غابت الرؤية وتعزر الحل.. السودان .. الطريق الى الهاوية
قراءة: اسفير نيوز
واقع مؤلم وربما مستقبل اكثر ايلاما قد يدخله السودان قريبا لما يمر به من منعطفات وتعرجات كثيرة نتيجة لحالة عدم التوازن التي تمر بها البلاد، فمنذ تاريخ سقوط الانقاذ في نسختها الأخير في 11 ابريل 2019 حتى تاريخية ظلت البلاد تخرج من مرحلة معقدة الى مرحلة أكثر تعقيدا ، لتصل مؤخرا إلى مرحلة انعدام الوزن وأصبحت هشيما تزروها رياح التغيير في كل لحظة، سقطت الانقاذ وجأت قحت في نسختيها الأولى والثانية تجرجر أذيال الخيبة وفشلت في نقل السودان بعد ثورته المباركة إلى مرافي الدول المتقدمة سياسيا وإقتصاديا وتحولت البلاد إلى جسد منهك بثياب بالية وعرض منتهك كأنها رجيمة حلت عليها لعنة السماء.
تمر البلاد في الوقت بحالة سيولة أمنية مخيفة بجانب فوضى عسكرية كبيرة نتيجة لتعدد الجيوش زانتشارها بصورة كثيفة في المدن والمناطق خاصة بعد توقيع اتفاقية سلام السودان بجوبا والتي اتت بأكثر من 5 جيوش وجيشان في الطريق هذا بجانب الدعم السريع والقوات المسلحة وبعض المليشيات والاجهزة النظامية الاخرى، ووجود هذا العدد من الجيوش يشكل مهددا خطيرا للبلاد حال حدوث أي انزلاق وسبق للأمم المتحدة أن طالبت بإخراج الجيوش عن المدن في وقت طالبت بضرورة معالجة بند الترتيبات الأمنية ودمج هذه الجيوش في جيش واحد حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.
كثيرون يرجعون تدهور أوضاع البلاد إلى ما يعرف بإنقلاب 25 اكتوبر من العام الماضي والذي كان وبالا على البلاد بحسب روايتهم،وانقلاب اكتوبر الماضي الذي اخرج قحت عن المشهد السياسي بالبلاد لم يكن بأحسن من الفترة التي سبقته، بل زاد الطين وصب الكثير من الزيت على نار التدهور في البلاد، وكان أشبه بالقشة التي قصمت ظهر ذاك البعير، فشل البرهان ومناصريه من العسكروالمدنين في ادارة دفة الحكم في البلاد، وفي عهد تقطعت السبل بالبلاد واضحت بعدها كشاة جرباء الكل ينفر منها، الشارع الذي اطاح ببشير الانقاذ كشر عن انيابه في وجه البرهان، وهاهي ذات السيناريوهات تتسيد المشهد بل هي الأكثر فتكا بشعب السودان، خاصة الأسعار التي باتت قي مرحلة تصاعد منذ أن هبط جبريل ابراهيم في مدارج وزارة مالية البلاد، وفشل جبريل هو الاخر وجود مخارج آمنة للبلاد من محنتها الاقتصادية التي تمر بها.
الدولار جن جنونه وانهيار اقتصادي وشيك، والشارع هو الآخريتهيأ لابريل جديد خاصة قي ظل ازمات متلاحقة وحالة فقر مضطردة يشهدها المواطن السوداني الذي بات يعاني من كل شي، الخبز وصل 50 جنيها للقطعة الواحدة، والسلع التمونية الأخرى تتمرد وتتعزز على المواطن الغلبان، أما الوقود فهذا لوحده كفيل بتحريك الرمال تحت حكومة البرهان التي فشلت في توفير أي شي، كأنما تعاهد البرهان مع حمدوك بأنه لن يتجاوز نجاحاته وأنه سيدخل البلاد نفقا لا ضوء في آخره، تردي اقتصادي مريع وفوضى امنية مخيفة في وقت كثرت فيه عمليات النهب الممنهج، والمحمي بالبندقية، سياسيا البلاد تختنق وليس قي الأفق اي بوادر انفراج، العسكر يرفضون التسليم ويرهنون ذلك بالانتخابات التي تحتاج لمؤسسات يصعب انشاءها في الوقت الراهن خاصة المجلس التشريعي والمفوضية والتعداد السكاني وقانون الانتخابات نفسه.
وفي ظل هذه التعقيدات والمشاكل التي تحيط بالسودان يبقى حلم الوصول للوفاق السياسي بارقة أمل يمكن أن تخرج البلاد الى بر الامان ولابد أن تكون هنالك مصالحة وطنية شاملة أن اراد السياسيون للبلاد العبور إلى مرحلة أكثر أمنا واستقرار، إلا أن الراهن السياسي يشير إلى غير ذلك خاصة في ظل وجود انقسام وحالة استقطاب حادة ووجود معسكرين أولهم رافض لوجود العسكر في دفة الحكم وثانية مؤيد وداعم لهم، مما يشيرالى صيف ساخن قد تمر به البلاد بعد شهر من الآن.