يس عمر يكتب: حضن حمودي الدافئ

0

ترددت كثيراً أن أكتب عن هذه القصة التي كلفني الحديث عن مثلها في السابق فقدان بعض الأحبة وتشوية السمعة وطالتني بعض الاتهامات التي يعف عنها اللسان ولكنها الرغبة في المحافظة على ما تبقى ما رتق للنسيج الاجتماعي ورهبة من أن تتطور هذه الأزمة وتتفاقم وقد تفاقمت ولولا أن بلغ الأمر مبلغاً يدعو للأسف والأسى والتأسي وتقديم التنازلات وأن تحدث مثل هذه القصة في مجتمع عرف بالدين والتدين والأخلاق فهو نذير شؤم وخطر يهدد الأمن القومي ويهتك بالنسيج الاجتماعي.

في السياق القرآني وهذا دأبه على الدوام قال الله تعالى : “ولا تقربوا الزنا” ولم يقل : “ولا تزنوا” لأن ممارسة الفاحشة لها سوابق ومقدمات وغمزات وضحكات تتبعها تبعات تبدأ هذه المقدمات بالمصافحة التي حرمها الله للأجانب، ثم الكلمة والأخرى حتى تصل في بعض الوقت إلى نزول المكحل في المبرد وتنتقل الأزمة ونشوة الثواني المعدودات إلى أزمة أسرتين قد يضطر بأسرة الضحية أن ترحل من المدينة التي امتلكوا فيها بيتا بعد أيام نحسات وقد يضطر أخوة البت إلى ترك وظائفهم في ذلك الحي وتلك المنطقة ثم الهجرة إلى أرض الله الواسعة فضلا إن لم تراق فيها دماء نفوس بريئة بين الطرفين.

هذه الجريمة الشنيعة (متعددة الأضرار) حيث يولد مولود لا يستطيع التعايش مع المجتمع وتواجهه أزمة النسب والزواج إن لم يتحول إلى مجرم يضر بنفسه في المقام الأول وبالمجتمع فضلا عن تحمل الدولة والمجتمع رعايته من المال العام وهو عامل مساعد وحل غير أمثل للحد من الجريمة.

القصة: أول أمس كنت في جولة استطلاعية بالساحة الخضراء أو قل ساحة الحرية كما يحلو للبعض للحديث عن أهمية التعايش السلمي وإذا بـ ولد يمشي ومعه ثلاثة من الفتيات يتضاحكون بطريقة غير مقبولة نده إليهم صديقي حديث التجربة بدون مقدمات لاستطلاعهن وجاءت إحداهن تريد أن تتحدث وأثناء ما نحن نسجل توقفت عن الحديث وندهت “حمودي تعال أحضني عشان إتدفى” والكاميرا ترصد ذلك جاء حمودي بدون خجل ونفذ ما طلب منه أمام الناس ورجع للبنتين ثم (قرص) كل واحدة منهن، هنا توقفنا عن التصوير.

أحبتي: إذا كانت مقدمات الزنا أصبحت تحدث في وسط العاصمة وأمام مرأى من الناس وفي (ساحة الحرية) وكأنه اتخذ من شعارها الجديد عنواناً له فلم يبقى شيئا سوى أن يتحقق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبي أمامة رضي الله عنه في حديث طويل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل شيء إقبال وإدبار وإن من إقبال هذا الدين ما بعثني الله به ثم ذكر من إدبار الدين أن تجفوا القبيلة كلها من عند آخرها الحديث إلى أن قال: وتنحل الخمر غير اسمها حتى يلعن آخر هذه الأمة أولها إلا حلت عليهم اللعنة وقال حتى تمر المرأة بالقوم فيقوم إليها بعضهم فيرفع ذيلها وينكحها وهم ينظرون كما يرفع ذنب النعجة وكما أرفع ثوبي هذا ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوباً عليه من هذه السحوليه.. فيقول: القائل منهم لو نحيتها عن الطريق فذلك فيكم كأبي بكر وعمر فمن أدرك ذلك الزمان وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن صحبني وآمن بي وصدقني.. رواه الطبراني.

هذه الأزمة وانتشارها وتهيئة الأجواء لها بالطبع له أسباب ودوافع بعضها موضوعية تحدثت عنها في مقالي السابق “أزمة النكاح” ببعض تفصيل ونذكر منها على سبيل المثال للتذكرة: غلاء المهور, التدهور الاقتصادي، سهولة الحصول على الحرام، وسائل التواصل الاجتماعي، قلة الوازع الديني، العطالة….الخ

ما زلت أقول وأكرر وأناشد بحب وشفقة لـ أبو فاطمة وأخو نسيبة قبل أن يقع الفأس في رأسكم وتتنفسون الصعداء ، أدركوا هذا الخطر ولا تعسروا الزواج على القوارير ووصية النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع ولحظاته الأخيرة استوصوا بالنساء خيراً، أبحثوا لكريمتكم من ترضون دينه وخلقه ولو أن تكملوا الزواج أنتم، المجتمع لا يرحم والمسئولية كبيرة وما أحوجنا في مثل هذه الشدة من العفاف والستر وما قلته لكم (لا تدوهو الواطه)

اترك رد