ثورة ديسمبر السودانية وزومبي الأحزاب الدينية
اسفير نيوز” الراكوبة
أكبر آفة قادرة على ابتلاع مجهود الشعب السوداني الجبار في محاولته الانعتاق وبالتالي السير في طريق الحرية هي آفة الأحزاب الدينية ونخب سودانية غير قادرة على الفكاك من سحر المرشد والامام ومولانا والاستاذ وبالتالي قد أصبحت زومبي وبلغتنا السودانية بعاتي النخب الذي يكمن دوما في طريق الثورات السودانية ويجهضها ثم ينطوي على نفسه في كهوف الأبوية المستحدثة بعقل نخب تزعم انها قد قراءت قراءة حديثة إلا أن عقل الخلوة وعقل من درس على الطريقة التقليدية هو المسيطر على أفق النخب السودانية ولا يختلف في ذلك عبدالرحمن علي طه عن أي تابع لطائفية عبدالرحمن المهدي أي لا يختلف عبدالرحمن علي طه الذي قراء قراءة تختلف عن عقل الخلاوي وما دونهم أي المتمثل في الامي الذي يقطع متر في مشاريع السيد عبدالرحمن لينال متر في الجنة.
هذا الزومبي الكامن للثورة تجده في استنكار نخب سودانية للهجوم على أحزاب وحل الفكر الديني ولولا خوفها من إرتفاع مستوى الوعي في هذا الجيل الذي أنجز ثورة عظيمة كثورة ديسمبر لعادوا بنا الى عصور كانت الكنيسة تعلن من يعاديها عدو الكنيسة وكان مثل هذا الاعلان وحده كفيل ببث الرعب في من يحاول الفكاك من فكرة سحر العالم التي تحدث عن زوالها مؤرخيين وعلماء اجتماع بسبب غيابهم نجد الطريق سالك للنخب السودانية أن تستكين تحت قيادة المرشد والامام ومولانا والاستاذ حيث تسيطر روح الخنوع لسيطرة الأب رمز سلطة الأب وميراث التسلط.
والغريب لا تكف هذه النخب الكاسدة عن الحديث عن التحول الديمقراطي وهذا الذي يوضح لك مدى تدني مستوى الوعي في أفقها عن أي ديمقراطية تتحدث وتريد تحقيقها بأحزاب وحل الفكر الديني؟ عن أي ديمقراطية تتحدث وأغلب أحزابنا السودانية لن تخرج من حيز العرق والدين ولم يظهر في أفقها فكر يحدد مفهوم الشرط الانساني لذلك قد تماطلوا وتعاموا فيما يتعلق بتفكيك دولة الانقاذ بل تركوا أتباع الحركة الاسلامية في مفاصل الدولة وقد عطلت حركة أعظم ثورة سودانية أنجزها الشعب السوداني وما تركوهم إلا لأن خوفهم المرضي يمنعهم من إعلان نهاية أي رغبة كامنة لدى الأحزاب السودانية في مسألة تحقيق الدولة الارادة الالهية وهنا تلتقي أحزاب الامام ومولانا مع فكرة اتباع المرشد أي الكيزان في فكرة الدولة الارادة الالهية.
والمضحك المبكي يظن أتباع الامام وأتباع مولانا في أنهم سيكونوا بديلا للكيزان فيما يتعلق بتحقيق فكرة الدولة الارادة الالهية وهيهات ونسوا جميعا كيزان وأنصار وختمية وشيوعيين بأنه مخطئ من يظن بانه قادر على إرجاع عقارب الساعة الى الوراء فنحن الان في القرن الواحد وعشرين حيث أصبحت معالم الدولة الحقوق تلوح في آفاق الشعوب رغم انف كل مهادن للطائفية المتمثلة في الامام ومولانا وبالمناسبة ما محاولة عودة الكيزان كبعاتي من جديد إلا لأنهم موقنون بان أحزاب الطائفية في نسخة الامام ومولانا تريد ان تكون بديلا لهم في تحقيق فكرة الدولة الارادة الالهية و هيهات.
ولذلك يريدون ان يعودوا من جديد لحلبة المولد وهنا يكمن سر غباء البرهان وقد أطلق أتباع الكيزان من السجون لأن العقل السوداني ونخبه الكاسدة يظن بأن فكرة الدولة الارادة الالهية لا فكاك منها وهذا هو جهل النخب السودانية في الصراع سيظل كما فكرة العود الأبدي باردة وحزينة تجسدها نخب أتباع الامام ومولانا والمرشد والنسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية. وهنا أقول للنخب السودانية التي تلعب دور البعاتي بأن أمامكم حراك الشعوب الحية أنظروا كيف إختفى يسار فرنسا ويمنها بفوز ماكرون وكيف تجاوز الشعب الفرنسي اليمن واليسار الفرنسي؟ .
