(1)
لم يبقَ إلا أن نسمع أن قبيلة الشوايقة المسالمة المبدعة، المنتجة، لبست (كمدولاً)، وألقت الطمبور وتخلت، وامسكت “الكلاش”، ونسيت الإبداع والنخيل وريحة الطين الملهم لأعذب الأشعار، واللَّحن الطروب..
لم يبقَ إلا أن نقرأ في (الميديا)، أن نزاعاً مسلحاً نشب بين هذه القبيلة المسالمة التي انصهرت في كل القبائل، وبنو عمومتهم الجعليين، حينها لم يبق لنا إلا الحسرة على وطن اسمه السودان ، فهل فعلا لم يبق إلا هذا..
(2)
نزاع قبلي مسلح، ومواجهات دامية في كسلا، بورتسودان، كادقلي، ابيي، الجنينة، زالنجي،نيالا الطينة، الضعين،حلفا سنار ، الفاشر، الدمازين الرصيرص…
الخ..
هذا فضلاً عن حقيقة أن معظم القبائل في دارفور باتت الآن متناحرة ومتنافرة على نحو يبدو معه التعايش السلمي يجثو على فوهة بركان يوشك أن ينفجر تحت أية لحظة، ثم ينتقل الحريق الإثني إلى بقية أقاليم السودان ومدنه ..
(3)
اكبر مهدد للتعايش السلمي بين القبائل في تلك المناطق التي شهدت نزاعاً قبلياً، هو الولاء السياسي للأنظمة
الشمو لية الدكتاورية التي انتهجت اسلوب (البيعة) والاستقطاب السياسي للقبائل..
هذا الولاء السياسي كان ولايزال حجر عثرة أمام محاسبة الجناة من القبيلة المعتدية التي تقدِّم الولاء والبيعة للنظام، فتحتمي وتستقوي به، وربما اعطيت الضوء الأخضر بالتباطوء والتواطوء من وسطاء القبائل وسماسرتها الذين تطاولوا في البنيان واستقروا بالخرطوم وتنامت ثرواتهم، فامتهنوا إشعال الفتنة وضرب التعايش بين القبائل ونسيجها الاجتماعي.
(4)
طيب، ما الحل؟ الحل في رأي هو حل الإدارات الأهلية التي باتت تكرس للقبلية، وتتكسب من الولاء السياسي، بالإضافة إلى تحريم وتجريم أي نشاط او تجمع قبلي قُصد به المباهاة واستعراض الثقل الجماهيري، وإبعاد كل المعايير والموازنات القبلية والجهوية من معايير التوظيف في الدولة، ومنع مقابلة المسؤولين باي صفة قبلية، هذا إلى جانب تنظيم الحملات الإعلامية تنهى وتحذر من إقحام القبائل في أي عمل سياسي، او تحالف او أي نوع من الاستققاب والاصطفاف…اللهم هذا قسمي فيما أملك…..
نبضة أخيرة: ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.