الطاهر ساتي يكتب.. (يا ريت لو..) _________
:: بعد أن فشل في الدراسة وكل الأعمال الحرّة، أرسل العم ابنه إلى السعودية بطريقة ( عُمرة وزوغة)، أي يعتمر، ثم يعمل بخفاء ثم يُوفِّق أوضاع الإقامة.. و لأنّ الابن كان منحوساً، نذر العم بذبح كبش أملح أقرن يوم سفره.. ثم أوفى بنذره، حيث ذبح الكبش وتصدق باللحم يوم سافر الابن.. ولكن بعد شهرٍ، أعادت سلطات السعودية الابن (بالكشّة)، ليتأسّف عمّنا ويتحسّر قائلاً: (يا ريت لو سفرنا الخروف وضبحنا الولد)..!!
:: ولعجز من نُلقِّبهم بالمسؤولين في قطاع الثروة الحيوانية عن أداء واجبهم (كما يجب)، ولعجز سُلطات النقل البحري عن توفير بواخر مُطابقة للمواصفات و شروط الجودة، تغرق المواشي السودانية، كما حدث يوم السبت بميناء سواكن، أو تُعيدها دول الخليج، كما حدث كثيراً، حتى نكاد نخسر الأسواق، ونُخرج المُصدِّرين من قوائم التنافُس بالخسائر، فأصبح لسان حال المواطن: (يا ريت لو خلّينا المواشي وصدّرنا المسؤولين)..!!
:: وما حدث يوم السبت بميناء سواكن مؤسف ومحزن، ولكنه يشبه ما عليه حال السودان، وليس في الأمر عجب، فالغرق لم يشمل المواشي فقط، بل كل البلد تغرق حالياً في بحار الفشل التام والعجز الشامل.. وعندما يطالب غرفة المصدرين بتشكيل لجنة تحقيق لملابسات وأسباب غرق (الباخرة بدر)، وعلى متنها (15858 رأس) من الماشبة، يصبح السؤال المشروع: من يُحقق مع من؟، ومن يُحاسب من..؟؟
:: عمر بشير طه، رئيس غرفة المصدرين، يستنكر دور المسماة بمؤسسات الدولة في إنقاذ الباخرة، حتى لا تفقد البلاد والمصدرين ما يُعادل (14.000.000 دولار)، وقد فقدها أصحابها والبلد في لمحة بصر.. فالرجل يطالب ويناشد من نلقبهم بالمسؤولين بتحديد المسؤولين عن هذا الغرق، حتى تتم المحاسبة، ثم قالها بغضب (كفاية مجاملات)، ولا حياة لمن يُطالَب ويُناشَد..!!
:: قبل غرق الباخرة بدر بأسابيع، ألم تشتعل الحرائق في ذات الميناء (سواكن)؟، ألم تحترق الطبالي؟.. ماذا فعلت السلطات المسماة بالمسؤولة؟.. هل حاسبوا من تسببوا في الحرائق؟.. كالعادة، لم يحاسبوا أحداً ولو بالعتاب، فقط تحدثوا عن تعويضات المتضررين، ولم يرد – في بياناتهم – أي ذكر عن مساءلة الإدارة الموصوفة بالمسؤولة ومحاسبتها على الحريق.. وهذا ما سيحدث في حادثة الغرق..!!
:: كل السلطات – الموصوفة بالمسؤولة – تعلم أنّ البواخر الرديئة من أسباب إرجاع صادر الماشية، وتعلم أن هذه البواخر تكبِّد خسائر فادحة للمُصدِّرين والاقتصاد الوطني..وكذلك كل السلطات – المسماة مجازاً باالمسؤولة – تعلم أسباب غرق هذه الباخرة.. و مع ذلك لن تفعل (أي شيء)، لأن لسان حال الواقع : من يًحاسب من؟، فالكل مسؤول عن بلاد من لم يحترق فيها كالطبالي، يغرق كالمواشي..!!