بابكر يحي يكتب.. عندما تلتقي (التقاليد والأعراف) بين (الشوام) و(دارحامد) ..!!

صفوة القول

0

*حادث حركة مؤسف وقع في طريق بارا جبرة أمدرمان – جعلنا نكتشف أن الجودية ليس حكرا على السودانيين، وأن الأعراف والتقاليد تتمرد على الجغرافيا أحيانا، الحادث أدى إلى مقتل أحد الإخوة السوريين وجرح آخرين ، وبالفعل باشرت سلطات المرور إجراءات الحادث وقبضت على سائق اللوري الذي تسبب في الحادث وهو ينتمي إلى قبيلة (دارحامد) وكانت المشكلة أن عربته غير مؤمنة وأن الحادث به موت وجروح أليمة..!!*

 

*وكل ذلك أمراً طبيعياً وفي اطار الاجراءات الطبيعية لكن المفاجأة كانت أن أولياء الدم أعلنوا عن عفوهم للفور بل زادوا على ذلك انهم لا يريدون جزاء ولا شكورا و(إن ابنهم ميت إن كان بهذا الحادث أو بغيره) – هكذا قالوا – بل زادوا على ذلك بقولهم (نحن أبناء قبائل ولنا أعرافنا في العفو والتسامح ).. (نحن نعرف تقاليدكم وأتينا من سوريا ووجدنا تقاليدنا امامنا، نحن عشائر وقبائل مثلكم )..!!*

 

*وعلى إسر هذا الحادث التقوا جميعاً بالأمس في جلسة مصالحة تحولت إلى جلسة أنس وسمر جمعت بين الشوام و(دارحامد) (فرع النواهية)، جلسة امتزج فيها الكرم والدين ، وقدم فيها (النواهية) نموذج مشرف لسماحة السودانيين وتقاليدهم وطيب أخلاقهم فقد قابلوا الاحسان احسانا َوزادوا الكرم كرما وقدموا نسخة متميزة وحديثة من ثقافة الجودية السودانية، الجودية التي تميز بها السودان وعرفت بها بلادنا دون غيرها ؛ وإن كنا اليوم أحوج اليها دون العالمين في بلاد النيلين.*

 

صفوة القول

 

*شكرا لاهل الشام الذين التقت اعرافهم وتقاليدهم باعرافنا وتقاليدنا، شكرا لهم لأنهم اعلنوا عفوهم منذ الوهلة الأولى ولم يجزعوا، بل شكرا على الكرم الفياض، وشكرا لدارحامد على حسن صنعها، وشكرا للذين قدموا لنا الدعوة لحضور تلك الجلسة الوريفة، شكرا للنائب البرلماني مصطفى ابوسيل وابنائه، شكرا لرجال الأعمال (علم الدين عمر ، وابن عمر الطالب واحمد الزين المليح، وحسين فضل، ومالك مصطفى وآخرين) ، فقد افاضوا كرما وتميزا – أخيراً – ما أجمل الأعراف عندما تخدم القيم الفاضلة.*

اترك رد