فضل الَّله رابِح يكتب.. كردفـان .. غُربَـــة وضَيــاع (4) ( طريق النهود ـ الأبيض ) أولى بالتتريس ..!!

الراصد

0

طريق الأبيض النهود يعتبر القطاع الأول لطريق الإنقاذ الغربى وهو أول قطاع تم إفتتاحه بطول 210 كلم ضمن قطاعات الطريق القارى الذى بدأ تنفيذه فعلياً في بدايـة العام 1995م وهو الطريق الوحيد الذى يربط شرق السودان بغربـه بطول 1280 كلم وهو يعبـر وسط السودان فى مناطق مهمة وحيوية بما فى ذلك العاصمة القوميــة وقد إكتمل الربط بغرب وشمال إفريقيا من خلال دولـة تشاد .. إن قطاع الأبيض النهود من طريـق الانقاذ يعانى حالياً تصدعات ودمار كامل وبالأمس إستمعت إلي حوار إذاعى في الإذاعة القومية ( أمدرمان) أجراه عبر الهاتف الزميل محمد حمدالنيل مع عبدالله يحيي وزير التنمية العمرانية و الطرق والجسور حول الطرق القومية وصيانة طريق الانقاذ الغربي محور الابيض النهود قال الوزير أن الهيئة القومية للطرق قامت بإجراء كل العمليات الفنية والتحضير والعقودات للصيانـة وقد رسي عطاء الصيانـة لشركة مقتدرة وقامت الشركة بترحيـل كل معداتها وآلياتها إلي موقع الطريق وفى إنتظار تمويل وزارة المالية الإتحادية وبحسب متابعتى أنه تم الإتفاق بحسب العقد علي التمويل المباشر من المالية وعندما تعثر التمويل المباشر حاولت الشركة المنفذة أن تستعين بتمويل بنكى بالارباح بعد موافقة بنك السودان وخاطبت كثير من البنوك ورفضت البنوك فعادت الشركة لمخاطبة الهيئة والمالية من جديد لإستعجال عملية التمويل ومعروف أن الصيانة تتمت من خلال موارد الهيئة الذاتية أما تأهيل الطرق فهو تكلفته عالية فيتم عبر المالية الاتحادية والمتابع لمسيرة الوزير عبدالله يحيي يجده أكثـر وزراء الحركات المسلحة حركةً واجتهاداً ومنسجم جداً مع العاملين فى قطاع الطرق ومع الهيئـة القومية للطرق والجسور ومديرها العام الرجل النشط المهندس جعفر حسن ومع أن الهيئة القومية للطرق ظلت تعانى من ضعف إيرادات تحصيل الطرق وذلك يرجع لعدة اسباب منها ضعف فئة الرسوم والتهرب من سدادها وعدم الضبط والسيطرة على نقاط التحصيل والعبـور كما أن هناك ملاحظة وهى أن الولاة يتقولون على مجهود الهيئة القومية للطرق ويسوقونه إعلامياً كمنجز ولائي ولاحظت ذلك مع والي القضارف الذى يتحدث كثيراً للاعلام عن الطرق القومية وكأنها ضمن مقطوعياته بالولاية دون أن يذكر إسم الهيئة القومية للطرق والجسور وهذا يعتبر تحايل وإلتفاف على حقوق الآخرين وتكسب سياسي واعلامي رخيص وفوق هذا كله تأتى مماطلــة وزارة جبـريل ابراهيم فى الإستجابـة لمطلوبات تنفيـذ وصيانـة الطرق القوميـة أكبر عائق لصيانة الطرق رغم أهميتها فى الإستقرار والأمن والتواصل .. لا يمكن طريق حيوى مثل طريق النهود الابيض يظل بهذا السوء دون أن يلتفت له وهو طريق صادرات قومية وواردات لكل ولايات غرب السودان فهو يتطلب توفير كل مقومات وميزانيات صيانته وبأعجل ما يتيسر وأن يحظى بإهتمام أكبـــر مما نشاهده الآن من ضياع للوقت وإهدار للزمن فلا يعقل مسافة كان الناس يعـبرونها خلال ساعتان من الزمان على أسوأ الفروض الآن يتم تجاوزها بالسيارات الخاصة فى زمن أقلاه خمسة ساعات أما الشاحنات الكبيرة فحدث ولا حرج فقد عاد الناس إلى زمن الطُرق البريـة والقيزان والرمال ومعاناة الوحل والوديان فى الخريـــف .. على أيــة حال إن الحل النهائي لإنشاء الطرق وحل مشاكلها وتأهيلها وصيانتها والمحافظة عليها يتم عبر إنشاء صندوق الطرق وأن تخصيص له رسوم تؤخذ منذ مرحلــة ترخيص السيارات لصالح الطرق عبر تشريع يجاز من مؤسسات الدولـة التشريعيــة وفى حالة وضعنا الانتقالى يمكن يتم عبر تشريع مؤقت وعندما تأتي حكومة منتخبة تقوم بتقنينه ونظام الصندوق معمول به فى كثير من دول العالم علي سبيل المثال امريكا وكينيا ورواندا ودول اخري فهو يريح وزارة المالية واصحاب المصلحة ويكون رأس الرمح فيـه اتحاد وملاك الشاحنات والنقل لأنهم المتضررون الأوائل من دمار الطرق وتكسيرها الذي يعمل علي إهلاك السيارات والشاحنات وإهدار الوقت والوقود .. و نواصل إنشاء الله

اترك رد