*من كان يظن أن جوغة أحزاب اليسار الحاكمة الآن ستحقق الحكم المدني في السودان ؛ فهو واهم ، ويحتاج لأن يتدبر رشده ؛ فاليسار السوداني ولد كسولا ؛ وعاش كسولا؛ وسيموت كسولا؛ وكل تاريخه وفكره يتحدث عن كسل ورداءة في كل شيئ؛ رداءة وكسل يستحيل معهما أن يقدموا مشروع ديمقراطي ؛ بل أجزم بأنه لا يمكن للعقل اليساري المتخلف أن ينتج ( دولة مدنية)، ولم يحدثنا التاريخ أو الجغرافيا عن أي نسخة (مدنية) قدمها اليسار..!!*
*لذلك فإن ما يحدث الآن هو مجرد مشروع استقطابي تكتيكي الهدف منه قيادة عامة الناس ، وخاصة المندفعين من الشباب ؛ الشباب الذين تعطشت أرواحهم لقيام دولة مدنية في السودان ؛ الشباب الذين يحلمون بوطن الحرية والسلام والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية ؛ وهذا ما جعل المتطرفين يستغلون هذا النهم ، يستغلون هذه الشهوة ؛ لذلك حدثوا الشباب بما يشتهون ؛ وجعلوهم يقفزون معهم في الظلام..!!*
*إنهم يخدعونهم كل يوم ؛ ويدغدغون على مشاعرهم بهذا الزيف ويوزعون عليهم الأحلام والأماني العذبة التي تبدو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً..!!*
*أيها الشباب – أيها الجيل – المدنية ليست (ملبس) ؛ المدنية كما عرفها فقهاء القانون الدولي هي (الدولة التي تحافظ على حقوق أفرادها بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية ) – يعني هي دولة المساواة ؛ وليس في ذلك إشارة لشخص الحاكم عسكرياً كان أو مدنياً ؟!!*
*الدولة المدنية لا يمكن أن تحققها أحزاب شمولية ضعيفة البنية هزيلة التكوين ؛ ولا يمكن أن نسمي كل من لبس (الزي المدني) شخصا مدنياً فهناك مدنيون أكثر شمولية من العسكريين ؛ وهناك عسكريين أكثر مدنية من المدنيين – وكل ذلك من خلال ضوابط التعريف أعلاه..!!*
صفوة القول
*ختاما – أيها الشباب – اعلموا أن الأحزاب التي تسيطر الآن خرجت من رحم الكبت والشقاء ؛ وأسست على شفا خطاب الكراهية والبغضاء ؛ فلا تصدعوا رؤوسنا بالهتافات الجوفاء ! فهؤلاء لن يحققوا لكم دولة مدنية حتى يلج الجمل في سم الخياط ؛ لأنهم أكثر استبدادا من العسكر ؛ ولم يذكر لنا التاريخ أن هناك مستبدا قاد بلاده إلى حكم مدني ، فهذا هو المستحيل الذي تنتظرونه ؛ وهذا هو الخيال الذي تتبعونه ؛ والله المستعان.*