¤ في الذكرى الثانية لسقوط الانقاذ .. كتبت بتاريخ الاحد 11 أبريل 2021 في هذة المساحة تحت عنوان (السقوط العسكري) .. نعيد نشر ماكتبناه .. لتذكير الناس بالحقائق.
¤ كثير من الناس والجهات تحاول أن تخلق لنفسها دورا بطوليا في تغيير أبريل 2019 .. دعونا نحاول التحليل لنضع الامور في نصابها الصحيح .. ولنعرف أين نقف الأن .. خاصة بعد التردي المريع الذي طال كل مؤسسات الدولة خلال عامين فقط
¤ هناك (3) أسباب أمنية وعسكرية، رئيسه أطاحت المشير البشير وانهت حكم الاسلاميين .. أولها اعادة البشير ، للمهندس صلاح قوش لقيادة جهاز المخابرات مرة أخري في فبراير 2018 .. بعد ابعاد من ذات المنصب لنحو (9) أعوام .. وثانيها اعادة الفريق عوض بن عوف للخدمة العسكرية وترقيته ،بل تعيينه وزيرا للدفاع في 2015.. بعد أن خلع (الميري) ، (5) سنوات.
¤ ولاحقا ترفيعه في 2019 ، ليحل في الموقع الرئاسي بديلا لأقوى رجال الانقاذ بكري حسن صالح.. بالمناسبة شغل بن عوف من قبل منصب مدير الامن الخارجي.
¤ السبب الثالث اعاد البشير ، نائب مدير الاستخبارات الراحل الفريق أول جمال عمر الي الخدمة العسكرية بعد احالته للتقاعد .. ومعلوم لدى قله الاسباب التي دفعت البشير لابعاد جمال .. عودة الاخير للجيش في 2017 وللمفارقة تمت بتوصية من بن عوف، مصحوبة بترقيته الي منصب مدير الاستخبارات.
¤ عودة الثلاثي مع الترفيع والترقية والتسكين في مواقع حساسة للغاية ربما تكون الحالة الاولى من نوعها في العالم .. أقدم عليها البشير في حالة (لا وعي سياسي).. وقد خلقت اختلالات كبيرة في المؤسستين الأمنية والعسكرية .. وأدت لشق الصف، والتململ.
¤ خاصة بعد قيادة قوش لحملة انتقاميه باطاحة الكبار بالامن.. أمثال الفريق اسامه مختار واللواء عبد الغفار الشريف الذي تبنى دعوة الاسراع في نقل السلطة من البشير بعد أن أكدت تقارير سرية للغاية ، وضعت أمامه وقام بالاشراف عليها أن ترشيح البشير في 2020 سيدخل البلاد في نفق مظلم.
¤ ومعلوم ان اتفاقا – غير مكتوب – بين البشير وقوش ، مفاده أن يحمل الاخير الرئيس الي كرسي السلطة مجددا في 2020.. كان ذلك أحد الدوافع التي اقنع بها قوش البشير ، بضرورة اقصاء عبد الغفار والزج به في السجن.
¤ ثم جنح قوش للثأر لنفسه من البشير والجميع جراء اعتقاله بسبب اتهامه بالضلوع في محاولة انقلابية في 2012 .. فشرع في خنق حكومة معتز موسى اقتصاديا بالمضاربة في الدولار وانعدام السيولة .. وملاحقة رجال الاعمال عبر ماعرف بمسرحية (القطط السمان).
¤ أحدثت عودة بن عوف في 2015 وجمال في 2017 وقوش في 2018 حالة من الترنح داخل الجيش والامن.. انتهت بسقوط البشير في 2019.. وهي الفترة التي استثمرها حميدتي وعلا فيها شأنه.. وقوى من علاقاته بالخليج.
¤ يجب النظر لدور الثلاثي ماقبل التغيير وبعده وبصمة الخارج في ذلك .. بن عوف كان سفيرا في عمان (ذات الثقل للوجود الاسرائيلي) .. وقطر تكشف اجتماع لقوش بمدير الموساد في ميونخ والأول ينكر .. واول زياره لعوض بعد تعيينه نائبا أول الي مصر وبرفقته قوش.. وقبلها بسنوات قلائل كان بن عوف قنصلا عاما للسودان في مصر.. والرجلان يحتميان الأن بالقاهرة.
¤ أما بعد التغيير بن عوف يصارع لاجل خلافة البشير وينتحر سياسيا بعد ساعات .. وطموح لقوش في الرئاسة .. ولكن البشير ينقلب عليه في اجتماعه بوفد اللجنة الامنية في 10 أبريل 2019 ويقول لهم (الا قوش) .. ويخرج بعدها من اللعبة بعد أيام الي الأن .. أما جمال يكافأ بعد (4) أيام فقط من سقوط البشير بالترقية الي رتبة الفريق أول.. ويحظى لاحقا بمنصب أول وزير دفاع في الحكومة الانتقالية .. ولكن يلقى حتفه بشكل مفاجئ بجوبا العام الماضي.
¤ حسنا .. عامان الحرية والتغيير التي قفزت الي السلطة في حين غفلة .. لا تقرأ المشهد العسكري والامني بعين فاحصة .. ولا تدرك تقاطعات القوات النظامية .. ولا تتوقف عند ذكرى الاحداث.. ولا تستوقفها حكمة على عثمان (ماذا بعد السقوط)
¤ أوصلت البلاد الي حافة الهاوية .. ولا يزال حمدوك يحدثنا عن العبور .. وحتما ستكون النهاية قريبة ومفاجئة.