مناوي يكتب.. جراحاتنا أم جراحات الوطن؟ مصالحنا أم مصالح الوطن
تعج الساحة السياسية هذه الايام بالمؤامرات والدسائس والانقسامات، تحركات هنا وهناك، والكل يسعى في سبيل تسجيل الإنتصارات وإرضاء غرور النفس الصغيرة ذات المطامع المحدودة، صغار النفوس يتحركون في كل الإتجاهات وبشكل جنوني، ينسون هنا ماقالوه ووعدوا به هناك.
الوعود الكاذبة تملأ الأفواه حتى يكاد المرء عاجزاً عن التفريق مابين الخطأ والصواب.
هذا يُرشّح للسيادي، وذلك لمجلس الوزراء، والبعض ينفذ كلما يطلب منه ويزيد، واهماً بأن الوعد حق بعد أن يفعل كل شيء ولايجد شيء.
المناضلات والمناضلون الاصلاء غابوا عن المشهد أو تم تغييبهم عن عمد وهم الذين وقفوا في وجه الطاغية البشير وقالوا له لا، قادوا التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية في الداخل والخارج.
الكنداكات والميارم الباسلات في التنظيمات المختلفة والغير منتميات وهن كثر.
الثائرات والثوار الذين تفرغوا للعمل الإعلامي المعارض الشرس الذي فضح النظام أمام العالم بالمعلومات الدقيقة وزلزلوا النظام المباد وكشفوا عوراته داخلياً وخارجياً مما أدى للمساهمة في إتخاذ الكثير من القرارات الدولية ضد النظام.
دعاة حقوق الانسان، نشطاء المجتمع المدني.
المغتربون والمهاجرون الذين دفعوا الغالي والنفيس على حساب قوت أسرهم.
لجان المقاومة الاسود الضارية الذين فتحوا صدورهم لإستقبال الموت في سبيل إنبلاج فجر الحرية والديموقراطية والإنعتاق.
شابات وشباب المتاريس، المجد لكم في كلما أقدمتم عليه حتى إنهار نظام الطاغية ووضع في مكب النفايات.
حواء السودانية أم الكل الباسلة التي شكلت لوحة زاهية الإبداع في النضال وتقدمت صفوف الرجال، وكان حضورها طاغياً ماجعلها تجبر العالم كله يشيد بصلابتها في مواجهة الطغيان، فكان لزغرودتها فعل السحر في نفوس الثوار لبدء التظاهرات.
الباسلات في معسكرات اللجؤ والنزوح.
المقاتلات في ساحات العمل المسلح ومضمدات الجروح .
فارسات وفرسان المتاريس، المعتصمات والمعتصمين ولو لساعة.
شباب الثورة في كل شبر من أرض السودان، المناضلين الذين شردوا وفصلوا وعذبوا وأجبروا على الفرار
الشهداء الاماجد، المفقودين،الجرحى، إلى هؤلاء وأولئك جميعاً نسوق الحديث.
الحرية والتغيير التي ساهمنا في بنائها منذ يومها الأول جاءت وعاءً جامعاً لكل أهل السودان ، وكانت الجسم الذي عمل الناس من خلاله حتى تم إسقاط نظام الفرد وقد ظللنا ندعو لاصلاح إخفاقاتها إلى أن إتسع الفتق على الرتق يريد البعض الان توظيفها لمطامع شخصية أو حزبية مما أدى لإبتعاد الناس عنها.
هدفنا الان أن نعيد قوى الحرية والتغيير المختطفة الان من قبل فئة بسيطة إلى موقعها الريادي الاول الذي جاءت من أجله وهو المساهمة في حل قضايا الشعب والتصدي لاعدائه. لذلك جاءت دعوتنا للإنضمام لها والإصطفاف حولها وطرح برامجها ودعمها بكلما هو ممكن، وأن تفتح أبوابها للجميع دونما حجر على أحد، والفيصل هو الأداء والمواقف الوطنية والكفاءة، لا المجاملات والشلليات والجهويات.
دعوتنا موجهة لكل القوى السياسية وكل الثوار والوطنيين والحركات المسلحة واللامنتمين الذين لديهم قناعات راسخة لتأمين الفترة الانتقالية ورفدها بأرائهم ومقترحاتهم، وبعض هؤلاء تم إبعادهم وعن قصد رغم حوجتنا الماسة لجهودهم، وهذه الدعوة لاتشمل المؤتمر الوطني المحلول.
