علي يوسف تبيدي يكتب.. تعقيدات الاعلان السياسي الجديد

0

 

مازالت الساحة السودانية تنتظر ملامح الاعلان السياسي الجديد الذي يعالج العديد من المسالب والقصور في الاتفاق الثنائي بين البرهان وحمدوك وذلك يتماشى مع ايقاع التطورات المتسارعه التي تحدد مسار توجه الفترة الانتقالية على الطريق الصحيح الذي يكفل انطلاقة سياسية معافاة من التشاكس والخلافات والعراقيل في المشهد السياسي.

كل طرف في الكتل السياسية والسلطويه يغني ليلاه ويحاول تبني خطوط وتصورات تحقق له أهدافه ومراميه، فالشاهد أن العسكر يحاولون النجاة من العقوبات الغربية المتوقعه والافلات من ويلات التحركات الشعبية الكاسحه وتهدئة نفوس الغاضبين حتى تتحقق ملامح الانتقال في سلام وفي الذهن أن لهم اجندتهم الموجودة في صندوق مغلق، ومن ناحيه الدكتور حمدوك يطمح في مواصلة سياسته وبرامجه التي وضعها قبل انقلاب ٢٥اكتوبر والتأكيد على سلامة عودته للسلطة مرة أخرى بالاتفاق مع البرهان فضلا عن نيته بدخول دفتر التاريخ من أوسع أبوابه، اما جماعة الميثاق الوطني التي تشمل الحركات الدارفوريه ومسار الوسط فإن هدفهم الواضح تقنين المكاسب التي تحصلوا عليها من اتفاق جوبا للسلام ومحاولة تجسيد بنوده في الاعلان السياسي المرتقب وفيما تريد لجان المقاومة أن تجد لها مؤطي قدم في الخارطة السياسية من خلال الإعلان الجديد وهي ترى نفسها بأنها تجاوزت المكونات السياسية ولاتحبذ أن تكون مقطورة لأي فصيل اوجماعه سياسية.

واما قوي الحرية الحاضنة السياسية القديمة فهم في وضع لايحسد عليه لقد خسروا السلطة والصولجان خاصة الاحزاب التي كانت في الحكم غداة الانقلاب فهؤلاء يحتاجون الي دراسة أوضاعهم أما مواصلة الحرب على البرهان أو انتظار مصالحه وطنيه شاملة.

لا بد من القول بأن موقف حمدوك في تحدي كبير كيف يكون حكومته وكيف تكون مقبوله من الشارع والعسكر وكيف يعمل على انحسار تيار المواكب التي صارت تكن له العداء إسوة مع العسكر.

الاعلان السياسي المرتقب يواجه اشكاليات القبول في بحيرة شعبية وسياسية متمردة يصعب ترويضها في اتجاه التهدئه.

غياب ألحاضنه السياسية والمرجعيه في الاعلان الجديد سلاح ذو حدين إما هي مساله صحيه أو وضع متأزم.

مهما يكن بأن التخمين الصحيح حول رسم الأحوال في المستقبل من خلال افرازات الاعلان السياسي تبدو مساله عصيه على كل التوقعات المامونه.

اترك رد