★ *أولاً:* أهم مؤشر للتظاهرة القوية لآلاف من أهل السودان ..أو ماعرفوا ب (سودانيون من أجل السيادة الوطنية) رافضين تدخل البعثة الأممية السياسية بالخرطوم ورئيسها فولكر بيرتس في الشأن الداخلي هو اختيار يوم امس الذي يصادف (26 يناير) .. كل الغرب الاوربي وكذلك الأمريكي يحفظ مرارة تاريخ 26 يناير 1885م .. عندما حرر القائد العام لقوات وجيوش الثورة المهدية عبد الرحمن النجومي الخرطوم من قبضة المستعمر .. وقطعوا رأس ممثل ملكة بريطانيا تشارلز غردون.. بالتالي اختيار (26 يناير) رسالة قاسية العبارات للخارج بأن كفوا عن التدخل في الشأن السوداني..
★ *ثانياً:* التظاهرة بمثابة إنذار لبعض السفارات بالخرطوم فيما يلي مسألة التدخل في الشأن السوداني.. وبالطبع تشمل الدول الشقيقة التي سارعت بمباركة المبادرة الاممية.
★ *ثالثاً:* حملت التظاهرة كذلك رسالة للداخل وفي مقدمتهم (قحت) التي جاءت بفولكر عبر رئيس الوزراء ..بأن هناك شارع ثاني يطرق على قضايا قومية .. تهم كل اهل السودان ومستعد للدفاع عنها.. وهو الأمر الذي ظل غائبٱ عن الأذهان طيلة الثلاثة سنوات المنصرمة.
★ *رابعاً:* الحدث ضربة قوية لقحت .. ففي حال قطعت بأن التظاهرة إسلامية بالكامل .. تكون اعترفت بقوة الحركة الاسلامية وفي ذات الوقت بفشلها الذريع في (دوس أي كوز) رغم الظلم والزج في المعتقلات والسجون وحملات التشوية والتضييق التي مارستها عبر لجنة (إزالة التمكين).
★ *خامساً:* حال رأت قحت أو المكون العسكري أن المتظاهرين ليسوا الإسلاميين وحدهم .. هذا يعني أن الأغلبية الصامتة قالت كلمتها .. خاصة وأنهم لم يطالبوا بسقوط قحت أو العسكريين – وإن كان ذلك هو الهدف غير المعلن.
★ *سادساً* كان لافتٱ سلمية التظاهرة مع أن تاريخ (26 يناير) يجعل كل غربي أوربي أو أمريكي يتحسس عنقه .. حيث لم تشهد عنفٱ ولو لفظيٱ كما ظل يصاحب التظاهرات .. ولم تكن هناك أي محاولات لاقتحام مقر بعثة (يونيتامس).. ذلك أن كثيرٱ مااثار الغرب حفيظة المسلمين بشكل عام .. مثل انتاجه الفيلم المسئ للنبي الكريم في 2012.. وبسببه اقتحم سودانيين السفارة الألمانية بالخرطوم وانزلوا علمها ورفعوا علم اسود مكتوب عليه (الشهادتين) .. اضطرت بعدها السفارة للانتقال إلى مقر اخر.. وكذلك تظاهروا أمام السفارتين البريطانية والأمريكية .. وقتل مواطنٱ بالقرب من مقر الأخيرة.
★ *سابعاً:* التنظيم الدقيق للتظاهرة والنجاح منقطع النظير الذي حظيت به يدل على القدرة الفائقة للإسلاميين وأخرين على امتلاك زمام المبادرة .. والقدرة على الفعل وتغيير الموازين.. خاصة وان شوارع رئيسة تؤدي إلى مكان التظاهرة بحي المنشية (الجريف غرب) شهدت عمليات (تتريس).. ومع ذلك تغلبت الآلاف على الصعاب وحققت هدفها.. من عوامل النجاح وقوف المنظمين على أدق التفاصيل مثل كتابة لافتات منددة بالبعثة الأممية باللغات العربية والإنجليزية والألمانية ،(اللغة الأم لفولكر)
★ *ثامناً:* أكدت الفعالية امتلاك الإسلاميين وأخرين خطة (ب) والخاصة بتغيير بوصلة المشهد السياسي .. وقد اقترب فولكر من إكمال عامه الأول بين ظهرانينا (وصل البلاد 2 فبراير 2021).. ولم يتم التحرك ضده والمطالبة بطرده الا بعد الشعور بتدخله.. وكما قال القيادي المعروف د. أمين حسن عمر (هي رسالة لفولكر وغوتيرش والسفراء تقول إنه يجب التمييز إن لم يحترموا حكومتنا فليحترموا شعبنا).. أو كما قال د. عثمان الكباشي للحشود (جئتم اليوم لتقولوا أن الحل سوداني، ولن تجرب فينا التجارب الفاشله، كاليمن وسوريا والعراق، وغيرها).
★ *تاسعاً:* مخطئ من يظن أن حشود الأمس داعمه للعسكريين .. بل بالعكس هي محرجة بالنسبة إليهم .. لسببين الأول أن نشاط فولكر يقابل برضا من القوات النظامية (ولو ظاهريٱ) .. كما أن مبادرته حظيت بترحيب العسكريين.. السبب الثاني أن تأمين البعثة الأممية سيؤرقها بعد يوم أمس.
★ *عاشراً:* وضع المتظاهرين رسالة في بريد شباب لمتاريس .. عندما قاموا عقب نهاية البرنامج بتنظيف الشارع وإعادة تركيب (الانترلوك) بالمنطقة.. كما أنهم لم يدخلوا في صدام مع الشرطة.
★ *ً:أحد عشر* غضبة (26 يناير) يمكن أن تكون نواة لتأسيس جبهة وطنية عريضة.. وفي هذاهذة الحالة سيكون الفيصل الصناديق الانتخابية لا اغلاق الطرق (الرئيسية).