عميد. م /ابراهيم مادبو يكتب.. نُذر وإرهاصات الجسم الغريب الذي حلّق في سماء القضارف

0

– الخبر متداول بكثافة في الصحف الورقية والميديا الإلكترونية، والكل يحلل بطريقته، مثل هذه الأمور يمكن أن تكون لها تداعيات خطيرة، عندما لا يتم التعامل معها بالطريقة الصحيحة، وأن تُترك نهباً لتفسيرات العامة بمثل هذه البساطة، فبعض التحليلات المنتشرة في الميديا من الواضح أنها لم تصدر من خبراء متخصصين في الأمور العسكرية، وإنما تحمل آراء كُلّ من هَبَّ ودَبَّ، ومن بينهم يندس خبراء في الحرب النفسية والشائعات، *وجدوا في غياب التصريح الرسمي* فسحة وبراح لبث سمومهم والشائعات التي تَفتُّ من عضد الروح المعنوية لقواتنا وللجبهة الداخلية بشكل عام.

– الموضوع يجب أن لا يمر هكذا ونحتاج لتصريح رسمي يوضح الحقيقة ويؤكد جاهزية قواتنا المسلحة للتصدي لمثل هذه الخروقات، حتى لا يصبح الأمر خصماً على مجهود الجيش في الفشقة، وبلا شك فإن التصريح الرسمي وما يعقبه من إجراءات على الأرض، سيبطل تكرار مثل هذه الأعمال والسيناريوهات مستقبلاً، والعمل بجدية لسد الثغرات التى ينفذ منها أعداء الوطن والجيش.

– اذا ثبت فعلاً أن الجسم الغريب هو طائرة مسيرة أثيوبية فهذا دليل دامغ أن أبي أحمد ينوي تطوير صراعه مع السودان في الفشقة، وهذا التحليق يعتبر من قبيل القيام بعمل عدائي ضد السودان، وقد استخدم أبي احمد الدرون التركي في حسم معركته مع التقراي.

– من جانبنا لابد من القيام بخطوة استباقية لمنع تحليق الدرون الاثيوبي وحظر الأجواء المتاخمة للحدود الشرقية وفق خطة عسكرية تهدف للتعامل بحسم والتصدي لأي اختراق قادم، وأن يستغل السودان علاقاته مع تركيا لمنع اثيوبيا من استخدام البيرقدار التركية المسيرة، فمن لا يقرأ الواقع يفقد المستقبل.

– مُسيَّرة البير قدار التركية تتميز بإمكانيات عالية وقد ساهمت في حسم الحرب الأذربيجانية، وفي ليبيا أوقفت تقدم خليفة حفتر نحو طرابلس، والمغرب تستخدمها بفعاليه ضد البوليساريو، والآن تستخدمها أوكرانيا ضد الروس مما جعل الروس يُحذرون تركيا.

– إذا تأكد أن اثيوبيا تستخدم هذه المسيرات فهذا يُنبئ أنها بداية لها مابعدها، لذا فإتخاذ الحذر والحيطة واجب، مع البحث والرصد المبكر واختيار السلاح المضاد، فكل التجارب السابقة بالفشقة تؤكد أن الأثيوبيين أهل غدر وقد يستغلون أزماتنا الداخلية لتحقيق مآربهم وخططهم بشأن التوسع في الفشقة.

– هذه ليست المرة الأولى فقد حدث ذلك مرتين من قبل، إحداهما في يناير من العام 2021م، وتكرار الإختراقات قد ينبئ بإِنَّ وَرَاءَ الأَكَمَةِ مَا وَرَاءَهَا.

اللهم أحفظ البلاد من المتربصين.

اترك رد