بعد أيام على زيارة بايدن.. بوتين يتوجه إلى الشرق الأوسط
أسفير نيوز __ وكالات
في مسعى إلى إظهار أن مكانة موسكو العالمية لم تتأثر بسبب غزوها لأوكرانيا، من المقرر أن يسافر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في رحلة خارجية نادرة، إلى الشرق الأوسط، بعد أيام قليلة فقط من زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى المنطقة، بحسب ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وفي ثاني رحلة له خارج روسيا منذ غزو البلاد لأوكرانيا في فبراير، من المقرر أن يسافر بوتين إلى طهران، يوم الثلاثاء، حيث سيلتقي الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، والرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي.
وتقول الصحيفة إن الزيارة تعكس الأهمية التي يوليها بوتين للحفاظ على النفوذ الذي اكتسبته روسيا من سنوات من التدخل العسكري والدبلوماسي في الشرق الأوسط.
وتأتي زيارة الرئيس الروسي بعد أيام فقط من جولة نظيره الأميركي في الشرق الأوسط، حيث سعى إلى حشد إسرائيل والدول العربية لمواجهة روسيا والصين وإيران، التي نما نفوذها بينما قلصت الولايات المتحدة وجودها في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن هانا نوت، الباحثة المشاركة في مركز فيينا لنزع السلاح قولها إنه “في ضوء غزو أوكرانيا، والعزلة عن الغرب والعقوبات، فإن الحفاظ على النفوذ إن لم يكن توسيعه، أصبح أكثر أهمية للسياسة الخارجية الروسية”.
وتضيف “روسيا تدرك أنه لا يوجد مستقبل مع الغرب. لقد اختفى هذا بشكل لا رجعة فيه. مستقبلها يجب أن يكمن في الجنوب العالمي”.
إيران
وتقول الصحيفة إن الرئيس الروسي يسعى إلى تعزيز علاقة موسكو مع إيران، “العدو الثاني” للولايات المتحدة، والتي ترزح أيضا تحت ثقل العقوبات الغربية، وأصبحت مؤخرا شريكا عسكريا وتجاريا رئيسيا لموسكو.
وفي يونيو ويوليو، زار المسؤولون الروس إيران لمشاهد طائراتها الهجومية بدون طيار، وفقا للاستخبارات الأميركية، التي تعتقد أن إيران من المقرر أن تقدمها إلى روسيا للحرب الأوكرانية.
تركيا
ومن المقرر أن يأتي اجتماع الرئيس الروسي مع الرئيس التركي في الوقت الذي نجحت فيه تركيا في اقتطاع دور حاسم للتأثير في الحرب.
وأدانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، الغزو الروسي وباعت طائرات مسلحة بدون طيار إلى أوكرانيا، لكنها لم تفرض عقوبات على الكرملين.
وعلى الرغم من العلاقة المتوترة في بعض الأحيان مع بوتين، يلعب إردوغان دورا في خطة محتملة لإنشاء ممر للحبوب المحاصرة في أوكرانيا، فضلا عن محادثات السلام في نهاية المطاف.
ونقلت الصحيفة عن مارك كاتس، أستاذ الحكومة والسياسة في جامعة جورج ميسون الأميركية، قوله إن بوتين “يبذل الكثير من الجهد في هذه العلاقة”.
وفي مايو، قال وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، إن طهران وضعت اللمسات الأخيرة على اتفاق لتوريد 5 ملايين طن من القمح والحبوب بعد اجتماع مع نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك.
وأكد نوفاك أن روسيا ناقشت الصفقات التجارية مع إيران، ولكن لم يوضح ما إذا كان قد تم التوقيع على أي منها.
ويقول رجال أعمال إيرانيون إن الروس يتدفقون الآن على إيران، وغالبا لمناقشة سبل الالتفاف على العقوبات.
وتشمل الصفقات المطروحة على الطاولة أن تبيع إيران للمشترين الروس ملابس لتحل محل العلامات التجارية الغربية وقطع غيار السيارات لشركات صناعة السيارات الروسية المحاصرة.
وكانت هناك أيضا نقاشات حول ممر تصدير يمتد من روسيا إلى الهند عبر إيران.
وخلال زيارته في مايو إلى طهران، قال نوفاك إن التجارة بين البلدين ارتفعت بنسبة 80 في المئة على أساس سنوي إلى 4 مليارات دولار في عام 2021. وتوقع أن ترتفع إلى 40 مليار دولار في المستقبل القريب.
ونقلت الصحيفة عن ديمتري ترينين، محلل السياسة الخارجية الروسية المؤيد للكرملين قوله “إن اتجاه زيارات الرئيس (بوتين) إلى الخارج يعكس الآن حقيقة الحاجة والفرصة للدبلوماسية الروسية”.
سوريا
ومن المقرر أن يناقش القادة الثلاثة سوريا، حيث تدعم روسيا وإيران نظام بشار الأسد. وتدعم تركيا الجماعات المتمردة المعارضة.
وتدخلت روسيا عسكريا في الحرب الأهلية في سوريا في عام 2015، مستخدمة القوة الجوية لتحويل دفة الصراع والمساعدة في الحفاظ على نظام الأسد.
وفي طهران، سيؤكد بوتين لنظيريه التركي والإيراني أن موسكو لا تزال لاعبا رئيسيا في سوريا على الرغم من الحملة في أوكرانيا، وفقا لما ذكره فيودور لوكيانوف، رئيس المجلس الاستشاري للكرملين المعني بالسياسة الخارجية والدفاعية، لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وعلى الرغم من تكريس أكثر من 100 ألف جندي لغزو أوكرانيا، تمكنت روسيا من الحفاظ على بصمتها العسكرية في سوريا وليبيا، وهما دولتان استخدمت فيهما موسكو تدخلات مسلحة منخفضة التكلفة نسبيا لتطوير نفوذ كبير في المنطقة.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثفت روسيا بعض عملياتها العسكرية في سوريا، وشنت غارات جوية قرب القواعد الأميركية وضايقت القوات الأميركية، حسبما قال مسؤولون أميركيون.
وفي الأسبوع الماضي، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لفرض خفض تفويض الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الغذائية لملايين السوريين مما وضع ضغوطا على عملية إغاثة مدعومة من الغرب في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا