فتح الرحمن يوسف سيد يكتب.. رشدي الجلابي ظاهرة فضحت كثير من سوءاتنا!!
ضجت الميديا في الأونة الأخيرة وتناولت موضوع أحد أبناء الريف الطفل رشدي الجلابي الذي جاء الي الخرطوم لأول مرة وأعلن عن رفضه العودة إلى قريته ١٠مرات.
وتداولت كثير من المواقع والصفحات على الفيسبوك قصة رشدي بنوع من السخرية وصلت حد أن شبههوه بحميدتي الذي أصبح بين ليلة وضحاها ودون مؤهلات نائبا لرئيس مجلس السيادة وفريق أول في الجيش ويحمل دكتوراه فخرية من جامعة الخرطوم.
وبعد أن أعلنت حملة لجمع التبرعات لشراء عربة( توسان) التي حلم بها رشدي وفعلا تم جمع بعض التبرعات علق البعض بأن الظروف دائما تخدم مثل هؤلاء وأنه لا فائدة من الشهادات الجامعية التي سهروا من أجلها السنين.
السيئ في الأمر هي ليست فقط نظرتنا السطحية لهكذا موضوعات ولكن الأسوأ أن رشدي أستغل من قبل البعض للترويج لأنفسهم من خلال الميديا والإعلان عن أعمالهم وأسماء مؤسساتهم حتى متسلقات الفن والموضة دخلن طرفا للترويج لأنفسهن في ظاهرة مقرفة ظاهرها إنساني وباطنها لا علاقة له بالإنسانية.
كان يجب أن نتسائل لماذا يأتي طفل في عمر رشدي الي الخرطوم تاركا أهله ومدرسته؟ كم طفل مثل رشدي ترك الدراسة في الريف وأتى الي الخرطوم هائما في شوارعها
على أمل أن تخدمه الظروف ويجد بعضا ممايحلم به.
كلما أعود وأتأمل التعليقات تتكشف لي معنى كلمة (حسد) وماأكثر الحاسدين ومستكثري النعمة على غيرهم بيننا.
أما آن للائي لوثن أسماعنا بأغاني هابطة وسرقن أضواء المغني الجميل من أهل الفن الحقيقي وجمعن من جيوب المخبولين المليارات ( في نقطه) أن يستخدمن ماحباهن الله به من مال لخدمة مثل رشدي وغيره من أطفال الريف وضواحي الخرطوم ودفعهم لإكمال دراستهم ساعتها لن يجدن ناقدا حتى لو كانت أصواتهن أنكر من صوت الحمير، سيكون أجمل لو أن بنت آفروا والمغنية الدولية تبنيتا تعليم رشدي بدل المتاجرة بشخصه والظهور بمظهر الملائكة.
المتاجرة برشدي يجب أن تلفت انتباهنا تجاه قضايا كثير من الأطفال الذين يعملون في بيوت الموسرين في أحياء الخرطوم المترفة، يجب أن تذكرنا بأطفال الشوارع الذين تتزايد أعدادهم كل يوم.
رشدي بمقولته التي أصبحت مشهورة (مابرجع ١٠مرات) أراد أن يوصل لنا وبذكاء أن الخرطوم تستأثر بكل شئ العمران الجيد والتعليم الجيد والمستشفيات الجيدة ولذلك هو لن يرجع حتى يصبح ريفنا في مستوى حضرنا ومدننا.
وللذين يشتكون من إكتظاظ الخرطوم بأهل الريف مالم يتساوى أهل السودان كلهم في التنمية والخدمات لن يعود رشدي إلى قريته لأن أحلام رشدي وغيره في العيش الكريم أصبحت في الخرطوم.
#ويا ناس الخرطوم وأحزاب الخرطوم حميدتي تاني مابيرجع عشرات.