أسامه عبدالماجد يكتب.. برطم .. من (السجن) الى (القصر)

اذا عرف السبب

0

 

¤ قبيل انطلاقة انتخابات 2015 وصلنا ضمن وفد صحفي الى مدينة دنقلا .. عقب جولة استقصائية واستطلاعات في السوق وبعض المؤسسات ،كانت المؤشرات تقول ان المرشح المستقل للمجلس الوطني ابو القاسم برطم سيقتلع شجرة المؤتمر الوطني – وقد كان. –

¤ سعدت بذلك ايما سعادة ،رغم محبتنا ومعرفتنا الوثيقة بغريمه بلال عثمان .. مصدر ذلك انه من غير الجيد ان يتحدث نواب ووزراء الوطني تحت قبة البرلمان الى بعضهم البعض .. دون سماع الراي الاخر .. رغم جراءة وشفافية عدد كبير من نواب الحزب الحاكم وقتها..

¤ لكن تفوق عليهم برطم .. بمتابعته الدقيقة للكثير من القضايا الشائكة وبمداخلاته القوية .. قدم برطم تجربة برلمانية ثرة جديرة بالاحترام جعلته نجما.. رغم انه دخل البرلمان من باب خدمة اهل دنقلا المضيافة .. لا من باب السياسة.

¤ مايميزه انه لا يخاف في الحق لومة لائم.. ولذلك تبنى التطبيع مع اسرائيل .. وكان ذلك وقتها من المحرمات.. قدم برطم درسا لنواب الحزب الحاكم بأن يقدموا (للوطن) قبل (الوطني).. تجاوز قاسم حدود دائرته بالشمالية بتبني قضايا وهموم كل اهل السودان.

¤ لم يرتهن لعشيرة او فئة كثيرة او قليلة.. لم يساوم او يجامل.. قبيل ذهاب الانقاذ كان من دعاة التغيير .. وبعده ظل يفتخر بالمشاركة في حقبة النظام السابق .. في وقت تبرأ منسوبون للوطني من ماضيهم .. وتواروا عن الانظار.. تصدى برطم وبكل بسالة لقحت بعد ان ظهرت على حقيقتها القائمة على التشفي .. واخذ الناس بالباطل والشبهات.

¤ استحق قاسم عضوية مجلس السيادة وباقتدار .. وكان لا يشكو من قلة المهام .. اجتهد في العديد من الملفات رغم قصر فترة تعيينه .. اعفى برطم امس وغادر موقعه.. والذي هو سجن كبير قيد حركته.. غادر مرفوع الراس .. لم يحزن لفراق المنصب كما فعل القحاته.. وكان وفيا لمن شاركهم الهم التام.

¤ ظل على عهده .. وهو يمتدح قرارات البرهان وخطوة اعفائه واخوانه المدنيين بالسيادي .. ظهر بذات الثقة التي اطاح بها المؤتمر الوطني قبل سنوات .. وقال ان الفيصل هو الانتخابات.

¤ كانت رسالة بليغة منه الى قحت التي تتهيب الانتخابات .. وتريد السلطة دون مشقة او استحقاق انتخابي كان قاسم من ابطاله.. يغادر برطم سجن القصر الرئاسي بعد ان كبلته الوظيفة السيادية الى قصره الابيض الفخيم بضاحية كافوري .. وهو ذاته برطم رجل الاعمال الناجح مثل شقيقه الاكبر سمير .

¤ لم يغيره منصب او يبدله جاه .. لم تنقطع صلته القوية بالصحفيين قبل السياسيين.. ظلت داره الفسيحة رحبة لكل اهل السودان .. وملتقى للسفراء العرب والغربيين الذين يسارعون للاستماع الى ارائه الجريئة والقوية.. يناقشهم ببسالة لا عمالة.

¤ اعاد برطم سيارتي القصر اللتين تسلمهما بعد الحاح ثم امر من جهة عليا .. بعد ان كان يداوم في القصر مستغلا سيارته الخاصة والتي في فخامتها تضاهي سيارة الرئيس .. فاضطر الى النزول منها .

¤ يعود قاسم الى قصره رئيسا في عيون محبيه واصحابه واهله وعارفي فضله.

اترك رد