تعلن شركـــة جياد للجرارات والمعدات الزراعيــة عن توفر عرض للبيع بالاقساط المباشر ( من داخل الشركــــة ) وذلك لمنتج لمامــة الأعلاف . ينتهي العرض يوم 20 – فبراير- 2022 م
سارع بالحجز والشراء قبل نفاذ الكميـــة … إنتهي .. الإعلان أعلاه وصلني عبر رسالــة عشوائيــة علي تلفوني فأوجد في نفسي حسرات جملــة وعتاب نفسي كبير كإعلامي إذ أننا لم نعط (شركـة جياد) كمنتج وطني حقــه في التسويق والعرض والترويج بل أنها خلال السنوات الإنتقاليـة الثلاثة التي مضت دخلت ضمن مكر السياســة حيث نظر لها كثير من القحاتــة في المرحلة الأولي بالشكل الظاهري لا الجوهري الباطني و الخفي إعتقادا منهم أنها من رسوخ الفعل السياسي المغاضب والمعاكس لهم لا أكثر .. وحتي عندما زارها وزير الصناعة ابراهيم الشيخ وتحدث عنها بصورة إيجابية ونطق بما رأي وسمع فقد إنتاشته سهام الحرية والتغيير بالنقد ووصوفوه بالتماهي مع الكيزان .. ولم يفكر أكثرهم إيجابية أن التاريخ سوف يحاسبهم علي قصر النظر وهذا التقصير .. وقبل خمسة سنوات وقفت علي تجربــة صناعيـــة ضخمة في أثيوبيا مماثلــة لتجربــة شركة جياد المدهشـــة وعندما سألت عن مرجعيــة فكرة هذا المشروع الصناعي فقالوا لي أن الفكرة وبدايـة التجربــة الحقيقيــة كانت من السودان حتي أن شركة جياد قد أهدت الحكومة الأثيوبية وقتها مجموعة سيارات كنماذج تشجيعيــة لهم فإقتنعت الحكومة الإثيوبية بقيادة ملس زناوي بالفكرة وتم توقيع شراكــة إستراتيجيـة بين الجانب الإثيوبي و شركة جياد السودانيــة أثمرت علي نقل التجربــة وإنطلقت إثيوبيــا في هذا المجال بقوة الصاروخ بينما أن التغيير الذي جري بالسودان بعد 10 أبريل 2019م قد أحدث تحجيما في مرحلتــه الأولي لشركة جياد العملاقــة التي تقع في منطقة الجديد في منطقة الجديد الثورة و تحتل مساحة 15 كيلو متر مربع إذا لم يأخذها بحقها وحجمها الإقتصادي وهي تحتوى على 3 قطاعات رئيسيــة هي : قطاع الصناعات المعدنيـــة ، قطاع صناعات السيارات و الشاحنات و التراكتورات و القطاع الإدارى وفيها مصنع الحديد و الصلب طاقتـــه الإنتاجيـــة 150 ألف طن في العام من حديد التسليح، زوى، سيخ، خوص ويغطى 75% من حاجـة البلاد الرئيسيــة .. وإمتدت الأفكار السودانيـــة لتؤسس جياد مصنع الألمنيوم الذي طاقتــه الانتاجيــة 4500 طن سنوياً من أسلاك كوابل الألمنيوم الكهربائيـــة و قطاعات الألمونيــوم المستخدمــة في تصنيع الأبواب و الشبابيك و الفواصل .. بالإضافة إلي مصنع النحاس الذي طاقتــه الإنتاجية 3 آلاف طن سنويا من أسلاك كوابل النحاس والقضبان والشرائح .. فضلا عن مصنع الكوابل الذي طاقتــه الإنتاجيــة 4500 طن سنويا من موصلات الألمنيوم و3000 من موصلات النحاس وينتج كذلك كوابـل مصنع التحكم والكوابل وأسلاك التوصيلات إضافة لكوابل التلفونات .. أما القطاع الأضخم والذي يمثل فخر العقل و الإنتاج السوداني المتقدم فهو قطاع المتحركات الذي يتكون من عدة ورش للكبس وتصنيع هياكل الشاسيهات إلي جانب ورش تصنيع المتحركات وورش الطلاء والبوهيــات .. إن الملمح الأبرز في تجربــة جياد الصناعيـــة هو محور خط التجميع الذي يضم 6 خطوط للتجميع أبرزها تجميع تراكتورات ماسي وفيرجسون وألمتراك فضلا علي تجميع 3 أنواع من شاحنات الرينو الفرنسيــة وتجميع بصات المدينة السفرية وخط تجميع عربات الصالون سوناتا ورينو الفرنسية وأكسنت وهونداي الكوريــة التي تضم الشاحنات الصغيرة إثنين ونصف طن وتبلغ الطاقة الانتاجيــة لكل الخطوط الانتاجيــة اكثر من 15 الف وحدة من التراكتورات والبصات والحافلات والبكاسي ومختلف انواع الشاحنات .. هذا بخلاف القدرات الوطنيــة التي تقوم بها شركــة جياد والمتمثلــة في
الصناعات العسكريـة والدفاعيــة والمتحركات العسكرية التي تتطلب أنواع ومميزات خاصــة من القوة والمتانــة وأخيرا أدخلت شركــة جياد مطاحن الغلال وفي تقديري أن جياد مؤسسة وطنيــة بإمكانها سترت عورة الوطن مثلها شركــة زادنا .. وهذه النهضــة التي تمثلها شركة جياد بشركاتها المختلفــة أكيد خلفها عقليات وقطاع إداري مقتدر وفاعل وصبور علي التحديات الاقتصادية التي يتعرض لها الوطن وهذه التحديات بدورها لديها تأثيرات علي مجمل القطاعات الإنتاجيــة بالبلاد سوا كانت زراعـــة بشقيها النباتي والحيواني أو صناعي وهو ما يتطلب مرونــة في السياسات والتخطيط والتعامل مع كل الفئات والشركات المتعاملـــة مع مجموعــة شركات جياد التي تعتبر شركات وطنيــة همها الأول غير التربح رغم أنه مطلوب ومهم لكنها تهدف الي التشجيع ورفع عجلــة الإنتاج بالبلاد .. والمرونـة وحسن التعامل والتدبير لا تعني التساهل والتهاون الذي يؤثر علي الشركـة ويضعفها ويضعضعها فجميعنا يستوجب عليه إعلاء قيمـة المنتج الوطني وفي شتي المجالات والإعلام عليه أن يتقدم الصفوف ويكون في مقدمــة المؤسسات التي عليها العبئ الكبير في تسويق كل ذلك وصناعــة الذهنيــة الموجبــة .. إن مجموعــة جياد الصناعيــة كفكرة هي فخرنا وبإمكانها أن تجعل العقل السوداني ينفتح علي جميع تجارب العالم الصناعيـــة الناجحة عن طريق التعاقدات والشراكات مع كبري الشركات العالميــة سوا كانت الأوربيـــة أو الأسويـــة لنقل التقانــة الصناعيــة والأفكار الناجحـــة خاصة أن السودان به كتلـــة بشريــة كبيرة من العمالــة وفاعلـــة وفوق هذا كلــه إن السودان به معظم الخام الصناعي من المعادن النادرة والحديد وغيره وهي غير متوفرة في بقية أنحاء العالم إضافة إلي موقعــة الجغرافي الوسطي المتميز وهو ما يمكن أن يجعلـــه قبلـــة لكل الصناعات العالميـــة والشركات العالميـــة.