إسحق احمد فضل الله يكتب.. و_الآن_الخوف_من_عدم_الخوف

اخر الليل

0

بشير..

نعم … إضراب عن الطعام يقوم به قادة قحت المعتقلون ..

و إضراب عن الطعام قام به من قبل قادة الوطني المعتقلون …

و الفرق الصغير هو أن قادة الوطني المعتقلين يعلنون الإضراب عن الطعام لأنهم يطلبون تقديمهم للمحاكمة

و أن قادة قحت المعتقلين يعلنون الإضراب عن الطعام حتي (لا) يُقدَّمون للمحاكمة

( فهناك تسعون قضية جنائية تقترب …. )

………

و بشير يقول

: ألا توجد لقحت حسنة واحدة تذكرها ؟

و الجواب …. نعم …

فقحت أعظم ما فعلته هو أنها أعادت الحياة للمؤتمر الوطني

فالوطني كان قد نُخر من الداخل منذ ۲۰۰۵م …

و كان به من هدمه و إعادة بنائه .

و قحت هدمته … حين جاءت .

و قحت تعيد بنائه الآن بالمحاكمات …

………..

فقحت إندفاعها المجنون ضد السودان و ضد المواطن كان شيئاً يجعل كل أحد ينتبه …

و أهل الوطني ينتبهون … و يعرفون ما سوف يقع … و المعرفة هذه تعيد تجميع الوطني .

و الأن ما يعيد بناء و تجمع الوطني هو تكتل المحامين الضخم …. الضخم جداً الذي يدير الدفاع عن قادة الوطني و ينجح في تحويل المحاكمات إلى شبكة صيد من يتخبط فيها هو قحت ..

و كتلة المحامين الآن هي العلقة و المضغة و العظام و الهيكل الذي يتخلَّق منه المؤتمر الوطني الجديد … و الذي لا يمكن إيقافه و لا يمكن منع ولادته .

………

و أفراح الولادة من يصنعها هو قحت

فالمشاهد الشواهد هي

عودة المفصولين من الخدمة تصبح سيرة و دلوكة في الجامعات … في الشرطة .. في النفط … في القضاء في … في …

و الفرحة العارمة التي يقابلهم بها زملاؤهم فرحة ما يصنعها ليس هو عودة الزملاء .. الفرحة ما يصنعها هو لذة الإنتقام من قحت .

و فرصة لكشف ما في بطن كل أحد تجاه قحت .

هذا يا بشير هو المشهد الصغير مما صنعته قحت .

المشهد الذي يصبح إستفتاء يغني عن كل إستفتاء ..

……..

لكن يا بشير هناك ما يصنع القلق …

القلق الذي تصنعه الدولة ذاتها و عشرين أربعين مائة جهة

قلق مما يهدِّد وجود السودان ذاته .

و الذي يبدأ الآن بدلوكة الشائعات ..

فالشائعة الكاسرة ليست هي ما ينبت في الهواء .

الشائعة الكاسرة هي شيء ينبت من حادث (حقيقي) يعرفه الناس

خبر صغير يتمدَّد ثم يتمدَّد ثم ..

و من الشائعة أن البرهان يطلب إخراج الجهات المسلحة من المدن .

و الفروع بعضها الذي يتمدَّد من الشائعة هذه هو الدعم السريع يرفض .. و بكل ما يعني هذا

و من الشائعات أن التوتر يطلق قوات محمد نور للعمل المسلح

و من الشائعات ترجمة بعض ما يقع/ من العنف /بأنه … بدايات .

و من الشائعات ترجمة عودة حميدتي للظهور بأنه و أنه

………

و من الشائعات أن كل جهة تتحسس الآن عضلاتها .

و أن البرهان حين يجمع الناس أعماله و يطرحونها يجدون أن الرجل يعمل لصالح و ضد كل جهة .

و أنه بهذا يعمل لصالح جهة واحدة هي البرهان …

………

و هكذا يا بشير

ما يجري هو أن المشهد هو الجهة التي تُحاكم قادة الوطني تحاكمهم بتهمة أنهم جاءوا للحكم بإنقلاب و أن الإنقلاب مرفوض .

و أن الديمقراطية وحدها هي الحكم .

و الجهة هذه التي تُحاكِم الوطني بالتهمة هذه إن كانت هي الجيش فإن الجيش الذي جاء بانقلاب يُحاكِم الوطني لأنه جاء بانقلاب

و من يُحاكِم الوطني إن كان هو بقايا قحت التي تدافع عن الديمقراطية فإن قحت ترفض الآن الانتخابات و الديمقراطية .

و إن كان لهذا أو هذا عذر في ما يفعل فإن العذر يُقدَّم أمام القضاء و بالتالي أمام الشعب .

لكن قحت ترفض هذا لأن معرفة ما يجري شيء يطيح بكل ما بقي لها

و ما بقي لقحت ليس هو (المجد) أو الناس .. ما بقي لقحت هو أن تنجو من المحاكمات التي سوف تنزع ما سرقته قحت من الأموال

و ما تتجه إليه من الهروب لخارج السودان.

…..

کل شيء إذن يقترب من الخروج من الغمغم …. ليتنفس .

و قحت إنتهت

و البرهان يجعل مواقفه الغامضة شيئاً يصنع الشائعات المسلَّحة

و الناس تقترب من شيء بعد أن سئمت الإنتظار .. الإنتظار

و الناس يعيدون تشکيل حياتهم … و النشاط الكثيف الآن في كل الجهات نشاط يعني أن العدو و الصليح كلهم يوشك أن يتخطى البرهان و كل القوى المصطرعة و يأخذ الأمر بيده .

و الناس هم الآن جهة هائلة يقودها تخبط هائل ….

و شيء سوف يحدث .

و الله يستر

من يقرأ حديثنا هذا قبل النشر يقول إن المعتقلين من قحت يضربون عن الطعام لأنهم يطلبون أن (يحن) الناس عليهم .

اترك رد