أسامه عبدالماجد يكتب.. سليم القلب
*سليم ¤ همس احدهم في اذن الراحل جون قرنق في القصر الجمهوري .. كان زعيم الشعبية وقتها يهم بمصافحة قائد المجاهدين كمال الدين .. وقرنق لبرهة يحدق في كمال ابراهيم قبل ان يقول (الشيخ كمال مش بقولوا كده).. وابراهيم يرحب به وبحفاوه.. منذ زمن بعيد سيرته تسبقه رغم الهدوء الذي يلفه.
¤ هو كما يقول د. يوسف القرضاوي في رائعته (انا المسلم):
سليم القلب لا احمل للناس سوى الحب
غزير الدمع في المحراب ليث الغاب في الحرب
رحيم القلب لكني علي الطاغين جبار
انا كالماء رقراق انا كالسيف بتار
انا نجم انا رجم انا نور انا نار
¤ الحركة الشعبية وانصارها يعرفون كمال مثلما يعرفون سلفه مولانا علي كرتي .. وكل امراء تلك المؤسسة (الدفاع الشعبي) – ويالها من مؤسسة – كانت خير عون للقوات المسلحة، حماة للارض والعرض .. وكمال رمز التواضع سلم الامانة الى خليفته عبد الله الجيلي .. وذهب الى اهله في نهر النيل معتمدآ لعطبرة في 2008 .. عجبآ له من قائد للمجاهدين وأميرآ للدبابين ومسؤولآ عن امبراطورية من اكبر مؤسسات الانقاذ الى معتمد ولائي.
¤ اندهش الاسلاميين لمغادرة كمال للمركز .. لمن لا يعرفونه هو صاحب دعوة رفد الولايات بقيادات مركزية.. لكنهم طبقوا عليه القرار وظلوا هم الى جوار البشير الى ان اسقطوه.. وهو كما العهد به يطمئن الجميع (نحن جنود وعلينا التنفيذ).. مرد ذلك ان كمال كان وما يزال بجسده فقط بين الناس .. وكأن روحه غادرت مع الشهيد ابراهيم شمس الدين واخوانه من شهداء طائرة عدارييل بملكال في ابريل 2001..
¤ نجا كمال واخرين منهم مولانا احمد هارون من تلك الطائرة المشؤومة .. ومن حينها يردد اللهم الحقنا بهم .. و(هو زول آخره) .. في كل مرة التقيه أرى الشعار المندثر (لا لدنيا قد عملنا) يتجسد فيه وثلاثة رجال اخرين .. الشهداء الزبير محمد صالح ، ابراهيم شمس الدين ويوسف لبس.
¤ وفي كل مرة اقابله ، اتذكر الانشودة الرائعة فتى اخلاقه مثل وملء ثيابه رجل
يعج الحق في دمه ويزحم صدره الأمل
تراه الصبح مبتسماً كأن حياته جزل
حتى أنه يخال لي وكأنها كتبت فيه
¤ ظل ابراهيم يقدم دروسآ لكل الاسلاميين قبل الاخرين في الطهر والنقاء .. وعفة اليد واللسان.. ونكران الذات .. وهو ذات الدرب الذي سلكته باقتدار شقيقته (بدور) .. ابرز (قمراوات) الحركة الاسلامية الطلابية.. التي كانت تتفوق على من هم اعلى مرتبة تنظيمية منها.
¤ قدم كمال مؤخرآ دروسآ في الصبر .. صبر على الشدائد.. صبر على الاذى .. وصبر على المنافقين من قحت .. بعد ان امضى نحو ثلاثة سنوات في معتقلاتهم.. وخرج منها قبل ايام حرآ طليقآ برئيآ من اي اتهام.. بالمناسبة لم توجه له تهم فساد .. ولو من باب التلفيق
¤ لتخرج ام الطيور – مسقط راسه – لاستقباله بل كل نهر النيل والمئات من المجاهدين بالمركز .. خرجت ام الطيور بعد أن اغتسلت من الحزن لرحيل ابنها امين الحركة الاسلامية الشيخ الزبير احمد الحسن واعتقال كمال .. حلقت ام الطيور عاليآ فرحه بوجه الحركة الاسلامية الناصع كمال.
¤ كان اضخم حشد وبمثابة استفتاء لمكانة الانقاذ في قلوب الناس قبل كمال ..الذي لم تغره يومآ (وزارة) او (عمارة) .. هو استفتاء حدث مع جمال الوالي في فداسي بالجزيرة .. ومع السلطان عثمان كبر في الطويشة بشمال دارفور .. و امس مع انس عمر في الطيارة بولاية الجزيرة .. وهكذا ابناء الانقاذ.
¤ نعم كان كمال معتقلآ ولكنه كان حرآ وراء السدود .. موقنآ بابادة جيوش الظلام وانه سيشرق في الكون فجر جديد.. كان لسان حاله قولسيدنا يوسف (السجن احب الى).. لأنه خرج منه معززآ مكرمآ مرفوع الرأس .. عزيزآ باهله والعز أهل.
¤ ومهما يكن من أمر اتعرفون لماذا يصرخ امثال صلاح مناع عن ذكر الانتخابات ؟؟