بإيجاز شديد اختارت الشرطة كلمتين فقط لتكون شعارا لحملتها التطهيرية هذه الأيام ؛ وهي (صيف الحسم) ، ويبدو أنها تريد أن تستعيد هيبتها التي تأثرت بفعل حالة السيولة العامة التي حدثت بعد ثورة ديسمبر المشؤومة ؛ يبدو أن الشرطة قد ادركت أن خطاب اللين واللطف لا ينتج إلا مزيداً من الفوضى والخراب ؛ لذلك كان لسان حالها يقول للمجرمين هذه الأيام (الأمر ما ترون لا ما تسمعون)..!!*
*وفوق هذا وذاك ومن وجهة نظري الخاصة أرى أن الشرطة تريد أن ترسل ثلاثة رسائل مهمة ؛ (الأولى في بريد المجرمين ، والثانية في بريد عامة السودانيين ، والثالثة في بريد الاعلام)..!!*
*تريد الشرطة أن تقول للسودانيين بصورة عامة أنها اقبلت على مرحلة جديدة أنهت بموجبها موسم الفوضى والخراب وستحسم فيها كل المظاهر السالبة ، وهي رسالة تطمين وأمان للشعب السوداني، خاصة وأنها حوت على حدث مهم وهو انتهاء عهد سيادة حكم (تسعة طويلة) تلك التي عاست في الأرض فسادا ؛ وأرهبت الناس وسلبت طمأنينتهم العامة..!!*
*أما الرسالة الثانية فقد كانت للمجرمين؛ المجرمين الذين ظنوا أن عين الشرطة قد غفلت عنهم ، بل ظنوا أن انشغال الشرطة بالمظاهرات والاحتجاجات (الفوضوية) ستجعلهم في أمان دائم ؛ فقد كانت الرسالة إليهم كالصاعقة لأنها بدات بالفعل- لا بالكلام وفتحت عليهم أبواب (الجحيم) على مصراعيها كما أنه لا سبيل للفرار ، فإما التوبة أو العذاب الأليم..!!*
*فيما كانت الرسالة الأخيرة للإعلام ، الإعلام الذي ظل ساخطا على الشرطة ، برغم الظروف الصعبة التي تعيشها عقب الثورة المشؤومة ؛ ورغم حالة (التشليع) الذي تم لهذا الجسد ؛ فقد كان المأمول أن يهب الإعلام لمساعدة هذه المؤسسة واعانتها على أداء دورها كونها من أهم المؤسسات في الدولة لأنها معنية بالأمن والامان فبالامن كل شيء وبدونه لا شيئ – لكن الإعلام وللأسف ومن وجهة نظري الخاصة لم يعط هذا الأمر حجمه الحقيقي وهذا قصر في الرؤيا غير محمود..!!*
صفوة القول
*اختارت الشرطة أن تخاطب المجتمع عبر بوابة الإعلام الجماهيري ؛ وجعلته لسانها الناطق، وأعتقد أن في ذلك ذكاء من ادارة إعلامها التي افلحت و بدهاء في تغيير قواعد اللعبة في مسرح الإعلام القديم، وحسنا فعلت ذلك، وسنعود للحديث عن إعلام الشرطة لنتحدث عن ملامح عهده الجديد، والله المستعان .*