زاهر بخيت الفكي يتحدث عن تشكيل شرق السودان قوات مسلحة
في آخرِ لقاء له أمام عشيرته وضع تِرِك عدداً من الشروط للتفاوض معه، أهمها إلغاء مسار الشرق، وحدد فترة زمنية لا تتجاوز العشرة أيام، للتفاوض معه والاستجابة لمطالبه، وإلّا فالشروع في تكوين حكومة الشرق الإقليمية وارد كما ذكر، وإن حدث ذلك فإنّ الأوضاع في الشرق ستشهد سيناريوهاتٍ أخرى بلا شك لن تكون في صالح حكومة الثورة، وستتضاعف بسببها مُعاناة المواطن.
واعلموا أنّ شرارة ثورة الشرق لن تُخمدها تاتشرات الدعم السريع، ولن تحول قوانين الطوارئ بينها والانتشار، والفتق الصغير في الشرق كان بالإمكان رتقه بسهوله قبل أن يتسِع، إن كانت للحكومة القائمة آذان تصغي بها لأهل الحكمة والعقل الراجح، ومُعظم النار من مُستصغر الشرر، فالرجُل لم يحمِل سلاحاً في وجه الدولة، حتى تسعى الدولة لمُحاربته بالقوة لكسر شوكته واخضاعه لشروطها، إنّما استقوى بأهل الأرض البُسطاء الذين لم يُعجبهُم الحال المائل، ولم يُعجبهم قصور الدولة في اصلاحه، فخرجوا مع تِرِك يُهددون بالانسلاخ من سودانٍ لم يُفيدهم الاندماج معه في شئٍ من قبل، ولسان حالهم يُردد في المثلِ العربي جحا أولى بلحم ثوره، ومواردهم كما أشار تِرِك في خطابه هُم أحقّ بها.
نقول للقادة (عسكر ومدنيين) من يحمِل منكم بين جوانحِهِ ذرة حُب لهذا الوطن الجريح أن يذهب فوراً للجلوس(بتواضع) مع أهل الشرق وبقلبٍ مفتوح، وبصيرة تُميّز بين المُمكن والمُستحيل، وأن يتفاوض بعقلانية مع قياداتهم، من أصحاب المكانة العُليا والكلمة المسموعة وسطهم، واتركوا المُماطلة والتسويف، واعلموا أنّ التاخير يصُب في مصلحة الحمقى عُشاق الخراب والدمار الذين امتهنوا النفخ في كير الصراع، ويعملون بجدٍ واجتهاد في جمع الوقود لنار الخلاف حتى تشتعِل ويتعالى لهيبها ويتطاير شررها، قطعاً لن تترك لنا أخضراً ولا يابسا، إن انطلقت الشرارة وخرجت الأوضاع عن السيطرة.
ويبدو أنّ ضجيج الصراع المحموم على السلطة لن يُمكِّن عُشاق السلطة في الخرطوم من سماع صيحات النُصح، وهتافات العُقلاء من الحادبين على مصلحة الوطن، والذي لن يشهد استقراراً أبداً إن استفحلت أزمة الشرق واستعصى علينا حلها، وللأسف الحرب الكلامية بين قحت والمُكوّن العسكري ما زالت مُدورة، وكُل طرف فيهما يسعى للانتصار على الآخر، وليذهب الشرق وأهله وجميع أهل السودان إلى الجحيم، والشرق يا ساستنا بموقعه المُميز هو السبب الرئيس في تكالُب دول العالم الكُبرى على السودان لو كُنتُم تعلمون، فلا تُقدموه لهم على طبقٍ من ذهب، والتفاوض مع تِرِك ورفاقه اليوم فيه مساحة للتفاهم، والاتفاق معه ممكناً إن خلُصت النوايا وتوفّرت الجدية.
قبل أن يكتمِل المقال جاءتنا الوسائط بفيديو من الشرق يهتُف فيه أصحابه بفرح شديد، ومصدر الفرح هو تكوينهم لقواتهم (المُسلحة) والتي أوكلوا أمرها لفريق يُدعى ضرار، لحماية كيانهم والاستقواء به غدا.
ربنا يلطُف يالسودان وأهله.