ياسر زين العابدين المحامي يكتب.. بيع الماء بحارة السقايين
عندما كانت حمي الشعارات ما بين تسقط بس وتقعد بس…
لم يك من يقود خط السقوط له أجابة
لما بعده…
أذن هو القفز بالظلام بغباء مفرط…
كانت الأجابات مبهمة ومعممة…
بغمرة الحماس وكره الانقاذ..
سخرنا من الأجابة المنطقية اعتبرناها محض هراء…
كنا نحلم بذهابها مهما يك من أمر ولو البديل الجحيم…
لم نسأل أسئلة كان ينبغي طرحها…
هل من يقود الحراك يملك برامج لما بعد السقوط…
أم الشعارات فضفاضة جوفاء فارغة المحتوي والمضمون…
هل الثورة مطلبها الديمقراطية وبعض
ما يهرف به العامة دون علم…
بكل ما يلهج ويعد به ذوي الغرض من
وعود بمثابة العدم…
أم تهدف لتحسين المعاش…. لكن بعد عامين ونيف… الثورة…
لم تترجم أهدافها بمستويات معيشية
أفضل…
وبحس متجدد بالكرامة والعزة…
لم يتم الألتفات للأقتصاد ولا العدالة الأجتماعية…
لم نحس بالسلام والأمن والانسجام…
فما هتف به الشعب بات بحكم العدم
فلا أمل…
بانت فجوة بينه وحاكميه…
فما دفعه للرفض وللثورة…
تحسين المعاش والحرية والسلام ثم
العدالة…
مطالب رئيسة ذرتها الرياح…
بالأمس خرج لكأنه يكفر عن ذنبه…
البلاد تسير نحو هاوية بظل تشظي
ونذر حرب تلوح…
بأنقسام سياسي واجتماعي وأنسداد بالأفق وتراجع بالمستويات…
مع محاولات بعضهم للاستئثار علي مفاصل السلطة في الدولة…
تسابق ومحاصصة مقيتة ومؤامرات…
عجز في الأدارة وقصور بالرؤية…
أقتتال تدور رحاه نتاجه سالت دماء
غزيرة وعزيزة…
شعر الثوار بأن الثورة سرقت منهم…
فأهدافها صارت يافطة عامة…
تنضوي تحتها قضايا يريد الاطراف أن تمر عبرها أجنداتهم…
تشابكت الأهداف الأصلية..تناقضت…
مناقشات ومكايدات بكيد لئيم…
مطلوب حكومة تمثل أشواق وأهداف
الثورة تمثل كل السودانيين…
تحافظ علي الوحدة والسلام…
فمن لا يملك خطة يدمر الوطن…
فليذهب فقد شبعنا خيبات…
هل نحن في الطريق السليم…
الأجابة تكمن بصورة جلية في ما يدور الان أمام ناظرينا…
قفز بالظلام ونذر حرب أهلية تلوح بأرجاء الوطن…
خلافات قبلية تضرب بعميق…
الموت سمبلة هنا وهناك….
كان قصدهم المستتر أبهة السلطة
وبريقها وزيفها…
و بيع الوهم للشعب…
لا يمكن بيع الماء بحارة السقايين لكن شربنا المقلب…
(الله غالب)