متى تفهم النخب السودانية بأن المرشد والامام والاستاذ ومولانا قد حانت لحظة خروجهم من التاريخ كما قد خرج يسار ويمين فرنسا من التاريخ بفعل قاد لانتصار ماكرون في دورتين وعليهم بان يفهموا بأن أحزاب الطائفية والحركة الاسلامية السودانية ليست كما فكرة العود الأبدي فعلى النخب الخانعة والقابعة تحت سطوة سلطة الأب وميراث التسلط أن تكف عن استنكارها هجوم الآخرين على أحزاب وحل الفكر الديني.
مثلا خروج اليسار الفرنسي واليمين الفرنسي بفعل ماكرون يقابله خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ويقابله في امريكا انتخاب الشعبوي ترامب كعقاب للنخب التي صادفت لحظة انتهاء ديناميكية النيوليبرالية حيث تولدتعنها ظواهر اجتماعية لم تعرفها اوروبا وهي ظاهرة تنامي اللاعدالة وظاهرة الفقر التي قد أصبحت تمثل خوف المجتمعات الاوروبية كمجتمعات غنية لم تعرف ظاهرة الفقر لعقود طويلة.
ثانيا ظهور ظاهرة ترامب وماكرون وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروربي هي علامة فارقة في تارخ الشعوب الاوروبية وهي تودع الدولة الامة وتتجه باتجاه الدولة الحقوق ولا يمكن تحقيقها بغير فكرة الرجوع الى فكرة الحماية الاقتصادية وهنا يظهر تتطور الشعوب فهاهي ديناميكية ماركس اليميني فردريك حايك تصل الى منتهاها بأزمة اقتصادية وهي تعلن عن نهاية نخب اوروبية هي التي قد انتبهت في عشرينيات القرن المنصرم بان فلسفة التاريخ التقليدية قد انتهت وأن فلسفة التاريخ الحديثة قد أطلت من وراء القرون وبالتالي أن الليبرالية التقليدية التي ما زالت تشغل بال الشيوعي السوداني وتجعله متحير أمامها قد انتهت منذ عام 1889 العالم اليوم يتخلق ليولد من جديد وقطعا لا يمكن ان تسوقه نخب أدمنت الركون لفكر المرشد والامام ومولانا والاستاذ ومهما تعللت نخب أدمنت الفشل بان المحجوب كان في حزب طائفي وشخصا بعظمة عبد الرحمن علي طه كان طائفيا وغيرها من الحيل الماكرة التي تريد ان تكرس لنا خنوع النخب وتأبيد طريق العبودية الذي يعبده النخب في تبعيتها لأفكار المرشد والامام ومولانا والاستاذ. جاء الوقت ويجب ان تعرف النخب السودانية بان مورثها يحدثنا عن انها ماهرة في توفيت الفرص لكي تبداء مع العالم الذي يولد من جديد مثلا اتباع مؤتمر الخريجيين كانوا في مستوى أدنى من الوعي لادراك ان ثلاثينيات القرن المنصرم كانت لحظة مفصلية وهي بداية فلسفة التاريخ الحديثة التي لم يستوعبها المثقف السوداني الى اليوم لذلك نجده تابع خانع للمرشد والامام ومولانا والاستاذ .
جاءت حقبة مطلع السبعينيات من القرن المنصرم وهي لحظة انتهاء الكينزية كديناميكية وبداية حقبة ما يعرف بالثورة الخفية عند علماء الاجتماع ولم ينتبه لها النخب الفاشلة وقد فوتوا الفرصة وجاءت حقبة ثورة ابريل 1985 وكانت حقبة قد انتهت فيها أفكار فلاسفة ما بعد الحادثة وقد رجعوا الى فكر الحداثة ولم تنتبه النخب السودانية وقد فوتت الفرصة وبسببها قد أضاع الامام الصادق المهدي فرصة ديمقراطية 1988 وقد انقلب علية الكيزان لأنه كان غير قادر على كسب الشعب السوداني بفكر انساني يجسد النزعة الانسانية ويجسد فكرة القطيعة مع التراث وللصادق المهدي مآرب في استمرار الخطاب الديني الذي يمثل خط دولة الفونج المهدية الانقاذ.
وعليه نقول للنخب السودانية ثورة ديسمبر هي حقبة جديدة وتحتاج لفكر غير موجود في موروث أتباع الامام والمرشد ومولانا ولا أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية وتحتاج لفكر جديد اول بداياته ان تكف النخب الفاشلة استنكارها الهجوم على فكر وحل الفكر الديني وفكر النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية.