ابراهيم عربي يكتب .. (الكردافة) النية زاملة سيدها
إستقال الدكتور الأنصاري ولكن هل بذلك وضعت الحرب أوزارها ، وإنتهت معركة (حرب الضرائر) المفتعلة في شمال كردفان بين ثلاثتهم (الوالي خالد مصطفي ومدير عام الصحة والتنمية الاجتماعية الدكتور بدر الدين كرشوم ومدير التأمين الصحي الدكتور إبراهيم الإنصاري ..؟!) .
هل إنتهت تلكم الحرب البائسة التي أقعدت الولاية وأدت لإنهيار مشروعات نفير النهضة التنموية والخدمية لا سيما الصحية والمجتمعية والتي انعسكت سلبا علي حياة المواطن ؟! أم أن نار المعركة لازالت مستعرة وأن عملية تصفية الحسابات مستمرة لمرحلة كسر العضم ..؟!.
علي كل لم تخسر شمال كردفان بل كسبت الدكتور – صيدلي إبراهيم الأنصاري مدير التأمين الصحي بالولاية الذي غادرها سفيرا للكردافة ليتقلد إدارة الحالات المحولة برئاسة الصندوق القومي للتأمين الصحي ، وكسبت أيضا الدكتور – صيدلي الصافي آدم مديرا للتأمين الصحي بالولاية خلفا للأنصاري الذي خلفه بالمركز نسأل الله لهما التوفيق والسداد ، ونحسب أن العمل العام في الأصل تكليف وليس تشريف لا سيما خدمة مثل التأمين الصحي والتي تتعلق بخدمة المجتمع ، ونحن نقول للجميع (النية زاملة سيدها) ونتشبث بالآية الكريمة (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) .
أعتقد أن إدارة الدكتور بشير الماحي بالصندوق القومي للتأمين الصحي قد نجحت في معالجة الأمر بصورة جيدة ، فيها نوعا من الحكمة والتريث وضبط النفس والتعقل وقد أنصفت كافة الأطراف وبالتالي أعتقد ذلك يصب في مصلحة المواطن ودفع عجلة التامين الصحي إلي الأمام والمحافظة علي كوادره في ظل سياسة المكر والحفر والدفن والكيد السياسي وتصاعد موجة الصراعات وتقاطعات المصالح والتي أصبحت واقعا بين الثوار ولصوص الثورة (تسعة طويلة) أو إن شئت قل (أربعة طويلة) والتي بالطبع ليست في مصلحة الوطن وليس المواطن !.
غادر الدكتور إبراهيم الأنصاري منصبه في شمال كردفان عقب أكثر من (عشرين) شهرا قضاها الرجل مديرا للتأمين الصحي مواصلة لجهود من سبقوه من زملائه الأعلام الدكتور وائل والدكتور أبو العز والدكتور خطاب وغيرهم من الكوادر التي يشار إليهم بالبنان والدكتور عبد الله فكي الذي إختطفته المملكة العربية السعودية وهو أشهر من مروا علي الولاية وزيرا للصحة والتنمية الإجتماعية متخصص في إدارة النظم الصحية وهو أيضا أحد الكوادر التي يعتز بها التأمين الصحي حيث له الفضل في تطوير إدارة الخدمات الطبية بالمركز .
وما يحسب للدكتور الأنصاري أنه إبتدع فكرة الإدارة الجوالة لبسط الخدمة بالريف والمناطق النائية وكانت آخر زياراته لمحليتي ام روابة والرهد حيث وصل أطرافها البعيدة في الميعة بشركيلا وود عشانا وغيرها وقف متفقدا الخدمة ومتلمسا المشاكل والمعوقات لأجل توفير وتطوير الخدمة الطبية فوجدت جميعها إشادة المجتمع هناك وقد تمددت التغطية السكانية فوصلت 99.2% من المستهدفين من سكان شمال كردفان بينما شملت التغطية الطبية (203) مرفق صحي بمحليات الولاية المختلفة .
وبالتالي يتوقع أن يتسلم الدكتور الصافي آدم مهام عمله نهاية الإسبوع الجاري مديرا للتأمين الصحي في شمال كردفان وسط أهله وهو إبن كردفان الكبرى حيث ترعرع في أبو جبيهة وعمل بجنوب كردفان مديرا للتأمين الصحي قبل أن يتقلد إدارة الحالات المحولة بالمركز والتي أيضا لها مشاكلها ومعوقاتها المفتعلة من قبل ولاية الخرطوم في إطار الصراع القديم المأزوم بين (الصحة والتأمين الصحي) ، وبالطبع ليس الدكتور بغريب علي شمال كردفان التي خبر مداخلها ومخارجها ، ونأمل له أن ينجح في عمله بعيدا عن هذه المياه الآثنة (حرب الضرائر) وهو بالطبع ليس طرفا فيها ..!.
ولكن ما نرجوه أن يكرب الوالي خالد مصطفي قاشو ويقف عدل بمسؤولية لوضع الأمور في نصابها الصحيح وأن يتعاون الدكتور كرشوم مع الدكتور الصافي لأجل تقديم أفضل الخدمات الطبية والعلاجية لإنسان الولاية وأن يتم حسم أمر الأموال المخصصة لمقابلة الخدمات العلاجية المجانية للأطفال دون سن الخامسة بصورة هارموني وبل الإفراج عن أموال الدعم الإجتماعي المخصصة لتلبية حاجة الشرائح الضعيفة الطبية ، ونأمل ألا تكون قد ذهبت ضمن نثريات (العريشة) والتي أصبحت تلوكها الألسن بسوء وقالوا إنها أصبحت ملاذا للمتردية والنطيحة وما أكل السبع وبل منبرا للشائعات والعطالة وحياكة الدسائس والمكائد والمؤامرات .
وليس ذلك فحسب بل نأمل الوصول معا لمعالجات وحلول مرضية مع الأطباء (ولادة الهنا) كما سماهم أحمد هارون وبل مع كافة الكوادر الطبية لأجل تقديم أفضل الخدمات لإنسان شمال كردفان ونؤكد بأن النية زاملة سيدها !.
الرادار … الثلاثاء الخامس من إكتوبر 2021 .