من مخازي البلد أن الحاكم العام (فولكر ) كما يسميه السودانيون يستعد لتقديم التقرير الذي أعده بعلم رئيس الوزراء عبدالله حمدوك حول الأوضاع في السودان إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة .. في النهاية أن التقرير يكشف حقيقة واحدة أن رئيس الوزراء يشتكي حال وطنه للأمم المتحدة ويطلب المدد .. يحكي التأريخ الموثق أن الأزمة الدستورية التي شهدها السودان نهاية الستينيات سببها .. الحزبين ( الأمة والإتحادي) .. بحسب روايات سياسيين أن الأنصار قرروا وقتها أن يتسلحوا من إثيوبيا والاتحادي إتفق مع مصر علي خطة تسليح وإستلام سلاح وكادت البلاد تدخل في حرب أهلية ـ محمد أحمد المحجوب إستعجلهم و قطع الطريق أمام الجميع حتي لا يتدمر الوطن حين ذهب الي جمال عبدالناصر وسلمه وثائق تاريخية تثبت تورط زعيم طائفي كبير مع المخابرات البريطانية ـ وحرض المحجوب عبدالناصر للتحرك وقطع الطريق أمام الأحزاب الطائفية حتي لا تحرق السودان وحينها لن تسلم مصر ـ تقول الرواية أن المحجوب ذكر لـ عبدالناصر بالنص : إذا لم تتحركوا فإن الأحزاب الطائفية سوف تشعل لكم حربا أهلية في السودان ـ فتحرك عبدالناصر ودعم تحالف الشيوعيين والضباط الأحرار والبعثيين الذين كانوا يقفون خلف إنقلاب نميري في 25 مايو 1969، حيث أستولى الضباط الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم متوحدين إسم ( حركة الضباط الأحرار ) على السلطة في السودان وبدأ عهد جعفر النميري بكل سوءاته وخيباته وإيجابياته .. كان في قلب المؤامرة التي نفذت الإنقلاب تسعة ضباط بقيادة العقيد جعفر النميري، المتورطين في مؤامرات ضد نظام إبراهيم عبود .. إستبق انقلاب النميري مؤامرات الجماعات الأخرى، وهي كانت متفرقة وغير متوحدة وكانت تضم في معظمها فصائل الجيش المدعومة من الحزب الشيوعي السوداني، أو القوميين العرب، أو الجماعات الدينية المحافظة .. كل الذي فعلته مصر أنها وحدت البعثيين والشيوعيين والضباط الاحرار في تحالف واحد نفذ الإنقلاب الذي بُرِّرَ على أساس أن السياسيين المدنيين شلوا عملية صنع القرار ، وفشلوا في التعامل مع مشاكل البلاد الاقتصادية والإقليمية، وتركوا السودان دون دستور دائم وكانوا محقين في ذلك .. ولأن الإنقلاب جمع متناقضات سياسية وفكرية لا رابط يوحدها ولا يهمهم مصلحة الوطن بقدرما تهمهم مصالح تياراتهم السياسية والفكرية فسرعان ما نفض الشيوعي يده وبدأ يتآمر سرا علي التحالف والسعي لفرتقته بكل السبل وتآمروا علي نميري بعدد من الانقلابات أبرزها إنقلاب هاشم العطا وبسببه قضي النميري علي الشيوعيون وسحلهم .. إذن جذور الأزمة السودانية تكمن في الشخصية السودانية وطريقة تعاطيها مع قضايا الوطن وأن الأحزاب السياسية هي التي تستدعي الأجنبي للتدخل والجيش إلي الإستيلاء علي السلطة بدواعي ومبررات مختلفة ..