عثمان شبونة يكتب… لواء في قبضة ضباط الخلاء (1 ــ 2)
خلال العشرين عاماً الماضية ــ إبان حكومة العصابة السابقة بقيادة البشير ــ كنت أتواصل مع محبوسين في قضايا مختلفة (كتبتُ عن قلة منهم) دافعي في ذلك لم يكن البحث عن الحقيقة فحسب؛ إنما الدافع الأقوى هو البحث عن (المروءة) والتي لها أهلها الذين أطمح دائماً في كرمهم لتفريج الكرب عن شخص أو مجموعة أشخاص يستحقون السند.. ولا أرى واجباً يتعاظم على سند المظلوم وكشف الظالم في نفس الوقت.
* على منحى آخر؛ فإن المسائل المتعلقة ببعض الضباط المحبوسين في فترة الحكومة الإنتقالية الحالية تحتاج إلى وعينا في التعامل معها بعيداً عن العاطفة؛ فالأخيرة في هذا المقام ربما تكون مفسدة للحقيقة قبل كل شيء.. لذلك لا أملك سوى التساؤل في القضية التي أمامي؛ وأطراف الأخذ والرد فيها هم أبناء اللواء عثمان ود القبائل الذين يتساءلون بدورهم عن مبررات حبس والدهم لما يزيد عن العامين في أحد معاقل مليشيا (حميدتي)؛ فلا تمت محاكمته ولا أطلق سراحه.. وكأن الذين قبضوا عليه تغلبهم الحيلة في إيجاد تهمة محددة وواضحة ببيِّنات يتم على إثرها محاكمته علناً (في الضوء) بدلاً عن أسلوب (الدسدسة)! هذا الأسلوب ينم عن جبن وخبث وضعف بائن لأولئك المسؤولين الأوائل عن فض الإعتصام ويخشون من العواقب (هكذا كانت إجابة أحد القانونيين الذين التقيت بهم؛ وبإختصار).
فمن هو اللواء المعتقل؟ ولماذا تم القبض عليه؟! وما علاقته بفض إعتصام القيادة العامة؟ كل هذه الأسئلة وغيرها لن نحصل على إجاباتها من معتقليه.. ولكن أبناء المُعتقل (محمد ــ خالد ــ سلمى) والذين جلستُ معهم قالوا الكثير حول قضية والدهم (بعضه لا يصلح للنشر في الوقت الحالي)؛ وأترك النقاط التي ذكروها لتقييم القاريء؛ والجهات التي يهمها الأمر.
(1) خلفية:
ــ اللواء عثمان عوض الله (ود القبائل) من مواليد قرية أم منقار شرق جبل أولياء في 1/1/ 1966م.
ــ دخل الكلية الحربية يوم 21 /11/ 1987م.. تخرَّج يوم 16 /12/ 1989م.
ــ تمت ترقيته إلى رتبة اللواء في هذا العام 2021م وهو داخل المعتقل.
(2) يقول أبناؤه:
ــ بعد أن أحيل للمعاش في 15/1/2015م ظل لخمس سنوات بلا عمل؛ وبعدها افتتح مغلقاً في سوق جبل أولياء (مغلق ود الزعيم) ومع عمله في السوق يخصص وقتاً للنشاط الإجتماعي والرياضي؛ فهو رئيس نادي الشباب بجبل أولياء وعضو إتحادها المحلي لكرة القدم.. مساهم في الفعاليات ومتواضع مع الصغير والكبير.. ولأن عمل السوق لم يكن على قدر الطموح قبِل عرضاً بواسطة زميله اللواء الصادق سيد للعمل في مجال التدريب لقوات حميدتي؛ وعمنا اللواء الصادق محبوس مع الوالد الآن في نفس القضية (على خلفية فض إعتصام القيادة العامة).. وبالفعل عمل والدنا مدرباً للقوات في يوم 13/4/2019م؛ أي قبل فض الإعتصام بحوالى شهرين.
(3) ما علاقته بفض الإعتصام؟!
ــ تقول الأسرة: والدنا لا علاقة له بفض الإعتصام؛ فهو لم يكن مسؤولاً عن (العمليات) بل مسؤول عن التدريب؛ ولم يكن موجوداً في ساحة الإعتصام في ذلك اليوم المشؤوم.. لو كان موجود لأغرقوا الوسائط بصوره وفيديوهاته.. المسؤول عن عمليات قوات حميدتي في أيام إعتصام القيادة العامة هو اللواء عثمان محمد حامد.
ــ يضيف محمد: نحن كنا (صَابِنّها) في ساحة الإعتصام كأسرة ولدينا صور.. فلو كان لوالدي رأي سالب في الإعتصام كان على الأقل منعنا من التواجد بأرضه.. وعندما ذهبنا إلى الوالد في المعتقل (قبل منع الزيارات) قال لنا بالحرف: أنا بريء من فض الإعتصام؛ ولم أصل أرضه في ذلك اليوم.
(البقية غداً)