أسامه عبد الماجد يكتب.. ولماذا كرتي
¤ مثل المارد الذي خرج من قمقمه .. فاجأت الحركة الاسلامية قواعدها قبل قحت واعوانها وعقدت اجتماع مجلس شوراها الطارئ .. اخرست بتلك الخطوة الجريئة السن واقلام ظلت توجه سهامها الى صدر الأمين العام المكلف للحركة مولانا على كرتي .. الذي اختير أميراً للحركة التي وهبها ماله ووقته وجهده منذ عقود
¤ انعقاد الشوري في حد ذاته في هذا التوقيت مهم للغاية .. الاسلاميين محاصرين من كل اتجاة .. وقادتها يقبعون خلف القضبان باوامر قبض سياسية.. وباتهامات باطلة يستحي القضاء من الفصل فيها.. وكثير منهم مطارد واخرين تشوهت سمعتهم بملفات فساد مختلقة مغطاة بالتهويل والكذب.
¤ اكدت الحركة الاسلامية بعقدها شوراها ، حضورها في المشهد وتغوقت بذلك على احزاب كبيرة عجزت على عقد مؤتمراتها .. الامر الاكثر اهمية في انعقاد الشوري كما اسلفت هو تعزيز الثقة في كرتي وتفويضه لقيادة الحركة في المرحلة المقبلة.. وبشكل صريح وبكامل الصلاحية.
¤ جاءت ثقة عضوية الشوري في مولانا كرتي بعد العمل الكبير الذي قام به في الفترة الماضية .. وقد مكن الحركة من العبور .. في وقت كان يتوقع الكثيرين ان تغرق سفينتها وتحرر لها شهادة وفاة تسعد تيار اليسار.
¤ جنب كرتي الحركة الاسلامية الدخول في مواجهات مع العصبة الحاكمة .. وجعل مؤسساتها اكثر انفتاحا وتواصلا فيما بينها ومع المجتمع .. وبقية القوى السياسية والتنظيمية حينما وجه ان يكون التركيز على لم الشمل ووحدة صف الاسلاميين .. وبث الثقة فيهم وتربيتهم على ان المشروع الاسلامي حي لا يموت.. بجانب النجاح في التواصل خارجيا والذي كانت الحركة في آمس الحاجه اليه.
¤ بدأت الحركة بادئ ذي بدء وكأنما انكفات على نفسها واعتزلت العمل العام .. لكن جنت ثمار ذلك حيث عملت في صمت وغيرت الموازين .. وذلك للتعامل بحكمة وهدوء .. لتعود للمشهد بذات قوتها التي عرفت بها .. وعزتها التي مهرتها بدماء الشهداء .. كان مولانا كرتي اميرآ لهم من موقع الرجل الاول (المنسق العام للدفاع الشعبي).
¤ تاييد الشورى لكرتي اخمد نيران الفتنة التي اشعلتها قلة من الاسلاميين .. ظلوا يستعدون كرتي دون مبررات مقنعة .. ظلوا على تلك الحالة منذ سنوات الانقاذ .. من منطلق مصالحهم الشخصية في محاولة يائسة وخائبة لازاحته ووراثة موقعه..
¤ ليس تقليلا من قيادات الحركة الاسلامية لكن ليس هناك انسب من كرتي – على الاقل في هذا التوقيت – .. اذ استطاع ادارة ملفات الحركة بهدوء تام .. وفي سرية برع فيها كرتي من خلال عملة في المؤسسات التنظيمية الخاصة.. ساعده على ذلك ثقته بنفسه وخبرته الكبيرة في العمل العام .. ثم ان معادن الرجال تظهر وقت الشدة .. وقد تحمل كرتي المسؤولية في لحظات عصيبة.
¤ ان الحركة الاسلامية في شوراها أجازت تقرير مراجعات نقدية لتجربتها خلال الفترة الماضية من عمرها .. وهي خطوة جريئة ستمكنها من استبصار الحقائق .. والتعامل مع المرحلة المقبلة بتجرد دون عواطف .. وهو امر معهود في كرتي .. اذ يوزن الامور بميزان المنطق ومعطيات الواقع لا العواطف.
¤ للتاريخ ان كرتي ظل من دعاة التغيير منذ سنوات وظل يجاهر بارائه داخل المؤسسات التنظيمية.. ومع تقلبات المشهد فان رجل يحمل تلك الرؤية جدير بالقيادة.. خاصة وانه بعيد عن تجاذبات الحزب والحركة ومحور الاستقطاب و(الشلليات).