الفشقة توحد شركاء الانتقالية والجيش يحرس حمدوك

0
اسفير نيو” (المستقبل برس)
كانت فرصة جيدة للسفر بطائرة واحدة تحمل السيد حمدوك والسيد البرهان الي الفشقة لتوحيد الفترة الانتقالية، وإنهاء التراشقات القديمة، سيما وأن محاولات الإسلاميين لإثارة الغبار والشكوك والأزمات بدأت في الإنحسار، مع تقدم معقول في تنظيم عمل الحكومة الحالية، مع إستقرار طفيف للدولار، والأسعار مع الغلاء صارت في مكان واحد , وبقيت أزمة المواصلات والخبز والغاز في مكانها مع توفرها، وعادت وزيرة الخارجية مريم الصادق للأضواء بعد موجة إنتقادات عن أدائها ومواقفها، فظهرت في الفشقة بمعنويات عالية تخاطب الجيش والمدنيين.
نقول : ليس في الأمر تقدم كبير، ولكن نقول أيضا : إن التراجع المريع توقف، وبدأت الفترة الانتقالية تتأهب لحسم الملفات المعطلة بعد ظهور السيد عرمان على منصة المستشار الخلاق، وهاهي المبادرة الوطنية في تفعيل ظاهر، والحزب الشيوعي في القصر، وحكام الأقاليم في دارفور والنيل الأزرق بدلا عن قواتهم في الحديقة الدولية وضاحية المهندسين.
وبدأت ثمار ضغوط الحياة القاسية تضع أمامنا إقتصادا جديدا مبنيا علي الواقعية، وترك العادات الإقتصادية السيئة , فكل منا بات يحمل في ذهنه ألة حاسبة , وكل خطوة في الاستهلاك محسوبة عشرات المرات قبل إتخاذ القرار.
وفي جانب الزراعة عاد اغلب الناس لمزارعهم، ومنهم الشباب بشكل واسع، ولدينا ثلاثة مواسم زرعية ناجحة.
ولجان المقاومة تعلمت ممارسة العمل الجيد بمعلومات موثقة، وخبرة كبيرة في غضون شهور.
فهناك لجنة رفيعة المستوى لإصلاح الحرية والتغيير. اما لجنة إزالة التمكين بنجوميتها القديمة ظلت تضيء الطريق لتحقيق العدالة، ومن ثم الوفاق الوطني.
كما وضحت الصورة في التعامل مع الملفات الخارجية ,
اما الفشقة فها هي توحد الفترة الانتقالية، بينما أتفق الخارج الواسع على حتمية التعامل مع الحكومة الحالية بكل صدق وأمانة، وهي تحرز نجاحات مهمة من وسط الأزمات.
وبات في حكم المؤكد حسم ملف العدالة، وترحيل رموز النظام البائد وعلى راسهم المخلوع البشير الي لاهاي، لإغلاق باب الريح من مناكفات القضاء الصبور على قضايا واضحة مما كان يشكل ضغوط إضافية علي الحكومة الحالية بواسطة الشارع. وقد أنخفضت المظاهرات للمطالبة بكل هذه الملفات حينما وصل المدعي العام للمحكمة الجنائية للخرطوم، وحسم مجلس الوزراء قرار التسليم.
والامر المهم أن ردة الفعل ضد التسليم كانت ضعيفة. وهي دليل واضح بأن الثورة المضادة الي نهاية قريبة، لتحل محلها معارضة منظمة ترفد الفترة الإنتقالية برأي آخر قوي ومؤثر، يساعد على ممارسة تمارين الإنتقال الديمقراطي المنظور في القريب العاجل.
ومهما تأخر المطلوب العاجل من الحكومة بكل وزرائها فعليها الخروج المبكر من الخرطوم الي بقية فضاءات البلد. فلا يمكن أن لا يسافر والي الخرطوم طوال شهرين أو أكثر خارح حدود ولايته، وهناك فرص ذهبية متاحة للتوأمة بين الولايات، والجماهير تنتظر حكاما موفدين من إيقاع ثورة ديسمبر المجيدة مرفوعي الرؤوس للتقدم بتوأمة وإتفاقات تخفض من مستويات الضغوط في كل نواحي القصور الحالية.
ومثل وزير الصناعة السيد إبراهيم الشيخ، لا يعقل أن يضيع زمنه في الباقير والمصانع المنتهية والقديمة في غرب السوق الشعبي أمدرمان , وهناك دنيا وعالم تنتظرانه بمشروعات مدروسة ورؤية صناعية واضحة يمكن أن تنقل الحال من الوحل والجوع الي الرفاهية والكفاية ، وإن كان لابد من لفتة الي الوراء، فلتكن بالقوانين والتشريعات، وليس بالمتابعة التي يمكن أن يقوم بها موظف صغير ونافذ عادي…
علي مجلس الوزراء أن يزيد من إيقاع عمله. وأن لا ينام ان احتاج الأمر إلى جدية كافية. فالملفات التي لابد أن تحسم ظلت قابعة في مكتب وزير شؤن الرئاسة خالد يوسف , وعشرات المؤسسات تنتظر قلم رئيس الوزراء للمقابلة او التصديق، وعشرات المؤسسات تنتظر إكمال هياكلها كما يحصل الأن في المجلس القومي للمهن الطبية الذي ظل ينتظر الضوء الأخضر من رئيس الوزراء، ومن وزير المالية حتي تعطل العمل طوال شهور , فهل يعرف مجلس الوزراء وخاصة خالد يوسف تداعيات هذا التأخير سيما وأن الحصة وطن؟

اترك رد