارة…

اترك رد