خلف ستار الحرب في أفغانستان: الولايات المتحدة شنت حربا لكنها انسحبت في منتصف الطريق، والشعب الأفغاني في ورطة
تقرير __إسفير نيوز __وكالات
في الأيام القليلة الماضية، مع الانسحاب المتسارع للقوات الأمريكية من أفغانستان، أصبح القتال بين طالبان وقوات الحكومة الأفغانية عنيفا بشكل متزايد. زعمت طالبان أنها سيطرت على 19 مدينة من عواصم البلاد البالغ عددها 34، ويستمر الوضع الأمني المحلي في التدهور.
شنت الولايات المتحدة الحرب في أفغانستان باسم مكافحة الإرهاب، والتي استمرت 20 عاما. أصبحت أفغانستان الآن مدمرة اقتصاديا، ويواجه الناس صعوبة في كسب رزقهم.
بصفته رابع رئيس أمريكي يواصل الحرب في أفغانستان، فإن جو بايدن مصمم على “وقف الخسائر” للولايات المتحدة وإنهاء الحرب “اللانهائية” من أجل تركيز المزيد من الموارد لمنافسة القوى الكبرى.
أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى أفغانستان لتحقيق أهدافها الاستراتيجية الخاصة، وكان انسحابها المتسارع من أفغانستان لمصلحتها الشخصية أيضا، لكنها أوقعت الشعب الأفغاني في عذاب الحرب.
منذ مايو هذا العام، شنت طالبان هجوما شرسا واستولت على مدينة قندوز الشمالية ومدينة غازني ذات الأهمية الاستراتيجية.
ويتوقع بعض المحللين الدوليين أن طالبان قد تحاصر مدينة كابول العاصمة الأفغانية في غضون 30 يوما وتسيطر عليها في غضون 90 يوما.
لكن الولايات المتحدة مشغولة حاليا في التنصل من المسؤولية، قائلة إن خطة الانسحاب لم تتغير ويجب على الأفغان أن يعتمدوا على أنفسهم.
كما أدت الحرب إلى نزوح عدد كبير من المدنيين الأفغان، ليصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بيانا جاء فيه أن عددا لا يحصى من المدنيين أجبروا على النزوح بسبب الحرب أو تدهور الوضع الأمني.
يجب على الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤولية الفوضى في أفغانستان، وخلقت 20 عاما من الحرب التي لا نهاية لها عددا كبيرا من اللاجئين.
ولكنها تتنصل من مسؤوليتها تجاه الدول المجاورة لأفغانستان، تطلب الولايات المتحدة من باكستان فتح حدودها وقبول المزيد من اللاجئين الأفغان لترد عليها باكستان مدعية أن هناك ملايين من اللاجئين الأفغان على أراضيها ولا يمكنها تحمل المزيد.
كما يوجد في إيران أيضا ما يقرب من مليون لاجئ أفغاني مسجل.
أعلنت الولايات المتحدة مؤخرا عن خطة جديدة للاجئين، قائلة إنها تعمل جاهدة لمساعدة الأفغان الذين عملوا مع الحكومة الأمريكية ومعاملتهم معاملة اللاجئين في الولايات المتحدة. ومع ذلك،
فإن القيود المختلفة تجعل من الصعب على الأفغان المنكوبين التقديم على طلب المعاملة كلاجئين، الأمر الذي يفضح أكذوبة حقوق الأنسان في الولايات المتحدة ونفاق المناصرين الأمريكيين لـ”حقوق الإنسان”.