نحن نريد أن نسمع رؤى كل القطاعات والكفاءات أهل الاقتصاد والصحة والقوات النظامية المختلفة، الشعراء والادباء وجماعات التشكيل والنحت والتصميم والاعلام والفنانين بكافة جوانبهم، بائعات الاطعمة والمشروبات، الرياضيين ، عمال اليوميات بأنواعهم، سائقو السيارات الصغيرة والكبيرة، المهندسين، اهل القانون الجالس والواقف، الرعاة، المزارعين، رجالات الطرق الصوفية، الادارة الاهلية ، أساتذة الجامعات المال والاعمال ، رجالات الدين، أسر الشهداء الارامل، المفصولين بكافة مشاربهم من ضحايا ماسمي بالصالح العام، جرحى النضال ضد الحكم الغاشم ، أبطال المتاريس وكل من ساهم في النضال الثوري الجسور السلمي والمسلح، أرواح الشهداء التي تحلق فوق رؤوسنا والذين لو لا تضحياتهم لما كنا الان هنا.
عشرات الالاف من النازحين واللاجئين في اقليم دارفور وغيره من الأقاليم ، وكل الذين ذاقوا صنوف التنكيل، المعلمون بناة الأجيال، النقابيين الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الآخرين.
نقول لهؤلاء والذين لم يتسع المكان لذكرهم، لسنا دعاة تشرذم ولا إنقسامات، نحن دعاة سلام ووحدة ومحبة بعيداً عن أي عنصرية كريهه، يجمعنا وطن واحد يحترم التعددية والحرية والمساواة أمام القانون ويحترم كل الأديان السماوية وكريم المعتقدات.
نريد أن يحتفظ كل مواطن طوداني بموروثه الثقافي ويسعى لنشره وتطويرة ويعتد به ويحفظه عن الاندثار ويعلمه لمن يريد.
الحرية والتغيير التي نريد ونسعى لقيامها الان تكون من الجميع وللجميع لاتخضع لسيطرة حزب أو فئة أو شخص متسلط.
الحرية والتغيير التي نريدها سوف تدعم مجلس السيادة ورئيس الوزراء ليُقدِم على خطوة تصحيحية ونقدم له كلما نستطيع حتى يخرج بالفترة الإنتقالية إلى بر الأمان.
كما سندعم كل القوى الوطنية المتجردة لخدمة السودان.
الوطن الان يتمزق ويكاد أن يتلاشى وقبل أن يحدث ذلك أبناء وبنات السودان المخلصين عليهم الجلوس بعد تنقية الأجواء والنفوس من أدرانها والتعلم من دروس الماضي إن أرادوا الخروج بالوطن من الهوة السحيقة التي ربما ينزلق فيها.
طريق الحوار هو طريقنا وهو خيار تضميد جراحات الوطن النازف الذي يترصده الأعداء من كل حدب وصوب.
الحوار المفيد البناء بين أهل السودان إلا الذين سرقوا وعذبوا وإغتصبوا وحرقوا وشردوا وأفسدوا وأثروا على حساب الوطن. هؤلاء معروفون بالنسبة لكم ولنا وسوف نقاتل ضدهم حتى الرمق الأخير من حياتنا، فهل تعلم البعض من دروس الماضي وعلى إستعداد لحوار حقيقي جامع.
هناك من يستعير ألسننا أو أقلامنا فيقولون ويكتبون ويزورون المواقف والاقوال ويُنسب الأمر لنا وهذه أغراض مفضوحة ومكشوفه ولاتنطلي على أصحاب العقول، لن نهتم لساقط القول وفاحشه لأننا نحتاج إلى إستثمار وقتنا لما هو خير لشعبننا ووطننا.
رسالتنا لكل من ينتجون بعقولهم وأياديهم ولكل المسحوقين والمعدمين وهؤلاء هم من ننتمى إليهم وندافع عن حقوقهم ونتوجه لهم بالدعوات للإنضمام إلى صفوفنا.
إننا نقف ضد أي محاولة للإنقلاب العسكري مهما كانت جهته ونقف ضد إي ديكتاتوريةٍ كانت عسكرية أو مدنية.
ونعلن وبشكل قاطع لالبس فيه ولاغموض دعوتنا موجهة لكل الشعب السوداني وهذه الدعوة لاتشمل المؤتمر الوطني المحلول.
المجد لشهداء الحرية والسيادة الوطنية، الشفاء العاجل للمصابين والجرحى، العودة الآمنه للمفقودين.
عاش السودان حراً مستقلاً.