تصاعدت وتيرة القتل والسلب والنهب والصراع المسلح بين المزارعين والرعاة لدرجة مزعجة طالتهم في أنفسهم وممتلكاتهم ، تماما كما تصاعدت معها التفلتات الأمنية المسلحة جنوب خور أبوحبل بالمناطق الغربية بوحدة شركيلا الإدارية في محلية أم روابة ومناطق ريفي محلية الرهد في ولاية شمال كردفان بصورة مقلقة تعيد للذاكرة سيناريو أزمة دارفور ، فلابد من الجميع الحيطة والحذر وتضافر الجهود ورفع الهمة والإستعداد لوأدها قبل فوات الأوان ..!.
المراقب يلحظ تدهور الأوضاع الأمنية في منطقة جنوب خور أبوحبل بصورة مزعجة تدعو للقلق طالت مناطق ميكحاية والزعفايات وأم بايات ومناطق مشروع خور أبو حبل وغيرها صراعا مسلحا بين الرعاة والمزارعين بسبب التعديات علي المزارع والبلدات ، تطور للأسف لإصطفاف قبلي لإنتاج أزمة دخيلة علي المنطقة تستهدف الإثنيات المستقرة وغيرها .
ولذلك نحذر الحكومة بشدة والمسؤولون والأعيان والإدارة الأهلية بالمنطقة من إندلاع حروب قبلية بسبب هذه التعديات من قبل الرعاة البقارة خاصة الوافدين والعابرين للحدود من والي ولاية جنوب كردفان ، وللأسف تطورت الإستفزازات لممارسة أبشع الجرائم اللا أخلاقية واللا إنسانية وإنتشار العادات الهدامة الدخيلة علي إنسان المنطقة المسالم المحافظ ، علاوة علي تكرار عمليات النهب المسلح والسلب والسرقات والقتل المتعمد لأتفه الأسباب ، وإنتشار تجارة السلاح والذخائر والمخدرات بأنواعها المتعددة .
المشكلة لازالت متصاعدة في تطوراتها بصورة سيئة وأصبحت تحمل تماما في داخلها جينات أحداث دارفور ، وربما من خلفها أجندة خفية ماكرة تسهتدف المنطقة وإنسانها ، وبل تهدف لتشريد الأهالي وتنزيح المواطنين بهذه المناطق بعيدا وإخلاء المنطقة من السكان ، وبلا شك أن وجود مثل هؤلاء الرعاة في هذه المناطق غير المخصصة للرعي ولا لإستقرارهم اكبر مهدد للأمن والإستقرار ، لا سيما وأن بعضها مجرد طرق للمراحيل كل ذلك مؤشر لمزيد من التأزم ، وإذ يتخوف المواطنون أن تقود هذه الحالات لنشوب حروب قبلية تفتك بالمنطقة وتطال الجميع ، والخوف أن تنتشر وتتسع دائرتها وتخرج عن السيطرة .
مع الأسف أن كافة الأحداث الأمنية بالمنطقة دخيلة من محليات التوأم جنوب كردفان المتاخمة والتي تعيش ظروفا إستثنائية ، أدت لتردي الأوضاع الأمنية في ريفي محلية أم روابة مثلما شهدت أحداثها منطقة ميكحاية من جرائم تعديات علي الزراعة أدت لقتل بصورة بشعة وسلب ونهب مسلح طالت المواطنين في أنفسهم وممتلكاتهم تماما كما طالت مناطق مشروع أبوحبل الزراعي بكل من مناطق السميح والله كريم والإضيات وأم بايات وغيرها ، وبل طالت جرائمها أيضا بعض الأحياء السكنية داخل مدينة أم روابة والرهد وغيرها في ظل غياب الأمن وتقاعس الحكومة بآلياتها المختلفة عن أداء دورها .
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة أين حكومة الولاية وأين لجان الأمن بالولاية والمحليات مما يحدث ؟!، أعتقد لابد من متابعة قرارات لجان الأمن بالولاية والمحليتين (ام روابة ، والرهد) وتنفيذها لا سيما الخاصة بازالة الفرقان المنتشرة علي إمتداد غابات أراضي القري الواقعة بمشروع أبو حبل الزراعي وغيرها من المناطق الزراعية من غابات وأراضي زراعية الرملية (القوز) وأراضي المشروع الطينية أيضا .
من جانبنا نطالب الحكومة بالولاية ببسط هيبة الدولة وإحكام سلطة القانون ، كما نطالب الإدارة الأهلية ألا تسمح بوجود مثل هذه الجماعات وتلك الظواهر السالبة كما علي السلطات دمج الفرقان ضمن القري من حولها وإلا طردها بعيدا خارج المنطقة ، وعليها أن تأخذ تهديدات شباب هذه المناطق مأخذ الجد قبل أن تندلع كارثة لا يحمد عقباها ، وبالطبع نحذر هنا بشدة من أن يصبح مصير المنطقة لا سيما محليتي أم روابة والرهد مصير دارفور حرب قبلية وجهوية وعنصرية تقضي علي الأخضر واليابس .
فلا بد من بسط هيبة الدولة وإحكام سلطة القانون لتحقيق الأمن والسلام المجتمعي والتعايش السلمي ، والأمن المائي والغذائي ، لاسيما وأن المنطقة تعتمد عليها الولاية في ذلك ، أدركوا أمن محليتي (الرهد وأم روابة) قبل فوات الأوان ! (ألهم هل بلغت فاشهد) .
السابق بوست