¤ قالت المحكمة العسكرية كلمتها أمس في قضية المتهمين بالمحاولة الانقلابية .. التي اعلن عنها في يوليو 2019 بقيادة رئيس هيئة الاركان وقتها الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب وأخرين .. حوكم هاشم بالسجن (9) سنوات مع تخفيض الرتبة.. وعلى خمسة ضباط بالسجن (5) سنوات وتخفيض الرتبة والطرد من القوات المسلحة.
¤ صحيح للقوات المسلحة قانون خاص للتعامل مع المحاولات الانقلابية .. وللقائد العام للجيش وهيئة القيادة تقديراتهم للتعامل مع هكذا أحداث.. وحسمت المحكمة الأمر بالاحكام التي أصدرتها أمس.
¤ لكن ننتظر من القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان اصدار عفو عن هاشم والضباط الذين معه .. اقول ذلك لان هذة القضية فيها قدر كبير من الحساسية.. وذات ابعاد متشعبة.. وستكون لها تداعيات في مقبل الايام على الاوضاع داخل المؤسسة العسكرية.
¤ ان الموضوع ذو صلة مباشرة بتحركات قوات. وعلاقتها بالجيش .. وقد ظلت محل اتهام – وحتى اليوم – بالحديث عن اعتزامها الانقلاب على القوات المسلحة .. الذي يدور همسآ ان تحرك هاشم جاء لقطع الطريق أمام تلك القوات.. وكذلك تحرك العميد بكراوي العام الماضي.
¤ صحيح ليس هناك من دليل دامغ عن نية أحد خارج الجيش السيطرة على السلطة بالقوة .. وهو لن يستطيع بكل تأكيد .. لانعدام وجة المقارنة بينه و الجيش .. واي محاولة لايجاد مقارنة فيها انتقاص من مكانة وتاريخ القوات المسلحة.. لكن هناك تزايد – غير مبرر – لنفوذ جهات
¤ تعقدت الاوضاع في قضية هاشم عقب بث مقطع فيديو – وبصورة لا تخلو من خبث – ظهر فيه عبد المطلب وللوهلة الاولى وكأنه يخضع للتحقيق من جانب قائد الدعم السريع حميدتي.. عقب توقيفه.. وفسرت الخطوة بتمدد حميدتي على حساب القوات المسلحة.
¤ وهاهو رئيس الاركان تحت رحمته.. بالطبع هذا ليس صحيحا .. لكن التشويش كان مهما وقتها .. خاصة وان الصورة كانت قاتمة .. عقب ذهاب الرئيس البشير وتنامي طموح خلافته لدى الكثيرين.
¤ ان هاشم يعد من اكفأ الضباط واكثرهم انضباطا.. وافنى عمره في خدمة القوات المسلحة .. وسجله ناصع وله تاريخ مشرف وادوار بطولية وعظيمة .. ولذلك استحق عن جدارة تولي رئاسة الاركان.. وكذلك الضباط الذين معه مشهود لهم بالكفاءة والتجرد .. في الاستخبارات ووحدات المدرعات والبرية والجوية.
¤ ان تحرك هاشم وجنوده كان من منطلق عسكري بحت.. وخلا تماما من اي دوافع سياسية .. واثبتت تحقيقات الاستخبارات العسكرية صدق حديث عبد المطلب .. عندما اكد أن الحركة الاسلامية لا علاقة لها بتحركهم لاستلام السلطة .. والتي كان الهدف منها – كما اسلفت – المحافظة على تماسك ومكانة الجيش.
¤ ان الاوضاع التي تمر بها البلاد .. وتربص جهات داخلية وخارجية بالقوات المسلحة بذرائع الهيكلة مرة .. وتارة لاعادتها الى الثكنات.. ومرة محاربتها في عملها في القطاع الاقتصادي لتوفير معيناتها .. كل تلك الاسباب وغيرها تستوجب على البرهان اصدار عفو عام في حق هاشم وضباطه.. خاصة وان تاريخ القوات المسلحة يخلو من ادانة رئيس هيئة أركان.
¤ ان القوات المسلحة احوج ماتكون للترابط ووحدة الصف.. في مواجهة التحديات .. وابعاد شبح التململ عن القوات .. كما وان البلاد الأن امانة في عنق الجيش .. وبالتالي يستدعي ذلك وحدة الكلمة ونبذ الشتات .. ان العفو سيؤكد على قوة ومتانة الجيش .. وعلى تفهم قائده للتعقيدات المحيطه بهم.
¤ تعامل القائد العام والاعلى السابق للجيش المشير البشير بالحكمة مع محاولتين انقلابيتين .. حدثتا عقب المحاولة الشهيرة التي اتهم الشعبي بالقيام بها مطلع (الالفينات).. محاولة (الحاج ادم والراحل يوسف لبس).
¤ كانت المحاولتين في طور التكوين .. مجرد افكار لم تتنزل على ارض الواقع .. مثل محاولة هاشم .. ولذلك رأى البشير العفو عن اصحابها .. وظل الامر في طي الكتمان كل تلك السنوات.
¤ ان قرار العفو يحتاج جراءة وشجاعة من البرهان أو على الأقل تخيض فترة السجن والاكتفاء بالمدة التي امضوها والتي قاربت الثلاث سنوات.
¤ ان البرهان على قدر ذلك.. طالما تحلى بالشجاعة وازاح عن الشعب السوداني كابوس قحت.