ابراهيم عقيل مادبو يكتب . . الفوضي الناشبة
ظللنا نحذر وَلَكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي، وقد وقع المحظور الآن.
١. قلت سابقاً – قبل ثلاثة أشهر – وفي تحليل مطول أن هناك ارهاصات لمخطط مدمر قد بدأت تظهر ملامحه منذ الإشتباك القبلي الذي وقع في يونيو المنصرم بمنطقة قدير بين أحد بطون الحوازمة وكنانة العريفات،
وأن هذا المخطط مُعد بطريقة تساقط حجارة الدومينو، وأن حركة المخطط ستشمل رقعة واسعة من الأرض في شكل حزام يضم جنوب كردفان والأبيض ويمتد ليصل إلى شمال دارفور،
ولم تمضي فترة طويلة بعد ذلك التحليل إلا وقد وقعت أحداث كولقي بمحلية طويلة بشمال دارفور قبل نحو شهر، ثم هدأت الامور لفترة وعاد العنف المخطط بالأمس ليضرب زالنجي بدارفور،
ثم يتمدد ليعود إلى كردفان وجنوبها لنشهد أمس الثلاثاء أحداث مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان والإشتباكات القبلية التي دارت داخل أحياء (شيكان والخرسانة والجبلين وفريق الحر) وليتمدد العنف في عدد من المناطق الجنوبية ومستشفي السلاح الطبي وزريبة المواشي.
٢. وفي تطور دراماتيكي وخرق أمني خطير بحسب المعلومات المتوفرة، فقد تحول المخطط الآن إلى حقول البترول بجنوب كردفان
فقد تم قفل طريق الخرصانة هجليج وإغلاق الطرق والمداخل المؤدية إلى مقار الشركات العاملة وحقول النفط، وإحتجاز عربات وشاحنات بما فيها 6 تلاجات مواد غذائية تتبع لشركة 2B opco الشركة الام،
وفي منحى اخر تم قطع طريق الدبب واحتجاز 26 شاحنة تتبع لشركة GTS وهي تحمل Rig يتبع لشركة اساور s6، وايضا غلق طريق حقل شارف، وهذا يعني عزل كل حقول البترول تماماً،
والأخطر من ذلك أن هناك جهات متفلتة بمنطقة الخرصانة تهدد بإغلاق خط النفط في طريق كيلك البحيرة، وهناك مجموعة أخرى قد هددت بإغلاق الـ CPF في هجليج،
وتعطيل خط تصدير ونقل البترول إلى الخرطوم وبورتسودان، ولا يسعنا في خضم هذه الأحداث والمهددات الأمنية الموجهة لمناطق النفط، إلا أن نُذكر الناس بذات السيناريو كما حدث أول مرة في ابريل من العام 2013م حيث هوجمت مناطق البترول وتمت السيطرة على موقعين في منطقة الخرسانة البترولية بولاية جنوب كردفان،
والهدف كما ورد على لسان الناطق الرسمي لتحالف الجبهة الثورية آنذاك بأن العملية تأتي في اطار برنامج الجبهة الثورية السودانية القاضي على وضع اليد على كل حقول النفط السودانية بجنوب كردفان سعياً الى حرمان حكومة المؤتمر الوطني من خدمات البترول ومن بعد ذلك الانقضاض عليها.
٣. يبدو أن الهدف النهائي للمخطط هو أشعال دارفور وكردفان ومن ثم منع تدفق النفط الخام من مناطق الإنتاج إلى مصفاة الخرطوم وبالتالي توقفها عن العمل،
وغداً سنسمع من الشرق خبر إغلاق وقطع طريق العقبة، وقد يشمل الإغلاق معبر أرقين بالولاية الشمالية، وبذلك يتم خنق الحكومة المركزية بالخرطوم.
وحقاً لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حَيّاً وَلَكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي.